يا أبا سهلٍ نثاك المستمَعْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أبا سهلٍ نثاك المستمَعْ | ونداك المرتجَى والمنتَجَعْ |
ولك النعمة لا أجحدُها | ما بدا ضوءُ نهارٍ فسطعْ |
غيرَ أني بعد هذا قائل | قولَ ذي ودٍّ ونصحٍ إن نفعْ |
لك عِرض ليس من عاداته | أن يُرى فيه من الذمِ طَبعْ |
وقليلُ الرَّين فيه بيِّنٌ | وكذا العرضُ إذا العرض نَصَع |
والأخُ المخلصُ إن أقذيته | فالقذى فيك إلى أن يُنْتزع |
وأنا الخلُّ الذي استخلصتَه | فرأى موضع نُصح فصدع |
ليس يرضى ماجدٌ من نفسهِ | بنوالٍ كلَّ يوم يُرتجعْ |
لك جارٍ كلما قلتُ جرى | فتشوقتُ له قيل انقطعْ |
فرحٌ يُنتَجُ منه ترح | وأمانٌ يُجتَنى منه فزعْ |
كل يوم لي منه روعة | وفعالٌ الحرِّ أولى بالرَّوع |
لا تكن كالدهرِ في أفعاله | كلما أعطى عطاياه فجع |
ليس لي عندك حقٌّ غير ما | تتقاضاه المعالي والرِّفع |
والذي يحكم فيه بيننا | كرمٌ منك وجودٌ قد بدع |
وأرى الشافعَ في تعجيله | قد تراخى بعدما كان شفَعْ |
لا أحبُّ الرزقَ يجري أمرهُ | كلَّما أملتُهُ مجرى المُتع |
أوثِق العقدة َ إن أنكحتني | ما تراني كفأه أوْ لا فَدَعْ |
جُد بإدرارك ما أجريتَهُ | أو بإعتاقي من رق الطمع |
وجوادٍ ناكثٍ قلتُ له | بعدما قفَّى العطايا بالرِّجع |
لا تُخادع في متاعٍ زائلٍ | فكأنْ قد طار منه ما وقع |
حسبُ من خادع في معروفهِ | أن ما صحَّ من الدنيا خُدع |
إنما ضيَّع مُثرٍ ما اقتنى | واقتنى غيرَ كِذابٍ ما اصطنعْ |
ليت شعري آمَلال جرَّه | حين ساهرتُك طولُ المجتمَعْ |
أم عوارٌ فاحشٌ مني بدا | وخلالُ الخير والشرِّ لمعْ |
ذاك أم هذا دهاني في الذي | كنتُ أرجوه فأجْلَى وانقشع |