رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رفعتُ إلى وُدِّيك أبصارَ همَّتي | لترفع من قدري فهل أنت رافعُ |
وإني وصدقُ المرءِ من خير قوله | لَراضٍ بحظِّي من ضميرك قانعُ |
ومستيقنٌ أني لديك بربوة ٍ | لها شرف مما تُجِنُّ الأضالعُ |
ولكنَّ بي من بعد ذلك حاجة ً | إلى أن يرى راءٍ ويسمعَ سامع |
ليُكبَتَ أعدائي ويرغمَ حُسَّدي | ويَقْمعهم عن شِرَّة البغي قامع |
فقد شكَّ في حالي لديك معاشر | وفي مثل حالي للشكوك مواضع |
ولن يوقنَ الشُّكاك ما لم يقم لهم | على السِّر برهانٌ من الجهر ناصع |
أأن قلتُ إني ما انتجعتُك مُجدباً | أبا أحمدٍ تُحميَ عليَّ المراتع |
فلستُ غنيَّاً عنك ما ذرَّ شارقٌ | ولو سال بالرِّزق التِّلاعُ الدوافعُ |
شهدتُ متى استغنيتُ عنك بأنَّني | غنيٌّ عن الماء الذي أنا جارعُ |
فكيف الغنى عمن بمعروفه الغنى | وعمنْ بكفَّيه الغيوثُ الروابعُ |
مديحي وإن نوهتُهُ لك مِبذَلٌ | وخدِّي وإن صعَّرتُه لك ضارع |
لمثِلك يستبقي العفيفُ سؤاله | ويقنَى الحياءَ الحرُّ والرمح شارع |
أتَعْلمني من مَدْحِ غيرك صائماً | صياماً له قِدْماً علا فِيَّ طابع |
وحلأتُ نفسي عن شرائعَ جمة ٍ | لترويَني مما لديك الشرائع |
وما كنتُ أخشى أن تخيب ذريعتي | لديك إذا خابت لديك الذرائع |
فلا أكنِ المحرومَ منك نصيبَه | بلا أُسوة ٍ إني لذلك جازع |
متى استبطأ العافون رِفدَك أم متى | تقاضاك أثمانَ المدائح بائع |
وقد وعدتْ عنك الأماني مَواعدا | مَطَلْن بها والحادثاتُ فواجع |
أُحاذر أن يرْمينيَ الدهرُ دونها | بحَتْفٍ وحاشاك الحتوف الصوارع |
وإني لأرجو أن يكون مِطالُها | لتجنِيَني ما أثمرتْ وهو يانع |
قَبولُك مَيلي وانقطاعي وخدمتي | قُصارِي ولكنْ للقضاء توابعُ |
ومقصودُ ما يُبغَى من السيف مضربٌ | حسام إذا لاقى الضَّريبة قاطعُ |
على أنه من بعد ذلك يُبتَغى | له رونقٌ يستأنق العينَ رائع |
كذلك محضُ الودِّ منك فريضتي | ونافلتي فيك الجدا والمنافعُ |
فكن عندما أمّلتُ منك فلم تكن | لتُخلفني منك البروقُ اللَّوامع |
وعشْ أبداً في غبطة ٍ وسلامة | وأمنٍ إذا راعتْ سواك الروائع |
فأنت لنا وادٍ خصيبٌ جنابهُ | وأنت لنا طودٌ من العزِّ فارع |