فلو أنِّي وليتُ الحكمَ يوماً
مدة
قراءة القصيدة :
35 دقائق
.
فلو أنِّي وليتُ الحكمَ يوماً | ووُلِّيتُ العقوبة َ والخِصاما |
لقرَّتْ عينُ من يهوى الجواري | وعاقبتُ الذي يهوى الغُلاما |
مص | أجنَّتْ لكَ الوجدَ أغصانٌ وكُثبانُ |
سألتُكَ أيَّما أشجى حديثا | وأطيبُ حين يُعتَنق التزاما |
فيهنَّ نوعانِ تُفَّاحٌ وَرُمّاَنُ | وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ |
سودٌ لهن من الظلماء ألوان | وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به |
أجارية ٌ مغَنَّجة ٌ رداحٌ | تزيدُك للغرامِ بها غراما |
أم آمردُ قد أجافَ الإبطُ منه | له أير كأيرك حين قاما |
أطرافهُنَّ قلوبُ القومِ قِنوانُ | غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ |
يُريدُكَ للدَّارِهمِ لا لشيْءٍ | وتلك تذوبُ عِشْقاً واهتماما |
وما الفواكه مما يحملُ البانُ | ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ |
وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان | أْلِّفنَ من كلِّ شيءٍ طيّبٍ حسنٍ |
فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان | ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها |
لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان | بل حلوة مرة طوراً يقال لها |
شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان | يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ |
إلا استراحة َ قلبٍ وهو أسوان | لأي أمرٍ مرادٍ بالفتى جُمِعت |
تلك الفنونُ فضمتُهنَّ أفنان | تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ |
لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران | تلك الغصونُ اللواتي في أكِمَّتِها |
نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان | يبلو بها اللَّهُ قوماً كيْ يبينَ لهُ |
ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان | وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث |
ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ | لكنْ ليُثْبِتَ في الأعناقِ حُجَّتهُ |
ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن | ومن عجائبِ ما يُمنَى الرِّجالُ به |
مُسَتْضعفات له منهن أقران | مناضلاتٌ بنبلٍ لا تقومُ له |
كتائبُ التُّركِ يُزْجيهنَّ خاقان | مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ به |
قصيرُ عمروٍ ولا عَمْروٌ ووردان | من كل قاتلة ٍ قتْلى وآسرة ٍ |
أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ | يُولينَ ما فيه إغرامٌ وآونة ً |
يولينَ ما فيه للمشعوفِ سُلوان | ولا يدمْنَ على عهدٍ لمعتقد |
أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان | يميلُ طوراً بحملٍ ثم يُعدَمه |
ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان | حالاً فحالاً كذا النسوانُ قاطبة ً |
نواكثٌ دينُهنَّ الدهرَ أديان | يَغْدِرْنَ والغدرُ مقبوحٌ يُزَيِّنُه |
للغاوياتِ وللغافين شيطان | تغدو الفتاة ُ لها حلٌّ فإن غدرتْ |
