ياليت شعري حين فارقتكم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ياليت شعري حين فارقتكم | هل أخذ البصري في حَطْمي |
أم هلْ حماهُ غيبتي سيدٌ | يحْمي إذا ماقلَّ من يَحْمي |
قُولا له إن كان لا ينتهي | عن أكل لحمي طالبا عظمي |
مائدة ُ السيد مشحونة ٌ | تُغنيك باللُّحمان عن لحمي |
فإن أبيتَ السلم فاعزم بنا | فإن حربي في قفا سِلمي |
أضربُ من يضربُني سادراً | وتارة أرمي الذي يرمي |
فلْيخْشَ مني من دنا مُنْصُلي | وليخش مني من نأي سهمي |
ولستُ بالظالم إخوانَه | لكنني أمنع من ظُلمي |
سيفي لساني والهدى قائدي | والحقُّ محتجٌّ على خَصمي |
أعذر من أنذر فليحتنِكْ | غِرٌّ وعزمي بعدها عزمي |
فلا يشِم عِرضي على غرَّة | من لا ينافي وشْمُهُ وشمي |
وسَوْسي الحلمَ ويا ربما | أصبح يحكي كَلْمُهُ كلمي |
قد جعل الله الذي سبَّني | شيخا يتيما وأبى يتمي |
فامسح بكفِّ الرُّحم يافوخه | وادعُ بأن يُدركه رُحْمِي |
فرُب ذي حَيْنٍ غدا حينُهُ | مستملحا في جلده رقمي |
أشْعرتُه من قَذعي مُرْمضاً | صار به الحائنُ طِلْسَمِي |
أضحى لمن أبصرهُ آية ً | تبصر الآية أو تُعمي |
وناثرٍ أعجبه نثْرهُ | أذهلهُ عن نثره نَظْمِي |
وسار محمولاً على مَنْطِقِي | يجري عليه صاغراً حُكمي |
نقيصة ٌ في الشعر من ذكره | أقبحُ في شِعْري من خرم |
يارويحَ حسَّادي وياويلُهم | من ذا أراهم قسْمَهُمْ قَسْمي |
ثعالبٌ أطمعها حَتْفُها | في قَسْورٍ لَحْظَتُه تُصْمي |
أحلف بالله وآلائه | مافهم الزاري على فهمي |
أعَيْنُ أعدائي على غيبهم | طلائعي تُوحي إلى وهمي |
فكيف لا أعرف أضغانهم | مع الأقاويل التي تَنْمِي |
فريسة ُ الليثِ له وحدَهُ | فلْيَبْأسِ الجاهلُ من غَشْمِي |
ورُبَّما كَفْكَفَ من غايتي | بطش لساني ويدَيْ علمي |
إنّي بنانِي من بنى يَذْبُلاً | فليس تستطيع يدٌ هَدْمِي |
وإنني مازلتُ مُسْتَحْسِناً | مَغْفِرتي مُسْتقبِحاً نَقْمي |
والحزمُ في نَقْمي ولكنني | أُوثرُ إحساني على حزمي |
فلْيقُلِ البصْريٌّ ما يَشْتهي | سوّغْتُه المعسولَ من طَعمي |
سوّغْتُه القولَ ولو أنه | يُعرِّقُ الجبهة َ أو يُدْمي |
ولايَخَلْها جاهلٌ نُهْزَة ً | فلا يُمْهِلُ داءه حَسمي |
قد يَفْرقُ المجنون من كَيَّتي | ويصعقُ العِفريت من رجمي |
ولو نجا أقْسمَ لا يأتلي | إنْ ما رأى أثقبَ من نَجْمي |
لولا قضاءُ الله في مَعْشرٍ | ماطمع الطامِعُ في هَضْمي |
طُفْتُ بأكنافك لاهاجماً | وداءُ عمروٍ أمّنهُ هَجْمي |
وليس شأْني الجهلَ لكنني | قد يَقْدَحُ الإحراجُ في حِلْمي |
واعلم إذا استخفَفْت بي أنه | قد تَحْقِر الشيءَ وقد ينمي |