أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ | يِدُ إلفاً وموضعاً للخِلالِ |
لم يوفقْكَ للموفّق إلا ص | دقُ ذاك التوفيق والإقبالِ |
جمعَ اللَّهُ فيك للناصرِ الد | ينَ خصالاً حميدة ً في الخصالِ |
فيك للناظرين والقلبِ حظْ | ظان على رغم حاسدٍ مغتالِ |
منظرٌ معجِبٌ من الحسنِ حالٍ | تحته مخبرٌ من الفضلِ حالي |
وإذا ما الجليسُ حُلّي هاتي | ن أبى أن يُباعَ بالأبدالِ |
أنت مرأى ً ومسمعٌ كلُّ مافي | ك مُسلّ لهمّ ذي الهَم جالي |
فيك جدٌّ لمنْ أجدَّ وهزلٌ | لا كهزلِ المُهازلِ البطّالِ |
شهدَ اللَّهُ والأميرُ جميعاً | والوزيرُ الخبيرُ بالأحوال |
أنك الصاحبُ الخفيفُ على القل | بِ وإن كنت راجحَ المثقال |
لستَ في ناظرٍ قذاهُ ولا أن | تَ على خاطرٍ من الأثقال |
يصطفيك الأميرُ للأنسِ والعَوْ | نِ على الحادث العياءِ العُضالِ |
وحقيقٌ كلاكما بأخيه | شكلُ أهلِ الكمالِ أهلُ الكمالِ |
فليالي أميرِنا بكَ في الطي | بِ كأسحارِها ذواتِ الظلال |
ولأيامِ دهره بك روحٌ | مثلُ روح الغدو والآصالِ |
ليسَ فيهن وقدة ٌ تلفح الأو | جُهَ بل كلهن من أظلالِ |
لم يعبهنَّ عند ذي الجهلِ إلاّ | أنَّ ساعاتِهنَّ غيرُ طوالِ |
إن أراد الحديثَ منك تنكَّب | تَ سبيلَ الإخباثِ والإقلالِ |
وتحدّثتَ مكثراً ومُطِيباً | بأحاديثَ جمّة ِ الأشكالِ |
من طرازِ الملوكِ فيها الفكاها | تُ وفيها سوائر الأمثالَ |
يجتلبنَ النشاطَ من أبعدِ البُع | دِ ويدفعنَ في نحورِ الملالِ |
كنسيمِ الرياضِ في غلسِ الليل | إذا ساقه نسيمُ الشمال |
ثم تأتيهِ بالحديثِ فتأتي | برحاه على سواءِ الثّفالِ |
ذا مقالٍ موافقٍ لمقامٍ | ومقامٍ موافقٍ لمقال |
عن لسانٍ أرقَّ حدّاً من السي | فِ دليلٍ على طباع زُلال |
حاملٍ نغمة ً يشبهُها السم | عُ هديلَ الحمام فوق الهَدال |
رافدْتها إشارة ٌ ألبستْها | كلَّ نُور وكل رقراقِ آلِ |
ببنانٍ كأنهنّ مدارٍ | وأساريعٌ في دِماث الرمالِ |
فلذك الحديثِ حسنُ الملاهي | وله دونهنّ فضلُ الجلالِ |
فهْو شيءٌ تَلذه أُذُنُ السّا | مِعِ من ذي هدى ً ومن ذي ضلالِ |
كالسّماعِ الذي يحرَّك للهُيْ | يَاب إطرابَهُم وللبخَّالِ |
فيهشّونَ عند ذلك للجو | دِ على القانعينِ والسُّؤالِ |
ويُراحون للقتالِ لدى الحر | بِ ويغشونَ هائلَ الأهوالِ |
ذاك أغرى بك الأميرَ فأصبح | تَ بيمنَى يديهِ دونَ الشمالِ |
وله فيك آلتانِ لحربٍ | ولكيدٍ كهمة ِ المؤتال |
قُفلٌ سرّ أخوه مفتاحُ رأي | والمفاتيحُ إخوة ُ الأقفالِ |
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ | هي أدهى من سورة الأبطالِ |
يستثيرُ المكايدَ الصُّمعَ منها | أيُّ صِلّ هناكف العِرْزالِ |
أبصرَ الفرصة َ الأميرُ لعمري | فيك وهْو المسدَّدُ الأفعالِ |
وتجلّى بعين صقرٍ أبو الصق | رِ على رأس مَرْقبٍ متعالي |
فرأى فيك ما رأى مجتبيهِ | فاجتبي منك حظَّه غيرَ آلِ |
فالتقى فيك حسنُ رأي أميرٍ | ووزيرٍ كلاهُما خيرُ والي |
فإذا ماذُكِرتَ بالغيبِ قالاً | ذاك حقاً يتيمة ُ اللئَّالِ |
يا ثمالَ المؤملينَ أبا إس | حاقَ عندَ انقطاع كلِّ ثمالِ |
أنتَ ذاك الذي عهدتك قِدْماً | لايغاليك في المعالي مُعالي |
لو تُجاريك في مكارمك الري | حُ لخِيلت معقولة ً بعقالِ |