راحتْ ينافسُ فيها الحِلَّ خلان | ما للحسانِ مسيئات بنا ولنا |
إلى المسيئاتِ طولَ الدَّهرِ تَحنان | يُصْبحْنَ والغدرُ بالخُلْصانِ في قَرَن |
حتى كأنْ ليس غير الغدْرِ خُلصان | فإن تُبِعْنَ بعهد قُلْنَ معذرة |
إنا نسينا وفي النِّسوان نسيان | يكْفِي مُطالبنا للذِّكر ناهية ً |
أنَّ اسمنا الغالبَ المشهورَ نِسوان | لا نُلْزمُ الذكرَ إنّا لم نُسَمَّ به |
ولا مُنْحْناهُ بل للذِّكر ذُكران | فضلُ الرجالِ علينا أنَّ شيمتَهُمْ |
جودٌ وبأْسٌ وأحلامٌ وأذهان | وأنَّ فيهم وفاءَ لا نقومُ به |
ولن يكونَ مع النُّقصانِ رُجحان | لا ندَّعي الفضلَ بل فينا لطائفة ٍ |
منهمْ أبو الصَّقر تسليمٌ وإذعان | هو الذي توَّج اللَّهُ الرجال به |
تِيجانَ فخرٍ وللتَّفْضيل تِيجانن أجنَّتْ لكَ الوجدَ أغصانٌ وكُثبانُ | فيهنَّ نوعانِ تُفَّاحٌ وَرُمّاَنُ |
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ | سودٌ لهن من الظلماء ألوان |
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به | أطرافهُنَّ قلوبُ القومِ قِنوانُ |
غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ | وما الفواكه مما يحملُ البانُ |
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ | وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان |
أْلِّفنَ من كلِّ شيءٍ طيّبٍ حسنٍ | فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان |
ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها | لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان |
بل حلوة مرة طوراً يقال لها | شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان |
يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ | إلا استراحة َ قلبٍ وهو أسوان |
لأي أمرٍ مرادٍ بالفتى جُمِعت | تلك الفنونُ فضمتُهنَّ أفنان |
تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ | لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران |
تلك الغصونُ اللواتي في أكِمَّتِها | نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان |
يبلو بها اللَّهُ قوماً كيْ يبينَ لهُ | ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان |
وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث | ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ |
لكنْ ليُثْبِتَ في الأعناقِ حُجَّتهُ | ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن |
ومن عجائبِ ما يُمنَى الرِّجالُ به | مُسَتْضعفات له منهن أقران |
مناضلاتٌ بنبلٍ لا تقومُ له | كتائبُ التُّركِ يُزْجيهنَّ خاقان |
مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ له | قصيرُ عمروٍ ولا عَمْروٌ ووردان |
من كل قاتلة ٍ قتْلى وآسرة ٍ | أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ |
يُولينَ ما فيه إغرامٌ وآونة ً | يولينَ ما فيه للمشعوفِ سُلوان |
ولا يدمْنَ على عهدٍ لمعتقد | أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان |
يميلُ طوراً بحملٍ ثم يُعدَمه | ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان |
