هل أنت من مرتجيك مستمِعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هل أنت من مرتجيك مستمِعُ | يا من إليه يُوائل الفزعُ |
أصغِ إليه فلم يُحابك في ال | مدح ولا قال وهو مخترعُ |
يا من إذا أشرقت محاسِنُهُ | ظلت رؤوسُ العداة تنقمِعُ |
ومن إذا غرَّبتْ مكائدُهُ | كادت قلوبُ العتاة ِ تنخلعُ |
ومن إذا أمطرتْ فواضله | عاد الصَّفا وهو معشِب مَرع |
ما أعذر القِرنَ في تذبذبه | يُهوي إليك الشَّبا وينقدِع |
قد علم القرن عند حَيْصته | عنك بأيِّ السيوف تضطبِع |
وقد درى حين زال مَطمعُه | فيك بأيِّ الدرع تدَّرع |
أنت الذي أصبحتْ عَوارفه | درعاً له والدروعُ تنصدع |
وأنت من لم تزل مكائده | سيفاً له والسيوف تنقطع |
تصرع من شئت عند لُبسهما | يوم الوغى والجدودُ تصطرع |
يدب في غيرك المديح ول | كنَّا رأيناه فيك ينذرع |
وتهطل الدهرَ فيك ديمتُهُ | لكنها عن سواك تنقشِع |
وأين مُعطٍ وقلبُه بهِج | ممن تمنَّى وقلبه وجِع |
لا يزلِ الشرُّ عنك مندفعاً | وسيلُ خيرٍ إليك يندفع |
يا سيداً لم نزل بعَفْوتِهِ | إذا عَدِمنا الربيعَ نرتبعُ |
ولم نزل من ثُدِيِّ نعمتِه | إذا فقدنا الرضاع نرتضعُ |
ومن علمناه غيرَ متَّبِع | في المجد بل لا يزال يبتدع |
ومن عرفناه غير مبتدعٍ | في الدين بل لا يزال يُتَّبَعُ |
أعاذك اللَّه أن نراك وأف | عالُك بعد العُلوِّ تتَّضع |
عُدْ لي فليس الجميل فاحشة ً | تركبها تارة ً وتتَّزع |
ولا طريقاً تخاف غَيْلته | تركبه تارة ً وترتدع |
والعائدُ العرفَ بعد بدأته | ينفعُ إخوانه وينتفع |
والبادئ العرف لا معادَ له | يُعير إحسانه ويرتجعُ |
لو كنتَ ممن يحب ثروته | أو كنت ممن جَداه ممتنعُ |
إذاً عذرناك في المِطال به | لكنَّ عذر الجواد منقطعُ |
ما دَفْعُ مثلي والحال موجبة | والصدر رحبٌ والوجهُ متَّسع |
لا تمنعنِّي لُهى ً ممنَّحة ً | أضحت عليها الأكُفُّ تقترع |
يا من أراه رضا لمنتجعٍ | إن قال أيَّ الرجال أنتجعُ |
رِشْنى تجدْني رضى ً لمصطنِعٍ | إن قلتَ أي الرجال أصطنعُ |
كم سائلٍ عن نداك قلت له | مخدَّعٌ بالسؤال منخدعُ |
وسائلٍ عن حِجاك قلتُ له | يحطُّ أمواله ويرتفع |
وسائل عن ثناك قلتُ له | لا يسأم الدهرَ منه مستمِع |
وكلهم كان في مسائِله | أعمى عن الصبح وهو منْصدع |
يستوضح الصبح بالمصابح وال | مصباح عند الصباح مختشِع |
لا زلت ما عشتَ للعدوِّ شجى ً | في حيث لا يستطيع منتزع |
تسطو وتعفو وأنت مقتدر | لا ورَعٌ عند ذاك بل ورِع |
ما أقبح المطلَ من أخي كرم | وعيبُ من قلَّ عيبُهُ شنع |
ولم تعِدْني بل المنى وعدتْ | والحرُّ من خُلِف طيفه جَزِع |
متى تعلَّلتَ أم متى عرف ال | إقلاعَ شُؤبوب سَيْبك الهمِع |
ألست من لم تزل تحملُهُ ال | علياءُ أعباءها فيضطلع |
ويرتجي خيره اليَؤوسُ إذا | لم يرجُ ما عند غيره الطمِعُ |
ويعتفي فضلَه العزوف إذا | لم يلتمس فضلَ غيره الجشعُ |
ويشمخ المعتفي عليه إذا | لاقَى بخيلاً وخدُّه ضرعُ |
تفترق الصالحاتُ في فرقٍ | وفيك دون الجميع تجتمعُ |
بلى بلى أنت أنت فلا | يقطعْك دون التمام مقتطعُ |
يا ذاكرَ الغُنم عند مَغرِمه | وذاكر الريعِ حين يزدرع |
أولعْ بيَ العارفاتِ في يدك الس | محة ِ إن الزمان بي وَلِعُ |
والغوثُ منه أوانَ ينتهي الشْ | شِلو ولا غوثَ حين يبتلع |
أبا الحسين اهتزز فإنك لا الن | اكل في موطن ولا الطَّبِع |
ولينعطف منك منعطفٌ حسنُ الطْ | طَاعة لا مانع ولا جزع |
يا من دعاني إلى الغنى أَثرٌ | لطابع الجود فيه منطبع |
شهدتُ أَنِّي اعتقدتُ منك أخاً | لم يخدع الرأيَ فيه مختدع |
متيَّماً بالعلا أخا شعفٍ | يخطبُ أبكارها ويفترع |
يمزح بالجود لا السفاه فإن | جدَّ فزَوْل ذو عقدة ٍ مَصعُ |
ما زلت بالإذن لي وبالأذَن ال | مُجدي وأيُّ الجميل تتَّدعُ |
تمْهد لي مطلبي وآونة ً | تمهد لي مضجعي فأضطجع |
خذها كصُمِّ الصخور أقلعتُها | من جبل شامِخ فتنقلع |
مجدك ذاك الذي أناف على النْ | نَجم أصيلٌ من طوْده فَرعُ |
ومن أبى ما أقول فيك فحيْ | ياه بموسى قَعْساه مجتدِع |
وبعدُ فاسلم على الزمان ولا | زالت يدُ السوء عنك تندفع |