أبا العباس ما هذا التَّواني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا العباس ما هذا التَّواني | وقد أُوسِعْتَ مَنْ كَرمٍ وفَهْمِ |
أتقْلِبُ ذا مُحافظة ٍ عَدُوّاً | لعمرُو أبيك ما هذا بحزْم |
عزمْتَ ندًى فما أمضيْتَ عزماً | وكنتَ مُشهَّراً بمضاءِ عزمِ |
قصدْتُكَ راجياً واليأْسُ رَجْمٌ | فلم تَتْركْ رجاءً غيرَ رَجْم |
وواتَرْتُ السؤالَ فلم تُجِبْني | كأنِّي سائلٌ آياتِ رسم |
أما والله ما هذا بحقِّي | عليك إذا شجيتَ بِظُلْم خَصْم |
زأرْتُ على عَدُوِّكَ غيرَ وانٍ | وأتبعتُ الزئيرَ له بكَلْم |
فما أخْلَيْتُهُ من نَهْشٍ لحم | ولا أخليتُه من حَطْمٍ عظْم |
وخِفْتُ عليكَ عادية َ اللَّيالي | فبتُّ الليلَ أرقبُ كُلَّ نجم |
حراسة ليثِ صدقٍ لا يُبالي | بسيفٍ في الحفاظِ ولا بسهم |
فما كافأْتني إلاَّ بجوع | كأني كنتُ عندك كلبَ طَسْم |
إليكَ إليكَ من وسَم القوافي | إليك فإنهُ من شرِّ وَسْم |
ولم أخش الهجاء عليكَ لكنْ | خشيتُ المدحَ من نَثْرٍ ونظم |
ومن تَحْرِمْهُ رِفدكَ بعد مَدْح | فحسبُكَ مدْحُه من كلِّ شتم |
أليسَ يقالُ قيلَ له فأكْدَى | فتُصبِحُ والذي تُهجَى بِرَقْم |
أتَرْضَى ان تروحَ وفضلُ مِثْلي | عليكَ وليسَ فضلُكَ غيرَ وهْم |
لئن خيَّبْتني ورفَدْتَ غيري | لقد صدَّقْتَ قولَ جَهْم |
ألا لا فِعْلُ حيٍّ باختيار | متى خيَّبْتني لكنْ بحتم |
أتَلْقى وجْهَ مسْبوقٍ بمَسْح | وتلقى وجهَ سبَّاقٍ بلَطْمِ |
لقد أضحتْ عقولُ النَّاسِ باختْ | بما فيهنَّ من عَيْبٍ ووَصْم |
وكم مِنْ قائلٍ لي في مُسِيءٍ | لقد فخَّمْتَ منهُ غيرَ فَخْمِ |
فقلت بنَيْتُ مأثُرة ً بِشعْرِي | فلا تعرِض لمأثُرَتي بهدم |
ودعْ ذمَّ المُسيء فما مُسِيءٌ | رأى غبَّ الإساءة ِ غيرَ وخْم |
عفوتُ فلا أقابِلُهُ بِلَوْم | وإنْ أوسِعْتُ من لوم وعدْم |
وما عَفْوي لشيْء غيرَ أنِّي | أرى لحمَ اللئيمَ أغثَّ لحم |