ربّ ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها لي | لاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ |
نامَ عمّا عناهُ منها وما نم | َت ولو نمتَ باتَ في بلبالِ |
فلأكن بعضَ منْ غرستَه بين فض | لِ شُكريكَ يا أخا الإفضالِ |
سيرَى كلَّ شاكرٍ لك عُرفاً | أنني سابقٌ له وهْو تالِ |
لم أكلفكَ أن تكونَ شفيعاً | لي إلاَّ إلى امرىء ٍ مفضالِ |
أبلجِ الوجهِ كالهلالِ بلِ البد | رِ بل الشمس بل فقيدِ المثالِ |
لايضاهيه في المحاسن إلا ما | تسديه كفّهُ من فعالِ |
أريحيٌّ يعطي العطية في العط | لة أضعافَ أختها وهْو والِ |
محسنٌ مجملٌ وليس ببِدعٍ | ذاك مِنْ مثلهِ ولا بمجالِ |
ذانكَ الحسنُ والجمالُ حقيقاً | نِ بكُنه الإحسان والإجمالِ |
أحسنَ اللَّه خلقه فبداه | في انتساخٍ لحسنِه وامتثالِ |
يستملانِ فعله من كتابٍ | خُطَّ في وجههِ بلا استملالِ |
ليسَ ممّنْ إذا ألحّ شفيعٌ | أخلقَ الوجهَ عنده بابتذالِ |
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي | بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ |
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها | وتدلَّى على العلا من معالي |
يتبارى إليهِ وفدانِ شتى | وفدُ شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ |
بل عطاياه لاتزال تبارى | وافداتٍ إلى ذوي الآمالِ |
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها | نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ |
يرقدُ الطالبون وهْي إليهم | أرِقاتُ الوجيفِ والإرقال |
رحلتْ نحو مَنْ تثاقلَ عنها | وكفتْهُ مؤونة َ الترحال |
لا تزُل عنه نعمة ٌ لو أزيلت | لم تجدْ عنه وجهة ً للزوال |
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق | رِ مُجدّاً مشمرَ الأذيالِ |
فهْو مستعذِبٌ لقاءك إيْ | ياه يراه كالبارد السلسالِ |
متصدٍّ لحاجة ٍ لك قد أش | فَى جداه على شفاً مُنهال |
ومتى ما لقيتَه كان غيثاً | أمرَتْه الجنوبُ بالتهطالِ |
ليسَ منْ كنتَ ريحَه ببعيدٍ | من سماءٍ تبلُّه ببلالِ |
وامرؤٌ يستقي بجاهك أه | لٌ بسجالٍ رويَّة ٍ وسجالِ |
لك وجهٌ مشفَّعٌ مَنْ رآه | زاحَ عنه هناك كلُّ اعتلالِ |
يُنزل القطرَ من ذُرى المُزن في ال | مَحْلِ على كل جَرْدة ٍ ممحالِ |
ليس ينفكُّ للشفاعة ِ مبذو | لاً وما إنْ يزاد غيرَ صقالِ |
وكذاك الكريمُ سئّالُ حاجا | تِ سواه وليس بالسئّالِ |
صنتُ نفساً أذلتَ في العُرف منها | لا عدمناك من مصونٍ مُذالِ |
كم منيعِ الجدا شفعتَ إليه | لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ |
جاد إذ صافحتْ يداك يديه | ورأى وجهك العظيمَ الجلالِ |
ففككت البخيلَ من غُلّ بُخلٍ | وفككتَ الخليل من سوءِ حالِ |
فإذا أنت قد فككت أسير | ينِ وقِدماً فككت من أغلالِ |
ومنْحتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ | ومنحت العديم منحة مالِ |
فإذا أنت قد أنَلْتَ نوالي | ينِ وقِدماً أنلت كُلَّ نوال |
قائلُ المدحِ فيك بدءاً وعوداً | غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ |
بل إذا قالهُ أتَتْه المعاني | والقوافي تنثال أيَّ انثيالِ |
فابقَ مابُقّيتْ مآثُرك الغُرْ | رُ فقد خُلّدتْ خلودَ الجبال |
أنا من أتبع الولاءَ الموالا | ة َ فلا تنسَ حقَّ مولى ً مُوالي |