مستبعدٌ هيهات إعتاقُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مستبعدٌ هيهات إعتاقُهُ | مستأسَرٌ يعسر إطلاقُهُ |
صبٌّ رقيقُ القلبِ خفَّاقُهُ | عنَّاه فظٌّ القلب خفّاقُهُ |
محبًّبٌ قُلِّل إحسانُه | جداً وإن كُثِّر عُشاقُهُ |
لدنٌ من الأغصانِ في روضة ٍ | من نرجسٍ تنظر أحداقه |
يحسنُ في التجريد إثمارهُ | وفي الشفوف الخضر إيراقُهُ |
فاقتْ دجى الليل دجى فرعِهِ | وفاق ضوْءَ الصبح إشراقُه |
أخلِق إذا جُرِّد رُمَّانُهُ | في العين أن يَكثر رُمَّاقه |
وهو المنى إن زيد في حُسنه | حريرة ُ الحرِّ وأعلاقُهُ |
لاضرَّهُ ظُلْمي ولا نابَه | إقراحُهُ قلبي وإقلاقه |
وإن غدا أظلم من قاسمٍ | ذاك الذي يجفو وأشتاقهُ |
ياعجباً من ناظري إنه | أضحت تقذَّاني آماقُهُ |
أعرض عني وجفا جانبي | تقديمُهُ البِر وإلحاقُهُ |
والعذل شيءٌ منه منقاده | والفضلُ شيء منه مُنساقه |
ما أقرب المعروفَ من كفِّه | فلِم أغبَّتني أفواقه |
واغبرَّ في دولته جبي | وهو ربيعٌ عمَّ إغداقُهُ |
وحسبهُ ذُكرى بإحسانه | فأيٌّ شيء منه يعتاقه |
لا أشتكي البدر على بُعده | لقد أضاءتْ لي آفاقه |
ليس بمكفورٍ ولا ضائعٍ | إيناسُهُ نفسي وإرفاقه |
لي أملٌ فيه إذا أخلقتْ | آمالُ قوم راث إخلاقه |
تحيا به نفسي وتلتذُّه | وقد دنا بل آن إحقاقه |
فاعقد لسان اللوم عن قاسم | أو فليكن بالشكر إطلاقه |
وكيف يلحى خادمٌ سيداً | إليه مَحياهُ وإنطاقه |
لايُسرقنَّ الحقُّ من قاسمٍ | فليس يُخفي الحق سُرَّاقه |
من قاسمٍ صيغت أماديحُهُ | ومن حمام الأيك أطواقه |
لقاسمٍ في كلِّ حالاته | شمائل السيف وأخلاقه |
مضاؤه إن أنت أعملْتَه | وقدُّه الحلو ورقراقُهُ |
فتى يُقرُّ القلبَ إحسانُهُ | كما يقر العين إيناقُهُ |
إن طُلِبَ الخيرُ فمفتاحُهُ | أو طُلب الشر فمغلاقُهُ |
جرَّبتُهُ في وعده فاستوى | ميعادُهُ عندي وميثاقه |
ماقيل في القاسم مدح له | إلا وفي القاسم مصداقه |
بفعله لا بأقاويلنا | أربتْ على الأطلاق أطلاقه |
سيَّان في ميزان تقديره | إفادة ُ المال وإنفاقه |
يوجد مسبوقُوه في فضله | تترى ولا يوجد سُبَّاقُه |
وكيف لا يثمر أحلى الجنى | مَن وزراءُ الصدق أعراقُه |
غيثٌ مغيثٌ عرْفُهُ ودْقُه | وبشرُهُ بالناس إبراقه |
إذا تعاطى مغرقٌ مدْحه | أقصرَ والتقصيرُ إغراقُه |
قد حمل اللَّه بحُملانه | من حملته نحوه ساقه |
يابن سليمان الذي باسمه | تحيا لهذا الخلق أرماقُهُ |
ياعُدَّة َ الملكِ وأملاكه | لحادثٍ ينباق مُنباقه |
يامن له الكيدُ الذي لم يزل | يفْلق صُمَّ الصخر أفلاقُهُ |
مامفزع العافي إذا شفَّه | حرمانه واشتدَّ إملاقه |
يامعقل الجاني على نفسه | إذا جنى مافيه إيباقه |
لردِّك المصر إلى أمنِهِ | رُدَّتْ إلى مِصْرِك أبَّاقُهُ |
وبابنك المُرْخِص أموالَه | تُغُولي الحمدُ وأعلاقُهُ |
لولا مكانَ الحمد من قاسمٍ | أوشك أن تكْسد أسواقُه |
قيِّم مُلكٍ وابنُ قَوامه | فتّاقُ ما أعيا ورتَّاقُه |
فالنُّجح ما يُنجح إمضاؤه | والحزم ما يُنتج إطراقُه |
من أهل بيتٍ ساسة ٍ راضة ٍ | لديهمُ السمُّ ودرياقه |
تجري على بُطنان أيديهم | نقائمُ اللَّه وأرزاقه |
ذو العرف لا يُبعد متَّاحُهُ | والنُّكر لا تُدر أعماقه |
كم جامحٍ أصبحَ إذ راضه | تَدْمى لطول الكبح أشداقه |
شهابُ نورٍ ضامنٌ للهدى | وليس بالمأمون إحراقه |
غيْثٌ مغيث ضامنٌ للحيا | وليس بالمأمون إصعاقه |
يُضحي إلى بذل السدى والندى | وهو مشوقُ القلب مشتاقه |
يستعبد الحرَّ له عُرفُه | وقصده في ذاك إعتاقه |
قلتُ لمن جاراهُ لا يستوي | صهَّال مضمارٍ ونهاقه |
حُقِّق للسيد تأميلُهُ | فيه ولا حُقِّق إشفاقه |
وطال للحقِّ به عُمرهُ | ودام للباطل إزهاقه |
واحتلَّ من عاداهُ في منزلٍ | حميمُه آنٍ وغسّاقه |