رأتْ عيني لمُنْكَرة ٍقواما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رأتْ عيني لمُنْكَرة ٍقواما | ووجهاً يشبه البدرَ التماما |
فلم أبرحْ صريع هوى ً كأنِّي | شربتُ به معتَّقة مُداما |
شكا قلبي جناية َ طرْفِ عيني | وقال رأى فأغْرى بي غراما |
فقلتُ وقد جَنَى شراً عليه | ألستَ تراه قد هجر المناما |
فقال الجسم أشكو ذا وهذا | فإنهما أعاراني سقاما |
فقلتُ ثلاثة ٌ كلٌّ جَناهُ | أقام بِكمْ بلاؤكُمُ وداما |
فطرْفي ساهرٌ والجسم مُضْنى ً | وقلبي ليس يبرحُ مُستهاما |
ومُنكرة ٌ تظنُّ الحبَّ لِعْباً | وقد قعدَ الهوى فيها وقاما |
أظنُّ اليومَ قد غابتْه شهراً | وشهراً لا أراها فيه عاما |
تحل بقرية النعمانِ عَمْداً | تُطيلُ بها على رغمي المُقاما |
رمى الرحمنُ مولاها بموْتٍ | وعجَّل لي من الوعد انتقاما |
لئن نَعُمَتْ لما رثَّتْ حبالٌ | لها عندي ولا أمست رِماما |
ولكني أجدِّدُ كلَّ يومِ | بها وجداً وشوقاً واهتماما |
بقلبي جمرة ٌ للشوقِ تُذكى | تزيدُ على تباعُدِها اضطراما |
تُرَى الأيامُ تُدْنِي بعدَ بُعْدٍ | وتُعطينا اجتماعاً والتئاما |
وتَشفِي من جَوَى الأبراحِ صبّاً | يكاد يموتُ سٌقماً واغتماما |
فكُفّا بالذي أبلى وعافى | عن المشغولِ بالحُبِّ المَلاما |
تُراني أبدَع العشاقِ عِشْقاً | وأولَ هائمٍ في الحب هاما |