مراحَ شَيْبي عليَّ مثل الثغامص وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ
مدة
قراءة القصيدة :
27 دقائق
.
مراحَ شَيْبي عليَّ مثل الثغامص وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ | عزني في خطابه أنْ رآني |
صارَ بعضي ظهيره في ملامي | ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ |
ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام | قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي |
وكفى بالقِناع دونَ اللثام | حلَّ رأسي فراعني أن في الشي |
ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام | راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي |
مقر الإنس ساكناتِ الخيام | فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي |
وتناهيتُ خائفاً ما أمامي | بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال |
بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي | كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء |
ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ | حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ |
بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي | ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ |
شافياتٍ من الغليلِ الهُيام | حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ |
لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام | لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ |
لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي | فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ |
مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام | سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيماراحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ |
وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ | عزني في خطابه أنْ رآني |
صارَ بعضي ظهيره في ملامي | ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ |
ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام | قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي |
وكفى بالقِناع دونَ اللثام | حلَّ رأسي فراعني أن في الشي |
ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام | راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي |
مقر الإنس ساكناتِ الخيام | فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي |
وتناهيتُ خائفاً ما أمامي | بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال |
بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي | كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء |
ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ | حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ |
بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي | ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ |
شافياتٍ من الغليلِ الهُيام | حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ |
لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام | لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ |
لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي | فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ |
مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام | سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما |
لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ | وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ |
ممتُ وأقدمت أيما إقدام | ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ |
ت وأحجمتُ أيما إحجام | صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي |
أفلا كان للإله صيامي | وإحيائي أن لا يكون من ال |
له حيائي من غيره واحتشامي | إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ |
له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام | وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي |
ومَشيبي أحقُّ بالإعظام | أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب |
لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام | كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا |
ماً وبعض المتاب كالإجرام | توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً |
أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام | دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ |
بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام | أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل |
ه ولكن إلى شبِيه الثغام | إن عُذراً من الذهاب إلى الل |
ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام | أإلى أرذلي جعلتُ متابي |
ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ | بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني |
بِعِناني وزاعني بِزِمامي | راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن |
ه بآي الكتابِ ذي الإحكام | كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ |
كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام | هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن |
ه فزال العمى وراح التعامي | وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً |
واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام | غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ |
لام والشيبُ ليس بالأقلامِ | بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ |
ت ومرِّ الشهور والأعوام | لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا |
لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام | خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ |
مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام | فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ |
بِبلَى جِدّة ووشك اخترام | عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ |
لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام | قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ |
تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي | حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله |
و فأصبحتُ حائماً في الحيامن راحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ | وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ |
عزني في خطابه أنْ رآني | صارَ بعضي ظهيره في ملامي |
ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ | ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام |
قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي | وكفى بالقِناع دونَ اللثام |
حلَّ رأسي فراعني أن في الشي | ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام |
راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي | مقر الإنس ساكناتِ الخيام |
فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي | وتناهيتُ خائفاً ما أمامي |
بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال | بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي |
كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء | ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ |
حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ | بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي |
ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ | شافياتٍ من الغليلِ الهُيام |
حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ | لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام |
لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ | لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي |
فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ | مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام |
سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما | لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ |
وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ | ممتُ وأقدمت أيما إقدام |
ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ | ت وأحجمتُ أيما إحجام |
صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي | أفلا كان للإله صيامي |
وإحيائي أن لا يكون من ال | له حيائي من غيره واحتشامي |
إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ | له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام |
وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي | ومَشيبي أحقُّ بالإعظام |
أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب | لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام |
كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا | ماً وبعض المتاب كالإجرام |
توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً | أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام |
دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ | بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام |
أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل | ه ولكن إلى شبِيه الثغام |
إن عُذراً من الذهاب إلى الل | ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام |
أإلى أرذلي جعلتُ متابي | ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ |
بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني | بِعِناني وزاعني بِزِمامي |
راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن | ه بآي الكتابِ ذي الإحكام |
كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ | كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام |
هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن | ه فزال العمى وراح التعامي |
وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً | واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام |
غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ | لام والشيبُ ليس بالأقلامِ |
بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ | ت ومرِّ الشهور والأعوام |
لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا | لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام |
خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ | مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام |
فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ | بِبلَى جِدّة ووشك اخترام |
عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ | لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام |
قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ | تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي |
حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله | و فأصبحتُ حائماً في الحيام |
وأبيها لقد حمتْ سائغاتٍ | بارداتِ النِّطافِ زُرْقَ الجِمام |
لن تراني العيون أشرعُ فيها | فدعِ اللَّومَ ولْيُدَعْ اتِّهامي |
متُّ إلا حُشاشة ً وادّكارا | مثلَ أحلامِ حالمِ النوَّام |
ومتى ما انقضتْ أجاريُّ طِرْفٍ | ماتَ إلاَّ صيامَه في المصام |
غيرَ أنِّي مع انْتِزاعي وإفلا | عي ودفعي إلى نصيحي خِطامي |
قائلٌ قول ذاكرٍ خيرَ عصريْ | ه طويلِ الحنين والتهيام |
لهفَ نفسي على الشبابِ الذي أضْ | حى خَلْفي وذِكْرُه قدامي |
لهف نفسي عليه أن صار حظي | منه لهفاً يُعِضُّني إبهامي |
لهفَ نفسي على الظِّباء اللّواتي | عاقني عن قَنِيصها إحرامي |
لهف نفسي على احتكامي على البِي | ضِ وإذْعانِهِنَّ عند احتكامي |
واقتحامي وللهوى عزماتٌ | يقتحمْن العِقابَ أيَّ اقتحام |
ودفاعي خلالَ ذلك نفسي | عن خلاط الحرام بالإلمام |
لهف نفسي على الشراب السّرامِيْ | ي وإعماله بطاسٍ وجام |
وعزيفٍ عليه من مُسْمْعاتٍ | وحديثٍ عليه من أخلام |
وفُكاهاتِ فتية ٍ هُمْ إذا شِئْ | تُ إدامٌ للْعيشِ خيرُ إدام |
أخفقتْ رَوْحَتي من الربرب العِي | ن وطاشتْ من الرمايا سِهامي |
ولعهدي بهنَّ قبلَ مشيبي | ينتظمن القلوبَ أيَّ انتظام |
وقضيتُ الرضاعَ من دِرة الكر | م لتجريم أربعين تمام |
ولتجريم أربعين قديماً | يتناهى الرضاعُ بابن المُدام |
يا زمانَ الرضاع أرضعكَ المُزْ | نُ وأكدى على زمانِ الفِطام |
دعوة ً إنْ تُجَبْ بِسُقْيا وإلاَّ | فسأسقيك بالدموعِ السِّجام |
جارتي إنْ أكُنْ كبرتُ وأودى | بعُرامي اتِّقاءُ غِب الأثام |
ودعتني النساءُ عمًّا وقد كنْ | تُ لديهِنَّ من بني الأعمام |
فلقد أغتدى يُفَيِّىء غُصْني | خُيلاءُ الشباب حَيَّ العُرام |
تتراءاني الحِسانُ العطابي | ل جلاء القذى شفاء السَّقامِ |
ناظرات بأعيُنِ العينِ نَحْوي | عاطفاتٍ سوالفَ الآرام |
ولقد أهبِطُ الرياض بصَحبِي | تتراءى عيونها بابتسام |
بُكرة ً أو عشية ً يضحك الروْ | ض ويَبْكي الحمامُ شَجْوَ الحمام |
تتعاطى بها الكؤوسُ رَواءً | واصِلي طِيبِها بِطيبِ نِدام |
درَّ دَرُّ الصِّبا ودَرُّ مغاني الْ | لهو لو أنَّها دِيار مُقام |
عَدَّى عن ذكر ما مضى واستمرَّتْ | دون مأتاهُ مِرَّة ُ الأوذام |
وفلاة ٍ قطعتُها بفَلاة ٍ | كاللِّياحِ الملمَّع الأعلام |
باتَ في لُجَّة ِ الظلامِ فريداً | تحتَ أهوالِ رائحٍ مِرْزامِ |
مُطِرقاً يبحثُ الرّوي عن الظَّمْ | آنِ عن عانكٍ رُكام هياه |
عَطَفَ اللَّيْلُ هَيْدَبَيْهِ عليه | وتداعتْ سماؤُهُ بانهدام |
يقق اللَّونِ كالمُلاءة ِ إلاَّ | لُمعاً فيشَواهُ مثلُ الوِشام |
ينْتَمي كُلُّهُ إلى آلِ سامٍ | غير هاتيكَ فهْي من آلِ حام |
تلكَ أو سُفْعَة ٌ بخدَّيْهِ تُهْدي | جُدَّة ً في سراته كالعِصام |
هَنَة ٌ قُوِّمتْ وعُوجَ منها | فتراها كأنَّها خَطُّ لام |
