أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أعقب القربَ من حبيبك شحطُ | ولأيدي الخطوب قبضٌ وبسط |
خانكَ الدهرُ أسوة َ الناسِ كلا | بل وفى إنّ ما ترى منهُ شرط |
شرطَ الدهرُ فجْعَ كل مُحبٍ | وهو فظٌّ على المحبِّين سلُط |
بعُدتْ خُطوة ُ النَّوى بغزالٍ | يقْصرُ الدَّلُّ خطوهُ حين يخطُو |
أهيف الغصنِ أهيلُ الدِّعصِ لما | يقتسمْ مِثلهُ وشاحٌ ومِرطُ |
بختريُّ كأنه حين يمشي | يتثنى به من البان سبْط |
يجتني حبة َ الفؤاد بعينٍ | ليس في حُكْمِها على الصبِّ قِسط |
وبجيدٍ كأنما نيطَ فيه | من نجوم السماءِ عقدٌ وسمط |
طيِّبٌ ريقُهُ إذا ذُقتَ فاه | والثُّريا بالجانب الغورِ قُرْط |
وكأن الأنفاسَ تصدر منه | عن خُزامى بها من النَّور وخط |
لم تُعوِّضكَ دارهُ منه لمَّا | ظِلتَ تبكي وللصبابة فَرطُ |
غيرَ وحشية ٍ تزيدُك شوقاً | حين تَرنو وتارة ً حين تَعطو |
بدلٌ بالحبيبِ وكْسٌ كما استُب | دلَ بالجنتينِ أثلٌ وخمَط |
بان بينونة َ الشباب حميداً | نحو أرضٍ مزارُها مُستِشطُّ |
فسقتْ أرضهُ سحائبُ دُهمٌ | أشعلتها بُروقُها فهي نَبْطُ |
أيُّهذا الممارسي بيديه | قدكَ لن يُؤلمَ القتادة َ خرطُ |
هل لقوم إلاّ بقوميَ حلٌّ | أم لقومٍ إلا بقوميَ ربطُ |
إذ بنو يعربٍ كأصحاب موسى | وإذ الجيْشُ يوم ذلك قِبطُ |
قومي المنجدون قحطانَ بالخي | لِ لها في عجاجة النَّقع نَحط |
جأروا بالدعاء يستصرخونا | فأجبنا الدعاءَ والدارُ شحط |
فكشطْنا سماء ذُلٍ عليهم | لم يكن يُرتجَى لها الدهرَ كشطُ |
عَمِروا حِقبة ً كثَلَّة ِ ضأنٍ | خُليت بينها سَراحينُ مُعط |
فأويْنا لهم وما عطفتْنا | رحَمٌ بيننا هناكَ تئطُ |
بل حِفاظٌ فينا إذا قيل حاموا | وسماحٌ فينا إذا قيل أعطُو |
فسمَتْ سموة ً لجمع أبي يك | سومَ غُلبٌ من أُسد خفَّان ضُبطُ |
فاقتضيناهُمُ الديونَ وقِدْماً | لم يفُتنا بها الغريمُ المُلِطُّ |
برماحٍ مَداعسٍ وصِفاحٍ | مرهفاتٍ لهنَّ قدُّ وقط |
فحمينا نساءَ قحطان حتَّى | عاد دون الفتاة ِ سترٌ يلطُّ |
وأرى الأدعياءَ منكمْ غِضاباً | يا لقحطانَ أكّد السُّخط سخطُ |
غضباً فليُصرم الغيظُ في الأح | شاءِ منكم ما ضرَّمُ النارَ نفطُ |
قُل لقومٍ وسمتُهُم بهجاء | لمكاويه في السَّوالف علطُ |
ليكُنْ بعضكم لبعض ظهيراً | ثم قوموا لسطوتِي حين أسطو |
أنا كفءٌ لكم ومالي عليكمْ | من ظهيرٍ وهل لأقرعُ مشط |
لسواءٌ إن استمدّ ذليلٌ | بذليلٍ أو مُدَّ بالماء ثأط |
أبلغا خالداً بأنك لا الشت | مُ ولا الكَلْمُ في أديمِك عَبْط |
قلتُ إذ قيل لي هجاكَ خليقٌ | غيرُ مستنكرٍ لعشواء خبط |
مثلهُ في السَّفاه من علقته | عُقدة ٌ لا يحُلُّها عنه نشط |
أيمانٌ وتشتُم الفرس أوْلى | لك لا يلتقي رُقيٌّ وهَبْط |
لا لعمرُ الألى نفوكَ وقالوا | قحطبيٌّ مُدَلسٌ ما أشطّوا |
بل أراهُمْ إذا تدبّرتُ رأيي | ظلموا في مقالهم وألطوا |
أنتَ لا شك قحطبيٌّ ولكنْ | لستَ حاشاك قحطبياً فقطُّ |
بل مِنَ الماءِ كلِّه فيك شوبٌ | ومن الناس كلهم لك رهطٌ |
ضرْطٌ في قفاك يحسبهُ السَّا | معُ ثوباً من الحرير يُعط |
نِسبة ٌ أوْقعتْكَ في بحر هُزءٍ | أنت فيه مدى الليالي تُغَط |
لكَ منها اسمُها الشنيعُ ولكن | دون محصُولها زِحامٌ وضغط |
فالْهُ عن نِسبة ٍ نصيبُكَ منها | لفظة ٌ نِصفُها المُقدَّم قحطُ |
يا غريبَ التمَّام كيف أتمَّتْ | بِك أمٌّ جنينُها الدهرَ سِقط |
لم تكن تُلبثُ الأيورُ جنيناً | فى حشاها إلا مدى ما يُحط |
رُبّ غرمولِ نائكٍ لم تَهُلْه | شعراتٌ تلوحُ في استك شُمط |
فانتحَى منك في عجانٍ كأنْ قد | خطَّ فيه تلك الغضونَ مخطُّ |
يا بن تلك التي إذا ما استعفَّت | هدرتْ في استها شَقائقُ رُقط |
تدفعُ الحاجة ُ الخبيثين مِنها | من مسيلٍ فجعرُها الدهرَ ثلط |
كلما حطّ رحلهُ بك ضيفٌ | باتت الليلَ رِجلُها لا تُحَط |
أُمُّ شيخٍ تُناكُ بين يديه | حين لا حاجبٌ هناكَ يمُطُّ |
ألزم اللُّؤمُ أنفك الذُلّ حتى | هو سيّانِ ذِلة والمِقَطُّ |
ذاك تحت المُدى مُذالٌ وهذا | دُمَّل الذلة الذي لا يُبَط |
وإذا ما عراكَ ندمانُ كأسٍ | لم يشُبْها القِنديدُ والإسفنطُ |
بتَّ تيساً له قرونٌ عوالٍ | وهو تيسٌ له نبيبٌ وقَفْط |
نِمتَ عن عرسك الحصانِ إلى الصُب | حِ وباتت براكب النيكِ تمطو |
تُسمعانِ الأصمّ صوتين شتَّى | هي في نخرة ٍ وأنت تغط |
فتبيتان في فضائح شُنعٍ | لم يكن ليلُها عليك ليغطو |
هاكها مُؤيِداً هي الدهرَ في وج | هكَ وسْمٌ وفي الصحائف خَط |