ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا | رعاكَ مليكٌ لم يزل لك حافظا |
غدا الدَّجْنُ فيه يقتضي اللهو أهله | وقد يقتضيكالحقَّ من ليس لافظا |
فطوراً ترى للشمس فيه سيّارة ً | وطوراً ترى الشمس طرْفاً مُلاحظا |
غدا بالذي أهداه خِلاً مُلاطفاً | وإن كان ضِداً بالصيام مغالظا |
تحفَّى فقد أضحى الندى فيه فائضاً | وأعفى فقد أضحى الأذى فيه فائظا |
وقد عدم المعصومُ فيه رقيبه | كما عدِم القيناتُ فيه الحوافظا |
ولكنه الشهرُ الذي غاب لهوُهُ | فعادت ملاهي الناسِ فيه مواعظا |
أصامكموه اللهُ في ظلِّ غِبطة ٍ | وأبْقاكُم غيْظاً لذي الغِلِّ غائظا |
جزاءً بما لقَّيْتُموهُ طلاقة ً | وخالفتُم فيه الشهاوَى اللَّعامِظا |
ألا أيها المكنيُّ باسم محمدٍ | فدتْك نفوسُ اللاحظيك الملاحظا |
حكى يومُنا هذا نداكَ وحُسنَه | إذا ما غدا يحمي نثاك مُحافظا |
على أنه لم يحْكِ فعلك إنما | حكى وعْدكَ الغوثَ النفوسَ الفوائظا |
ولم يحك شيئاً من ذكائك إنه | إذا كنتَ فيه شاتياً كنت قائظا |
فعش لابن حاجاتٍ وصاحب دولة | إذا الأمر أضحى فادحَ الثِّقلِ باهظا |
ولا زلتَ محمودَ البلاء جميله | إذا استخرَجَتْ منك الهناتُ الحفائظا |
أراكَ إذا ما كنتَ صدراً لموكبٍ | أثار عجاجاً واستثرت مغائِظا |
وظلَّت عيون الناس شتى شؤونُها | فغضّتْ ومدّت عند ذاك لواحظا |
يصادون من لولاه لاقت كُفاتهم | شدائدَ من شغْب الخطوب غلائظا |
جَللْتَ فلم تعدم من الناس مُغضِياً | ورُقْتَ فلم تعدم من الناس لاحظا |
وإن كنتَ يوم الحفل صدراً لمجلس | تركتَ خصيمَ الحق أخرس واعظا |
تظلُّ إذا نامت عُقولُ ذوي العمى | وإن حدَّدوا زُرقاً إليك جواحظا |
تغاضى لهم وسنانَ بل مُتواسِناً | وتوقظهم يقظان لا متياقظا |
وترمي الرمايا في المقاتل عادلاً | إذا أكثرت نبلُ الرُّماة العظاعظا |
حلوتَ ولم تضعفْ فلم تكُ طُعمة ً | ولا أنت مجَّتْك الشِّفاهُ لوافظا |
بقيتُمْ بني وهبٍ فإن بقاءكم | صلاحٌ وإن ساء العدوّ المُغايظا |
ومُلِّيتُمُ للحظ ركناً موطَّداً | يُمليكُمُ للعزِّ ركناً مُدالظا |
مقايظنا فيكم مشاتٍ بجُدكم | وكانت مشاتينا بقومٍ مقايظا |
عجبتُ لقوم ينفسونَ حُظوظكُمْ | وأنتم أناسٌ تحملون البواهظا |
وكنتمْ قُدامى حين كانوا خُوافياً | وكنتم صميماً حين كانوا وشائظا |
يغيظُهُم استحقاقكم وحقوقكم | فلا عدموا تلك الأمور الغوائظا |
أيا حسناً أحسِنْ فما زلتَ مُحسناً | تيقَّظ للحسنى فتشْأى الأياقظا |
أفِضْ من ندى لو حُمِّل المزنُ بعضهُ | لراحت روايا المزنِ كظائظا |
أعيذُك أن تغشاك فيَّ ونيِّة | ولستُ على مَوْلى ً سِواكَ مواكظا |
أجرني أن أُلفي لغيركَ سائلاً | مُكاتبَ أقوامٍ وطوراً مُلافظا |
ولا تُسْرِحَنِّي في اليبيسِ مُشاتياً | كفاني لعمري باليبيس مُقايظا |
ألم تجدوني آل وهبٍ لمدحكم | بنظمي ونثري أخطلاً ثم جاحظا |
نسجتُ لكم حتى تُوهِّمتُ ناسجاً | وقرَّظتكم حتى تُوهمتُ قارظا |
وكنتم غُيوثاً خارقاتٍ شواتياً | روائع ثرَّاتِ العزالي قوائظا |
فإن أنا لم تحظُظْ لديكم وسائلي | فمن ذا الذي تُلفى لديه حَظائظا |
على أنه لا حمد لي إن منحتُكم | مسامحَ مجد جارني لا مناكِظا |
يسيرٌ على المدَّاح أن يمدحوكُمُ | أصابوا لألفاظ المديح ملافظا |
ولو حاولوه في سواكمْ لصادفوا | مناكبَ دفع دون ذاك مدالظا |
منحتُكها حوليَّة ً بِنتَ يومها | عُكاظية أُشجِي بها المتعاكظا |
ففوّق قِداحي واهدِها بنصالها | وريِّش ورعِّظ لا عدمتُك راعظا |