لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو | ولا أكْفُر النَّعماءَ ما جرتِ الفُلْكُ |
بلى رُبَّما حاولْتُ توثيقَ عُروة ٍ | وليس لحظٍّ منك أحرزْتُه تَرْكُ |
فلا تَلْحَيَنّي في العتاب فإنَّما | عركْتُ أديماً لا يقصّفُه العَرَكُ |
أأحمدُ نفسي أن تُطيبَ لك الثَّنا | وأنت الذي تذكو وأنت الذي تزكو |
حُرِمْتُ إذاً حظّي من الخير كلّه | ولا كان لي في المجد اسُّ ولا سَمْكُ |
ومالي أستعدي وعدلُك شاملٌ | ومالي أستجفي ومُلكك لي مُلكُ |
وكُنْتُ متى استحلَلْتُ إخفارَ حُرمة ٍ | سفكْتُ دماءً لا يحلُّ لها سَفْكُ |
ولو كان حظّي منك حظّاً مقارباً | صبرْتُ لهضميْ فيه لكنَّه المُلْكُ |
ولو كان رُزئي حسنَ رأيِك نكبة ً | ربطتُ لها جأشي ولكنَّه الهلْكُ |
وماكان مَنْ تَحْنُو عليه مُحامياً | ليُلْقَى عليه من زمانٍ له بَرْكُ |
وما انْبَتَّ حبلُ الوصْل منك أُعِيدهُ | بفضلك لكنْ ليس في متنِهِ حَبْكُ |
ومامَرِضَتْ تلك العناية ُ مَرْضَة ً | تُميتُ ولكنْ قد تطرّقها نَهْكُ |
وماضلَّ رأيٌ فيك مُذْ عرف الهدى | ولاشابَ أيماني بسُؤْددك الشكُّ |
أتاني بظهْر الغَيْبِ أنَّك عاتبٌ | وتلك التي رحْبُ الفضاءِ لها ضَنْكُ |
وأنْتَ الذي يُمضي الأمور بحُكْمه | فلا منْعهُ لوْمٌ ولا بدْلُه مَحْكُ |
وإنَّ جفاءً منك محضاً وقسْوة ً | لتَركُك خِلاَّ لا يساعده التركُ |
أتحسبُني أدللتُ إدلالَ جاهلٍ | عليْك بمدْحٍ لا يخالطُهُ إفْك |
وإني لم أحْمِلْ بمدْحِكَ مَحْمَلاً | من الإثْم ينهى عنه نُسْكٌ ولا فَتْكُ |
ولا حمدَ لي في أن نَشْرك طيّبٌ | ولا حمدَ للمجداحِ أنْ نفحَ المِسْكُ |
بلى ربما أنصفْتَهُ فحمدْتَهُ | أليس له في نَشْرِ أرواحِه شرك |
تذكَّرْ هداكْ اللَّه إنّي سابكٌ | وأنك تبرٌ لا يُغيِّرهُ السَّبْكُ |
ومالي في دُرٍّ تحلَّيْتَ عِقْدهُ | مِنَ الصُّنْعِ إلا جوْدة النظْمِ والسلكْ |