حالاً فحالاً كذا النسوانُ قاطبة ً | نواكثٌ دينُهنَّ الدهرَ أديان |
يَغْدِرْنَ والغدرُ مقبوحٌ يُزَيِّنُه | للغاوياتِ وللغافين شيطان |
تغدو الفتاة ُ لها حلٌّ فإن غدرتْ | راحتْ ينافسُ فيها الحِلَّ خلان |
ما للحسانِ مسيئات بنا ولنا | إلى المسيئاتِ طولَ الدَّهرِ تَحنان |
يُصْبحْنَ والغدرُ بالخُلْصانِ في قَرَن | حتى كأنْ ليس غير الغدْرِ خُلصان |
فإن تُبِعْنَ بعهد قُلْنَ معذرة | إنا نسينا وفي النِّسوان نسيان |
يكْفِي مُطالبنا للذِّكر ناهية ً | أنَّ اسمنا الغالبَ المشهورَ نِسوان |
لا نُلْزمُ الذكرَ إنّا لم نُسَمَّ به | ولا مُنْحْناهُ بل للذِّكر ذُكران |
فضلُ الرجالِ علينا أنَّ شيمتَهُمْ | جودٌ وبأْسٌ وأحلامٌ وأذهان |
وأنَّ فيهم وفاءَ لا نقومُ به | ولن يكونَ مع النُّقصانِ رُجحان |
لا ندَّعي الفضلَ بل فينا لطائفة ٍ | منهمْ أبو الصَّقر تسليمٌ وإذعان |
هو الذي توَّج اللَّهُ الرجال به | تِيجانَ فخرٍ وللتَّفْضيل تِيجان |
ألقى على كلِّ رأسٍ من رؤوسِهمُ | تاجاً مَضاحِكُهُ دُرٌّ ومَرجانُ |
وقد سُئلنَ أفيه ما يُعابُ له | فقلن هيهاتَ تلك العينُ عقيان |
لا عيبَ فيه لَدَيْنا غيرُ مَنْعَتِه | مِنَّا وأنَّى تَصيدُ الصقرَ غزلان |
أضحى أبو الصَّقْرِ صَقْراً لا تَقُنَّصُهُ | وَحشِيَّة ٌ من بناتِ الإنسِ مِفتان |
هو الذي بَتَّ أسبابَ الهوى آَنَفَا | من أنْ تُصيبَ أسودَ الغابة ِ الضان |
رأى الشهاوَى وطوقُ الرِّقَّ وزمَهُمُ | وليس يعدَمُ طوقَ الرقِّ شَهوان |
ففكّهُ فكَّ حُرٍّ عن مُقَلَّده | صلتُ الجبينَ أشَمُّ الأنفِ عَليان |
ولم يكن رجلُ الدنيا ليأسِرَهُ | رَخْصُ البنانِ ضعيفُ الأسرِ وَهْنان |
صَدَقْنَ ما شئنَ لكنَّا تَقَنَّصَنا | منهنَّ عينٌ تُلاقينا وأُدمان |
أنكَى وأذكى حريقاً في جوانِحنا | خَلْقٌ من الماء والألوانُ نيران |
إذا ترقْرقْنَ والإشراقُ مضطرمٌ | فيهنَّ لم يَمْلِك الأسرارَ كِتمان |
ماءٌ ونارٌ فقدْ غادرْنَ كلَّ فتى ً | لابَسْنَ وهو غزير الدمع حران |
تَخْصَلُّ منهنَّ عينٌ فهي باكية ٌ | ويستحِرُّ فؤاد وهو هيمان |
يارُبَّ حُسَّانة ٍ منهنَّ قد فعلتْ | سوءاً وقد يَفْعَلُ الأسواءَ حُسَّان |
تُشكِي المحبَّ وتُلقَى الدَّهر شاكية ً | كالقَوْسِ تُضْمِي الرَّمايَا وهي مِرنان |
واصلت منها فتاة في خلائقها | غدر وفي خلقها روض وغدران |
هيفاءُ تكسى فتبدو وهي مُرهفة | خَوْدٌ تَعرَّى فتبدو وهي مِبْدانُ |
ترْتَجُّ أردافُها والمَتْنُ مُنْدمِج | والكَشْحُ مُضْطمِرٌ والبطنُ طيَّان |
ألوفُ عطرٍ تُذكَّى وهي ذاكية ٌ | إذا أساءتْ جوار العِطْرِ أبدانُ |
ثمَّامة ُ المِسْكِ تُلقى وهي نائية | فنأيُها بنميم المسكِ لقيان |
يغيمُ كلُّ نهار من مجامرها | ويُشمسُ الليلُ منها فهو ضحيان |
كأنَّها وعثانُ النّد يشمُلها | شمسٌ عليها ضباباتٌ وأدجان |
شمسٌ أظلَّتْ بليلٍ لا نجومَ لهُ | إلا نجومٌ لها في النَّحرِ أثمان |
تنفَّلُ الطِّيبَ فضلاً حينَ تَفْرِضُه | فقراً إليه قتولُ الدَّلِّ مِدْران |
وتَلْبَسُ الحليَ مجعولا لها عُوَذاً | لا زينة ً بل بها عن ذاك غُنيان |
