تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ | ووشْكُ ملالِ المرءِ شرُّ خلالهْ |
وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ صاحبٍ | مشوقٌ إلى تشبيهِ حالي بحالهِ |
إذا الدهرُ أعطاني رأى مثلَ رأيهِ | فباراه جوداً واقتدى بفعاله |
وإنْ ضنَّ دهرٌ مرة ً بعطية ٍ | تناولني في ضِيقتي بِنواله |
إلى أن يسدّ الله فقري فلا يرى | صديقي في حالي مسدّاً لمالِهْ |
وأكره للسمحِ اليدين اعتلالهُ | على صاحبٍ قد عدّه من عيالهِ |
أمستكثرٌ لي أن مُنحتُ منيحة ً | أخٌ لا أرى الدنيا تفي بقباله |
حمى جانباً قد كان أرعاه مرة ً | لأنّ سحاباً بلّني ببلاله |
وقد كان أحجى أن يباريَ في الندى | فيسقيني من مُروياتِ سجالهِ |
ومن ضنَّ أن أُعطَى سِواه كمن رأى | جمالَ أخيه كافياً من جمالهِ |
وما تركُ عِلقٍ منفس كاقتنائه | ولا رفضُ فعل صالحٍ كامتثاله |
أبى لأبي سهلٍ سوى الطَّول أنه | يلاقي اعتلالَ المالِ دون اعتلالهِ |
سيعطفه أني محقٌّ وأنه | حكيمٌ وأن العدلَ من حالِ بالهِ |
وما مثلُ إسماعيلَ جارَ قضاؤُه | وعدلُ الفتى في حكمه كاعتدالهِ |