حِطّها في القرا وفي الذَّنَبِ الزَّا | ئلِ قِسْمَيْنِ أعدلُ القُسَّام |
ذو إهاب يضاحك البرقَ مالاراحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ | وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ |
عزني في خطابه أنْ رآني | صارَ بعضي ظهيره في ملامي |
ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ | ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام |
قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي | وكفى بالقِناع دونَ اللثام |
حلَّ رأسي فراعني أن في الشي | ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام |
راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي | مقر الإنس ساكناتِ الخيام |
فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي | وتناهيتُ خائفاً ما أمامي |
بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال | بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي |
كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء | ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ |
حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ | بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي |
ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ | شافياتٍ من الغليلِ الهُيام |
حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ | لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام |
لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ | لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي |
فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ | مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام |
سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما | لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ |
وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ | ممتُ وأقدمت أيما إقدام |
ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ | ت وأحجمتُ أيما إحجام |
صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي | أفلا كان للإله صيامي |
وإحيائي أن لا يكون من ال | له حيائي من غيره واحتشامي |
إذْ تعديتُ لا حياءٌ من اللَّ | له نهاني ولا اتِّقاءُ انتقام |
وتناهيْتُ مُعْظِماً لمَشيبي | ومَشيبي أحقُّ بالإعظام |
أَفَلا هبِتُ ذا المهابة من قب | لُ وأكرمتُ وجهَ ذي الإكرام |
كاد هذا المتابُ يُعْتدُّ إجرا | ماً وبعض المتاب كالإجرام |
توبة ٌ مثلُ حَوْبة ٍ وقديماً | أتبعَ الجهلُ زلة ً بارتطام |
دحضتْ حُجَّة ُ المنيبِ إلى الشيْ | بِ وأنَّى لطالبٍ بقوام |
أيُّ عذرٍ لتائبٍ لا إلى الل | ه ولكن إلى شبِيه الثغام |
إن عُذراً من الذهاب إلى الل | ه لعُذْرٌ يغْلو على المُستام |
أإلى أرذلي جعلتُ متابي | ضلَّة ً مثلَ ضلة ِ الأنعامِ |
بل إلى الله تبتُ لمَّا ثناني | بِعِناني وزاعني بِزِمامي |
راعني بالمشيبِ عمَّا نهى عن | ه بآي الكتابِ ذي الإحكام |
كم بدا في الكتاب لي من ضياءٍ | كان مِنْ قبلُ دونه كالقَتام |
هَتَك الشيبُ ذلك السِّتْرَ لي عن | ه فزال العمى وراح التعامي |
وكلا الشيبِ والكتابِ جميعاً | واعِظٌ زاجرٌ عَنِ الآثام |
غيرَ أنَّ الكتابَ يُكْتَبُ بالأقْ | لام والشيبُ ليس بالأقلامِ |
بلْ بِرَدْعِ الحوادث المُصْمَئِلاَّ | ت ومرِّ الشهور والأعوام |
لن ترى مثلهُ كتاباً مُبينا | لا بشكْلٍ لهُ ولا إعجام |
خُطَّ غُفْلَ الحُروفِ يقرؤه الأُمْ | مِيُّ كالصبح غير ذي استعجام |
فيه للقارئين أيُّ نذيرٍ | بِبلَى جِدّة ووشك اخترام |
عاذلي قد نزعتُ فانزع عن العَذْ | لِ وإن كنتَ في صواب حَذَام |
قد رأيت الذي هويتَ فأرْضَيْ | تَ وأرغمتَ فارْضَ لي إرغامي |
حَلأَّتْني الخطوبُ عن شِرَع الله | و فأصبحتُ حائماً في الحيام |
وأبيها لقد حمتْ سائغاتٍ | بارداتِ النِّطافِ زُرْقَ الجِمام |
لن تراني العيون أشرعُ فيها | فدعِ اللَّومَ ولْيُدَعْ اتِّهامي |
متُّ إلا حُشاشة ً وادّكارا | مثلَ أحلامِ حالمِ النوَّام |
ومتى ما انقضتْ أجاريُّ طِرْفٍ | ماتَ إلاَّ صيامَه في المصام |
غيرَ أنِّي مع انْتِزاعي وإفلا | عي ودفعي إلى نصيحي خِطامي |
قائلٌ قول ذاكرٍ خيرَ عصريْ | ه طويلِ الحنين والتهيام |
لهفَ نفسي على الشبابِ الذي أضْ | حى خَلْفي وذِكْرُه قدامي |
لهف نفسي عليه أن صار حظي | منه لهفاً يُعِضُّني إبهامي |
لهفَ نفسي على الظِّباء اللّواتي | عاقني عن قَنِيصها إحرامي |
لهف نفسي على احتكامي على البِي | ضِ وإذْعانِهِنَّ عند احتكامي |
واقتحامي وللهوى عزماتٌ | يقتحمْن العِقابَ أيَّ اقتحام |
ودفاعي خلالَ ذلك نفسي | عن خلاط الحرام بالإلمام |
لهف نفسي على الشراب السّرامِيْ | ي وإعماله بطاسٍ وجام |