لله يومٌ أرانِيها وقد لبِستْ | فيه شباباً عليها منهُ رَيْعان |
وقد تردَّتْ على سربالِ بَهْجَتِها | فرعاً غذَتْه الغوادي فهو فَينان |
جاءت تَثَنَّى وقد راح المِراحُ بها | سكْرَى تغنَّى لها حُسْنٌ وإحسانُ |
كأنَّها غُصُنٌ لدْنٌ بمرْوحة ٍ | فيه حمائمُ هاجَتْهُنَّ أشجانُ |
إذا تمايلُ في ريح تُلاعِبُهُ | ظلَّتْ طِراباً لها سَجْعٌ وإرنانُ |
يا عاذلي أفيقا إنها أبدا | عندي جديدٌ وإن الخلقَ خُلقان |
لا تَلْحياني وإياها على ضرعي | وزهوها فكلا الأمريْنِ دَيْدانُ |
إني مُلكتُ فلي بالرهق مَسْكَنة ٌ | ومُلِّكَتْ فلها بالمُلْك طُغيان |
ما كان أصفى نعيم العيش إذ غنيت | نعُمٌ تجاورنا والدارُ نعمان |
إذ لا المنازلُ أطلالٌ نُسائلُها | ولا القواطنُ آجالٌ وصِيران |
ظِلْنا نقولُ وأشباهُ الحسانِ بها | سقْياً لعهدكِ والأشباهُ أعيان |
بانوا فبانَ جميلُ الصبرِ بعدهُمُ | فللِدّموعِ من العينين عَيْنان |
لهم على العِيسِ إمعانٌ تَشُطُّ بهم | وللدموعِ على خَدَّيَّ إمعان |
لي مُذْ نأوْا وجنة ٌ ريَّا بِمشْربِها | من عَبْرتي وفمٌ ما عِشْتُ ظَمان |
كأنما كلُّ شيءٍ بعد ظعنهمُ | فيما يرى قلْبيَ المتبولُ أظعانُ |
أصبحتَ ملَّكَ من أوطأته مللٌ | وخانك الوُدَّ من مغْناه ودَّان |
فاجمعْ همومَكَ في همٍّ تؤيِّدهُ | بالعزمِ إنَّ هُمومَ الفسلِ شذَّانُ |
واقصدْ بوُدِّكَ خِلاًّ ليس من ضلع | عوْجاء فيها بِوَشْكِ الزَّيْغِ إيذان |
حان انتجاعُكَ خِرقاً لا يكونُ له | في البَدْلِ والمَنْعِ أحيانٌ وأحيانُ |
وآن قصْدُكَ مُمْتاحاً ومُمْتدَحاً | من كلِّ آنٍ لجدوى كفِّهِ آن |
إنَّ الرحيلَ إلى من أنتَ آمِلُهُ | أمْرٌ لمُزْمِعهِ بالنُّجْحِ إيقان |
فادعُ القوافي ونُصَّ اليعْمُلات له | تُجبكَ كلُّ شرودٍ وهي مِذعان |
إن لم أزُرْ مَلِكاً أُشجى الخطوب به | فلم يُلِدْني أبو الأملاك يونان |
بل إن تعدَّتْ فلم أُحْسِنْ سياستها | فلم يلدني أبو السُّواس ساسان |
أضحى أبو الصَّقْرِ فرداً لا نظيرَ له | بعدَ النَّبيِّ ومن والتْ خُراسان |
هو الذي حكمتْ قِدْماً بِسُؤْدُدِهِ | عدنانُ ثم أجازتْ ذاكَ قحطانُ |
قالوا أبو الصقرِ من شيبانَ قلتُ لهمْ | كلاَّ لعمري ولكنْ منه شيبان |
وكم أب قد علا بابن ذُرا شرف | كما علا برسول اللَّهِ عدنان |
تَسْمُو الرِّجالُ بآباءٍ وآونة ً | تسمو الرجالُ بأبناء وتزدان |
ولم أُقَصِّرْ بشيبانَ التي بلغتْ | بها المبالغَ أعراقٌ وأغصان |
للَّهِ شيبانُ قوماً لا يشيبهمُ | روع إذا الروعُ شابتْ منه وِلْدان |
لا يرهبون إذا الأبطال أرهبهم | يومٌ عصيب وهم في السِّلم رهبان |
قومٌ سماحَتُهُمْ غيثٌ ونجدتُهُمْ | غَوْثٌ وآراؤهُمْ في الخَطْبِ شُهْبانُ |
إذا رأيتَهُمُ أيقنتَ أنَّهُمُ | للدِّينِ والمُلْكِ أعلامٌ وأركان |
لا ينطِقُ الإفكَ والبهتان قائلهم | بل قَوْلُ عائبهم إفكٌ وبُهتان |
ولا يرى الظلمَ والعدوانَ فاعلهُمْ | إلاَّ إذا رابهُ ظُلْمٌ وعُدوان |
حلُّوا الفضاءَ ولم يَبْنُوا فليسَ لهُمْ | إلا القنا وإطارُ الأفْقِ حِيطان |
ولا حصونَ إذا ما آنسوا فزعاً | إلا نصالٌ مُعرّاة ٌ وخِرصان |
