أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا حسنٍ وأنت فتًى أديبُ | له في كل مَكْرُمَة ٍ نصيبُ |
أترضى أن تكونَ من المعالي | بمَدْعَى مُستغاثٍ لا يُجيبُ |
أسأتَ فهل تنيب إليَّ أم لا | فها أنا ذو الإساءة والمنيبُ |
ظننتُ بك الجميلَ فهل تلُمني | فإنك قد تُصيبُ ولا أصيبُ |
لقد ولدتك آباءٌ كرامٌ | من الآباء ليس لهم ضَريبُ |
فلا تَخْلُفْهُمُ في أمر مثلي | خِلافة َ من أطيبَ وما يَطيبُ |
أحالَ المُنجِبون عليك أمري | فلم يَقْبل حَوَالتهم نجيبُ |
وقلتَ وَرْثْتَ مجدَهُمُ فحسبي | بإرثِهمٌ وذلك ما أَعيبُ |
ألا أنَّ الحسيبَ لَغيرُ حيٍّ | غدا وعمادُهُ مَيْتٌ حسيبُ |
أترضى أن يقولَ لكَ المُرجِّي | لأَنت المرءُ راجيه يخيبُ |
رضيتَ إذاً بما لا يرتضيهِ | من القومِ الكريمُ ولا اللبيبُ |
أتأمنُ أن تُواقِعك القوافي | ويومُ وِقاعِها يوم عصيبُ |
أَبنْ لي ما الذي تَأْوِي إليه | إذا ما القَذْعُ صَدَّره النسيبُ |
أمعتصِمٌ بأنك ذو صِحابٍ | من الشعراء نصرُهُمُ قريبُ |
وما تُجدي عليك ليوثُ غابٍ | بنُصرتها إذا دمَّاك ذيبُ |
تَوقِّي الداء خيرٌ من تَصَدٍّ | لأيسرهِ وإن قَرُبَ الطبيبُ |
أذلكَ أم تُدِلُّ بعزِّ قوم | قد انقرضوا فما منهم عَريبُ |
ألا نادِ البرامكة انصروني | على الشعراء وانظر هل مُجيبُ |
وكيف يُجيبك الشخصُ المُوارى | وكيف يُعزُّك الخدُّ التريبُ |
ولو نُشروا لما نصروا وقالوا | أرَبْتَ فكان حقُّك ما يُريب |
أتدعونا إلى حَرْبِ القوافي | لتَحربنا السلامة َ يا حريبُ |
ألم تَرَ بذلَنا المعروفَ قِدْماً | مخافة َ أن يقومَ بنا خطيبُ |
أذَلْنا دون ذلك كل عِلْقٍ | ومُلْتمِسُ السلامة لا يخيبُ |
عليك ببذل عُرفك فاستجرْه | كذلك يفعل الرجل الأريبُ |