نأمّل أبا عبد الإله فإنه
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
نأمّل أبا عبد الإله فإنه | هو ابنُ فرات شمسُ من يتأمّلُ |
علتْ وأضاءتْ للعيونِ وربّما | غدا كلُّ طرْفٍ وهْو عنها مُفَلّل |
فلا تكن المطروفَ عنها وصادها | تُضيء لك والإجمالُ بالمرء أجمل |
أبو حسن ذو الحسنِ والخيرِ منظرا | ومُختبراً أعلى وأسنى وأجْملُ |
فما ذنبه في ذاك إن كان ربّه | قضى أنه أعلى وذو الرغم أسفلُ |
ولو لم يقلد فيه غيرُ وزيرهِ | وغيرُ ابنه وهو المرَّجى المؤمَّلُ |
ورأيها ما لا يُفيَّل مثله | إذا أخطأ التوفيقَ رأيٌ مُفيَّلُ |
إذاً لاعدمتَ الشكَّ والريبَ كلّهُ | فكيفَ ومصباحُ الفراتيّ مُشعَلُ |
وفيه لعيني ناظرٍ متوسَّمٌ | شهودٌ وأعلامٌ من الفضلِ مُثّلُ |
وفي ذاك ماجلّى عماية َ عامه | وقشّعها لكن ليلكَ أَلْيلُ |
ولو كان ليلاً واحداً زال ظلُّه | ولكنه ليلٌ بليلٍ مُجلَّلُ |
دجا ليلُ نحسٍ في سرارٍ وأطبقتْ | عليه السواري فهو أسود أطول |
ومازلتَ ذا ظلمٍ قديمٍ وظلمة ٍ | من الجهلِ تخفى عنك أنك تجهلُ |
فلا تجرحنّ القولَ فيك فإنه | وإن لم يكن عدلاً عليك مُعدّلُ |
وحسبُك جهلاً أن سعيت مشمّراً | لتجتثَّ أصلا تحته تتظلّلُ |
سعيتَ بمن أحياك من بعد ميتة ٍ | وأدّى وفاءً ماوفاه السّموأل |
وفي بغيك البادي عليك شهادة ٌ | بأنك مطروقُ الدماغِ مُخبّلُ |
ولم أرَ ما تعتدُّه من ذنوبهِ | سوى أن أبى تبديلَ ما لا يبدّلُ |
أكلفتَه هضمَ الخراجِ وحَطْمه | لك الفيءُ عدواناً وأنت مؤمَّل |
فلما أبى قلتَ القبيحَ ولم تزل | تُبخّل ذا الإنصافِ قِدماً وتبخلُ |
وقال فقال الحق دافع لومه | ببيّنة ٍ إذْ لم تزلْ تتقوّلُ |
وكم حاجة ٍ مقرونة ٍ بخيانة ٍ | أباها وإن سيىء امرؤ متذللُ |
وكم حاجة ٍ مستحسنٍ حملُ ثقلها | تحمّلَ منها فوق ما يُتحمّل |
وليس على مال الخليفة ِ محملٌ | لبُطلٍ وفيه للحقائق محملُ |
أمينٌ على مال الملوك كأنه | حِذاراً ونصحاً حية ٌ يتقلْقَل |
ينالُ بكُنهِ اللوم كلَّ مخفَّف | عن الناس والسلطانُ بالحقّ مثقَلُ |
يبيتُ إلى أن يجمع الفيءَ كلَّه | أخا فِكَرٍ مما به يتململُ |
وهل حقُّ سلطانٍ يطالبُ أهله | أبو القاسم المحتاطُ إلا محصّلُ |
ومن عتبك الغثِ الذي قد عتبته | على ابن فرات موضعٌ ليسَ يَعقل |
فما صُنعُ عبدٍ في قضاء مليكهِ | وتقديرهِ وهْو المدينُ المحوَّل |
ولابِدْعٌ أن ضمّ الوزيرُ كُفاته | إليه وألغى اللغو والرَّذْلُ يُرذل |
رآك وقوماً أشبهوكَ نفاية ً | إماطتُها عند الأماثل أمثلُ |
وهل ساقطٌ وافتْهُ دولة ُ حكمه | وحفظٌ على السلطان إلا مُبَّطلُ |
وهل وثنٌ بعد النبي محمد | وبعد كتاب الله إلا مُعطّلُ |
فلا تُلحمنّ الشعر عِرضك إنه | حريقُ هجاء نارهُ تتأكّلُ |
ولاتُهدفِ الإقْذاع سمعَك إنه | وجدّك لاتُبلى عليك المفضّلُ |
وقد قُرعت من ذي أناملك العصا | وإن راب ريبٌ بعدها سُلَّ معولُ |
وإن أنت لم تردَعك رادعة النُّهى | فعنديَ مشحوذ الغِراريين مقصلُ |
وإني لذو نظمٍ ونثرٍ كأنني | بحدّيهما رمحٌ مزجٌّ منصّلُ |
وإن رمتَ من يُعنى به الحقّ والهوى | فإنك مخسوفٌ به أو مزلزلُ |
فلا تلحينّي إن لحيتك إنني | بنُصرة ِ إخوان الصفاء موكل |
تنمرتُ للأعداء من دون صاحبي | وحاميتُ عن تاجٍ به أتجمّلُ |
أبيْتُ فلا يُرعَى حماه بحضرتي | ولا لحمُه ماعشتُ باللحم يؤكل |
وهبْتُ له طوعاً حفاظي وإنه | لأوْهبُ مني للحفاظ وأبذلُ |
وإني ليحميه لساني وإنه | لأقْول مني في الخطوبِ وأفعلُ |
وماحمسي من دونه أن رأيتني | وإياه في الهيجاء أمضي وينكُل |
ولكنه فرضٌ يؤدَّى إلى العلا | ونافلة من بعده تُتنفّلُ |