وعزيفٍ عليه من مُسْمْعاتٍ | وحديثٍ عليه من أخلام |
وفُكاهاتِ فتية ٍ هُمْ إذا شِئْ | تُ إدامٌ للْعيشِ خيرُ إدام |
أخفقتْ رَوْحَتي من الربرب العِي | ن وطاشتْ من الرمايا سِهامي |
ولعهدي بهنَّ قبلَ مشيبي | ينتظمن القلوبَ أيَّ انتظام |
وقضيتُ الرضاعَ من دِرة الكر | م لتجريم أربعين تمام |
ولتجريم أربعين قديماً | يتناهى الرضاعُ بابن المُدام |
يا زمانَ الرضاع أرضعكَ المُزْ | نُ وأكدى على زمانِ الفِطام |
دعوة ً إنْ تُجَبْ بِسُقْيا وإلاَّ | فسأسقيك بالدموعِ السِّجام |
جارتي إنْ أكُنْ كبرتُ وأودى | بعُرامي اتِّقاءُ غِب الأثام |
ودعتني النساءُ عمًّا وقد كنْ | تُ لديهِنَّ من بني الأعمام |
فلقد أغتدى يُفَيِّىء غُصْني | خُيلاءُ الشباب حَيَّ العُرام |
تتراءاني الحِسانُ العطابي | ل جلاء القذى شفاء السَّقامِ |
ناظرات بأعيُنِ العينِ نَحْوي | عاطفاتٍ سوالفَ الآرام |
ولقد أهبِطُ الرياض بصَحبِي | تتراءى عيونها بابتسام |
بُكرة ً أو عشية ً يضحك الروْ | ض ويَبْكي الحمامُ شَجْوَ الحمام |
تتعاطى بها الكؤوسُ رَواءً | واصِلي طِيبِها بِطيبِ نِدام |
درَّ دَرُّ الصِّبا ودَرُّ مغاني الْ | لهو لو أنَّها دِيار مُقام |
عَدَّى عن ذكر ما مضى واستمرَّتْ | دون مأتاهُ مِرَّة ُ الأوذام |
وفلاة ٍ قطعتُها بفَلاة ٍ | كاللِّياحِ الملمَّع الأعلام |
باتَ في لُجَّة ِ الظلامِ فريداً | تحتَ أهوالِ رائحٍ مِرْزامِ |
مُطِرقاً يبحثُ الرّوي عن الظَّمْ | آنِ عن عانكٍ رُكام هيام |
عَطَفَ اللَّيْلُ هَيْدَبَيْهِ عليه | وتداعتْ سماؤُهُ بانهدام |
يقق اللَّونِ كالمُلاءة ِ إلاَّ | لُمعاً فيشَواهُ مثلُ الوِشام |
ينْتَمي كُلُّهُ إلى آلِ سامٍ | غير هاتيكَ فهْي من آلِ حام |
تلكَ أو سُفْعَة ٌ بخدَّيْهِ تُهْدي | جُدَّة ً في سراته كالعِصام |
هَنَة ٌ قُوِّمتْ وعُوجَ منها | فتراها كأنَّها خَطُّ لام |
حِطّها في القرا وفي الذَّنَبِ الزَّا | ئلِ قِسْمَيْنِ أعدلُ القُسَّام |
ذو إهاب يضاحك البرقَ مالا | حَ وطوراً يضيءُ في الإظلام |
ضُوعِفَ اللّيْلُ في الكثافة ٍ والطُّو | لِ عليه بِمُرْحجنٍّ رُكام |
وخريقٍ تَلُفُّهُ في كِناس | عُدْمُليٍّ بجانبيه حوامي |
دمَّنَتْهُ الأرواحُ قِدْما فريَّا | هُ كريَّا حرائرِ الأهضام |
رقْرقتْهُ الشَّمال والرعد والبَرْ | قُ وفيْقاتُ وابل سجّام |
حرجفٌ لو عاداه منها أذى القَرْ | رِ كفاه دُؤوبُها في المَوامي |
وسوارٍ عليه لو كفتِ القَطْ | رِ أطارت كراه بالإرزام |
دأْبُهُ ذاك فحمة َ الليل حتَّى | طلعَ الفجرُ ساطعاً كالضِّرام |
أنقذ الصُّبْح شِلْوهُ من شفا الْ | موْتِ فأضحى يعلو رؤوس الأكام |
فرحاً بالنَّجاة ترمي به المَيْ | عة ُ رمْيَ الوليدِ بالمِهزام |
بينما الشَّاة ُ ناصلاً مِنْ هَنَاتٍ | بات يَشْقى بِهنَّ ليلَ التمام |
قدْ صحتْ شمسُه وأقفرَ إلاَّ | من نِعاج خَواذلٍ ونعام |
يصْطلي جَمْرة َ النَّهار ويلهو | بالرخامى وخَلْفَهُ العُلاَّم |
إذ أُتيحتْ له ضوارٍ وطِمْل | مالهُ غيرَ صيْدِها من طعام |
ينتهبن المدى إليْه ويضْرمْ | نَ له الشَّدَّ أيَّما إضْرام |
ولديه لهُنَّ إنْ فَرَّ أو كَرْ | رَ عتاد المفَرِّ والمقدام |
فترامتْ به الأجاريُّ شأواً | ثم ثابت حفيظة من محامي |
كر فيها بمذوديه مُشيحاً | فسقاها كؤوسَ مَوْتٍ زُؤام |
فارعَوَتْ مِنْ مُرَنَّح وصريع | ومُوَلٍّ مُهتَّكٍ النحر دامي |
ومضى يَعْسِفُ النجاء كما زلْ | ل من المنجنيقِ مِرْدي رِجام هص راحَ شَيْبي عليَّ مثلَ الثَّغامِ |
وغدا عاذلي ألدَّ الخصامِ | عزني في خطابه أنْ رآني |
صارَ بعضي ظهيره في ملامي | ويحسب المُفَنِّدي بمشيبٍ |
ردَّ غَرْبَ الجماح ردَّ اللِّجام | قنَّعَ الرأسَ ثم لثَّم وجهي |
وكفى بالقِناع دونَ اللثام | حلَّ رأسي فراعني أن في الشي |
ب نَعِيَّ الصِّبا نذيرَ الحمام | راعني شخصُهُ وراع بشَخْصي |
مقر الإنس ساكناتِ الخيام | فتناهَيْنَ قالياتٍ وِصالي |
وتناهيتُ خائفاً ما أمامي | بل تناهيتُ مُكرهاً بتناهي ال |
بيضِ عنِّي وما انتهتْ أعرامي | كالذي ذَاده السُّقاة عن الماء |
ء ولم يشفِ ما به مِنْ أُوامِ | حَسْرتي للشبَّاب لابلْ من الشيْ |
بِ لقد طال مُذْ بدا تَحوامي | ذادني عن مواردٍ ليَ كانتْ |
شافياتٍ من الغليلِ الهُيام | حَرُمَتْ بالمشيب أشياء حَلَّتْ |
لي زماناً بإذنِ جَعْدٍ سُخام | لم تَحَلَّلْ لمَنْ أتاها ولكِنْ |
لم يكنْ دونَها من الشيْبِ حامي | فأتى الآنَ دونَها فهيَ اليوْ |
مَ حرامٌ عليَّ كلَّ الحرام | سوأتي أنْ أطعتُ شيْبي فيما |
لم أُطِعْ فيه حاكم الحكَّامِ | وعظَ اللَّهُ والكتابُ فصمْ |
ممتُ وأقدمت أيما إقدام | ونهى الشيبُ بعد ذاك فسلَّمْ |
ت وأحجمتُ أيما إحجام | صُمْتُ عن كُلِّ لذّة ٍ لمشيبي |
أفلا كان للإله صيامي | وإحيائي
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |