إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً | فلا تعتصرْ ماء الصنيعة بالمطْلِ |
ولاتخلطِ الحسنَى بسوءٍ فإنه | يجشّمُنا أن نخلطَ الشكر بالعذلِ |
أترضَى بأن تُكنَّى بسهلٍ وأن تُرى | وما مطلبُ الحاجات عندَك بالسهلِ |
أنِفْتُ لعشاقِالمكارمِ أن تُرى | مواعيدُهم مثلَ البوارق في المَحْل |
ولاسيّما بعدَ المشيبِ وبعدَها | أراهم هديَ منهاجِهم سُرُج العقل |
تعلَّمْ أبا سهلِ بأنيَ عالمٌ | على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْل |
وأني أرى حسنَ الأمورِ وقبحَها | بألوي من الآراء مستحكم الجدْلِ |
وممّا أرى أنَّ النوالَ إذا أتى | على الكرهِ كان المنعُ خيراً من البذلِ |
ولمْ لا وقد ألجأتَ ملتمِسَ الجدا | إلى الطلب المذموم والخُلْق والوَغلِ |
واعطيته المنزور بعد مطاله | فخَستَ منه وانتسبتَ إلى الفَضلِ |
أرى الجزل من نيل الرجالِ هنيؤُهُ | ومانائلٌ جزلٌ مع المطلِ بالجزلِ |
وها إنني من بعدها متمثّلٌ | بوَفْقٍ من الأمثال في منطقٍ فصلِ |
مطلتَ مطال النخل فاثبتْ ثباتَهُ | واجنِ جَناه أو فدعْ نكدَ النخْلِ |
ولا يكُ ماتُجديه كالبقل خِسَّة ً | وكالنخل تأخيراً فما ذاك بالعَدْل |