وهلْ لذي العِزّ غيرَ العِزِّ مُدَّخَلُ | أم هلْ لذي المجدِ غيرَ المجدِ بُنْيان |
بدَّاهُمُ أن رأؤْا سيفَ بن ذي يزنٍ | لم يُغن عنهُ صروفَ الدهرِ غُمدان |
تلقاهُم ورماحُ الخطِّ حولهُمُ | كالأُسْدِ ألْبَسها الآجامَ خفّان |
لا كالبيوتِ بيوتٌ حين تدخُلُها | إذْ لا كَسُكَّانِها في الأرضِ سُكَّان |
سودُ السَّرابيلِ من طُولِ ادّراعِهِمُ | بيضُ المجاسدِ والأعراضُ غُران |
يكفي من الرَّجْلِ والفُرسانِ واحدهُمْ | بأساً فواحدُهُمْ رجْلٌ وفُرسان |
لِلْحِلمِ والرَّأْيِ فيهم حين تَخْبرهمْ | شيخانُ صِدْقٍ وللْهيجاء فِتيان |
وللسَّماحِ كهولٌ لا كِفاءَ لهمْ | يغشاهُم الدهرَ سُؤّال وضِيفانُ |
لا ينفسُونَ بِمَنْفوس التلادِ ولا | يفدى لديهم شحوم الكُوم ألبان |
قومٌ يُحِبُّونَ مِبطانَ الضُّيوفِ وما | فيهم على حُبِّهمْ إيّاهُ مِبطان |
بلْ كُلُّهُمْ لابسٌ حِلما ومُنتزعٌأجنَّتْ لكَ الوجدَ أغصانٌ وكُثبانُ | فيهنَّ نوعانِ تُفَّاحٌ وَرُمّاَنُ |
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ | سودٌ لهن من الظلماء ألوان |
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به | أطرافهُنَّ قلوبُ القومِ قِنوانُ |
غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ | وما الفواكه مما يحملُ البانُ |
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ | وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان |
أْلِّفنَ من كلِّ شيءٍ طيّبٍ حسنٍ | فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان |
ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها | لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان |
بل حلوة مرة طوراً يقال لها | شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان |
يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ | إلا استراحة َ قلبٍ وهو أسوان |
لأي أمرٍ مرادٍ بالفتى جُمِعت | تلك الفنونُ فضمتُهنَّ أفنان |
تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ | لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران |
تلك الغصونُ اللواتي في أكِمَّتِها | نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان |
يبلو بها اللَّهُ قوماً كيْ يبينَ لهُ | ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان |
وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث | ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ |
لكنْ ليُثْبِتَ في الأعناقِ حُجَّتهُ | ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن |
ومن عجائبِ ما يُمنَى الرِّجالُ به | مُسَتْضعفات له منهن أقران |
مناضلاتٌ بنبلٍ لا تقومُ له | كتائبُ التُّركِ يُزْجيهنَّ خاقان |
مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ به | قصيرُ عمروٍ ولا عَمْروٌ ووردان |
من كل قاتلة ٍ قتْلى وآسرة ٍ | أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ |
يُولينَ ما فيه إغرامٌ وآونة ً | يولينَ ما فيه للمشعوفِ سُلوان |
