العين واحدة والحكم مختلف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
العين واحدة والحكم مختلف | فمنه مفترق بل منه مؤتلف |
هي الحوادث لا عين لها أبدا | قديمها درّها والحادث الصدف |
إياك تفهم من قولي الحلول بها | لأن قولي رموز صاغها السلف |
وأنت تجهل علما نحن نورده | من بحر حق عليه الناس ما وقفوا |
فقف علينا وسلم بالأمور لنا | فإن عارفنا بالغيب معترف |
الله كبرأ لا شيء يشابهه | وكل حروف عن الإدراك منحرف |
ظهورنا عنه بالتقدير من عدم | هو الظهور له في كل ما نصف |
لأنه الغيب غيب الغيب من يره | يرى الحوادث تبدو عنه لا تقف |
وبدا لهم صور فخصوا بعضه | بالترك منه وبعضه لم يتركوا |
وبقى عليهم حكم موطنهم بما | هو مقتضاه لهم بجهل يملك |
ولذلك الدنيا غدت ملعونة | إلا الذي استثني وهاج المعرك |
وأتاك من آياته ألوانكم | والألسن اللاتي غدت تتحرك |
وجميعها صور وتلك كثيرة | وبها اختلاف زائد لا يدرك |
والله مولانا محيط قد أتى | لك من وراء الكل وجه يهتك |
بل ذاك قرآن مجيد جاء في | لوح هو المحفوظ عمن يشرك |