ولا يدمْنَ على عهدٍ لمعتقد | أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان |
يميلُ طوراً بحملٍ ثم يُعدَمه | ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان |
حالاً فحالاً كذا النسوانُ قاطبة ً | نواكثٌ دينُهنَّ الدهرَ أديان |
يَغْدِرْنَ والغدرُ مقبوحٌ يُزَيِّنُه | للغاوياتِ وللغافين شيطان |
تغدو الفتاة ُ لها حلٌّ فإن غدرتْ | راحتْ ينافسُ فيها الحِلَّ خلان |
ما للحسانِ مسيئات بنا ولنا | إلى المسيئاتِ طولَ الدَّهرِ تَحنان |
يُصْبحْنَ والغدرُ بالخُلْصانِ في قَرَن | حتى كأنْ ليس غير الغدْرِ خُلصان |
فإن تُبِعْنَ بعهد قُلْنَ معذرة | إنا نسينا وفي النِّسوان نسيان |
يكْفِي مُطالبنا للذِّكر ناهية ً | أنَّ اسمنا الغالبَ المشهورَ نِسوان |
لا نُلْزمُ الذكرَ إنّا لم نُسَمَّ به | ولا مُنْحْناهُ بل للذِّكر ذُكران |
فضلُ الرجالِ علينا أنَّ شيمتَهُمْ | جودٌ وبأْسٌ وأحلامٌ وأذهان |
وأنَّ فيهم وفاءَ لا نقومُ به | ولن يكونَ مع النُّقصانِ رُجحان |
لا ندَّعي الفضلَ بل فينا لطائفة ٍ | منهمْ أبو الصَّقر تسليمٌ وإذعان |
هو الذي توَّج اللَّهُ الرجال به | تِيجانَ فخرٍ وللتَّفْضيل تِيجان |
ألقى على كلِّ رأسٍ من رؤوسِهمُ | تاجاً مَضاحِكُهُ دُرٌّ ومَرجانُ |
وقد سُئلنَ أفيه ما يُعابُ له | فقلن هيهاتَ تلك العينُ عقيان |
لا عيبَ فيه لَدَيْنا غيرُ مَنْعَتِه | مِنَّا وأنَّى تَصيدُ الصقرَ غزلان |
أضحى أبو الصَّقْرِ صَقْراً لا تَقُنَّصُهُ | وَحشِيَّة ٌ من بناتِ الإنسِ مِفتان |
هو الذي بَتَّ أسبابَ الهوى آَنَفَا | من أنْ تُصيبَ أسودَ الغابة ِ الضان |
رأى الشهاوَى وطوقُ الرِّقَّ وزمَهُمُ | وليس يعدَمُ طوقَ الرقِّ شَهوان |
ففكّهُ فكَّ حُرٍّ عن مُقَلَّده | صلتُ الجبينَ أشَمُّ الأنفِ عَليان |
ولم يكن رجلُ الدنيا ليأسِرَهُ | رَخْصُ البنانِ ضعيفُ الأسرِ وَهْنان |
صَدَقْنَ ما شئنَ لكنَّا تَقَنَّصَنا | منهنَّ عينٌ تُلاقينا وأُدمان |
أنكَى وأذكى حريقاً في جوانِحنا | خَلْقٌ من الماء والألوانُ نيران |
إذا ترقْرقْنَ والإشراقُ مضطرمٌ | فيهنَّ لم يَمْلِك الأسرارَ كِتمان |
ماءٌ ونارٌ فقدْ غادرْنَ كلَّ فتى ً | لابَسْنَ وهو غزير الدمع حران |
تَخْصَلُّ منهنَّ عينٌ فهي باكية ٌ | ويستحِرُّ فؤاد وهو هيمان |
يارُبَّ حُسَّانة ٍ منهنَّ قد فعلتْ | سوءاً وقد يَفْعَلُ الأسواءَ حُسَّان |
تُشكِي المحبَّ وتُلقَى الدَّهر شاكية ً | كالقَوْسِ تُضْمِي الرَّمايَا وهي مِرنان |
واصلت منها فتاة في خلائقها | غدر وفي خلقها روض وغدران |
هيفاءُ تكسى فتبدو وهي مُرهفة | خَوْدٌ تَعرَّى فتبدو وهي مِبْدانُ |
ترْتَجُّ أردافُها والمَتْنُ مُنْدمِج | والكَشْحُ مُضْطمِرٌ والبطنُ طيَّان |
ألوفُ عطرٍ تُذكَّى وهي ذاكية ٌ | إذا أساءتْ جوار العِطْرِ أبدانُ |
ثمَّامة ُ المِسْكِ تُلقى وهي نائية | فنأيُها بنميم المسكِ لقيان |
يغيمُ كلُّ نهار من مجامرها | ويُشمسُ الليلُ منها فهو ضحيان |
كأنَّها وعثانُ النّد يشمُلها | شمسٌ عليها ضباباتٌ وأدجان |
شمسٌ أظلَّتْ بليلٍ لا نجومَ لهُ | إلا نجومٌ لها في النَّحرِ أثمان |
تنفَّلُ الطِّيبَ فضلاً حينَ تَفْرِضُه | فقراً إليه قتولُ الدَّلِّ مِدْران |
وتَلْبَسُ الحليَ مجعولا لها عُوَذاً | لا زينة ً بل بها عن ذاك غُنيان |
لله يومٌ أرانِيها وقد لبِستْ | فيه شباباً عليها منهُ رَيْعان |
وقد تردَّتْ على سربالِ بَهْجَتِها | فرعاً غذَتْه الغوادي فهو فَينان |
جاءت تَثَنَّى وقد راح المِراحُ بها | سكْرَى تغنَّى لها حُسْنٌ وإحسانُ |
كأنَّها غُصُنٌ لدْنٌ بمرْوحة ٍ | فيه حمائمُ هاجَتْهُنَّ أشجانُ |
إذا تمايلُ في ريح تُلاعِبُهُ | ظلَّتْ طِراباً لها سَجْعٌ وإرنانُ |
يا عاذلي أفيقا إنها أبدا | عندي جديدٌ وإن الخلقَ خُلقان |
لا تَلْحياني وإياها على ضرعي | وزهوها فكلا الأمريْنِ دَيْدانُ |
إني مُلكتُ فلي بالرهق مَسْكَنة ٌ | ومُلِّكَتْ فلها بالمُلْك طُغيان |
ما كان أصفى نعيم العيش إذ غنيت | نعُمٌ تجاورنا والدارُ نعمان |
إذ لا المنازلُ أطلالٌ نُسائلُها | ولا القواطنُ آجالٌ وصِيران |
ظِلْنا نقولُ وأشباهُ الحسانِ بها | سقْياً لعهدكِ والأشباهُ أعيان |
بانوا فبانَ جميلُ الصبرِ بعدهُمُ | فللِدّموعِ من العينين عَيْنان |
لهم على العِيسِ إمعانٌ تَشُطُّ بهم | وللدموعِ على خَدَّيَّ إمعان |
لي مُذْ نأوْا وجنة ٌ ريَّا بِمشْربِها | من عَبْرتي وفمٌ ما عِشْتُ ظَمان |
كأنما كلُّ شيءٍ بعد ظعنهمُ | فيما يرى قلْبيَ المتبولُ أظعانُ |
أصبحتَ ملَّكَ من أوطأته مللٌ | وخانك الوُدَّ من مغْناه ودَّان |
فاجمعْ همومَكَ في همٍّ تؤيِّدهُ | بالعزمِ إنَّ هُمومَ الفسلِ شذَّانُ |
واقصدْ بوُدِّكَ خِلاًّ ليس من ضلع | عوْجاء فيها بِوَشْكِ الزَّيْغِ إيذان |
حان انتجاعُكَ خِرقاً لا يكونُ له | في البَدْلِ والمَنْعِ أحيانٌ وأحيانُ |
وآن قصْدُكَ مُمْتاحاً ومُمْتدَحاً | من كلِّ آنٍ لجدوى كفِّهِ آن |
إنَّ الرحيلَ إلى من أنتَ آمِلُهُ | أمْرٌ لمُزْمِعهِ بالنُّجْحِ إيقان |
فادعُ القوافي ونُصَّ اليعْمُلات له | تُجبكَ كلُّ شرودٍ وهي مِذعان |
إن لم أزُرْ مَلِكاً أُشجى الخطوب به | فلم يُلِدْني أبو الأملاك يونان |
بل إن تعدَّتْ فلم أُحْسِنْ سياستها | فلم يلدني أبو السُّواس ساسان |
أضحى أبو الصَّقْرِ فرداً لا نظيرَ له | بعدَ النَّبيِّ ومن والتْ خُراسان |
هو الذي حكمتْ قِدْماً بِسُؤْدُدِهِ | عدنانُ ثم أجازتْ ذاكَ قحطانُ |
قالوا أبو الصقرِ من شيبانَ قلتُ لهمْ | كلاَّ لعمري ولكنْ منه شيبان |
وكم أب قد علا بابن ذُرا شرف | كما علا برسول اللَّهِ عدنان |
تَسْمُو الرِّجالُ بآباءٍ وآونة ً | تسمو الرجالُ بأبناء وتزدان |
ولم أُقَصِّرْ بشيبانَ التي بلغتْ | بها المبالغَ أعراقٌ وأغصان |
للَّهِ شيبانُ قوماً لا يشيبهمُ | روع إذا الروعُ شابتْ منه وِلْدان |
لا يرهبون إذا الأبطال أرهبهم | يومٌ عصيب وهم في السِّلم رهبان |
قومٌ سماحَتُهُمْ غيثٌ ونجدتُهُمْ | غَوْثٌ وآراؤهُمْ في الخَطْبِ شُهْبانُ |
إذا رأيتَهُمُ أيقنتَ أنَّهُمُ | للدِّينِ والمُلْكِ أعلامٌ وأركان |
لا ينطِقُ الإفكَ والبهتان قائلهم | بل قَوْلُ عائبهم إفكٌ وبُهتان |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |