يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله | ومَنْ أرِقُّ عليه من خلاخلِهِ |
أما تغار على ودَّي لصحبتهِ | أما ترقُّ لقلبي من بلابله |
ظبيٌ يرى كُلَّ وجهٍ من مَخاتلنا | ونَدَّريه فنْعمى عن مَخاتِلِه |
نحتالُ فيه فينجو من حبائلنا | ونحن نَنْشَبُ تترى في حَبائله |
فظٌّ نُميط الأذى عنه فيُتعسنا | وليس في السيفِ عفوٌ عن صياقلهِ |
لاتعجبا أن دمعاً فاض عن حُرَقِ | ماء أفاضته نار من مراجله |
أراق دمعي هوى ظبيٍ أراق دمي | يا للقَتيل بكى منْ حُبّ قاتلِه |
ما للمُعنَّى مُلَقَّى من عَواذِله | ما يستحقُّ المُعنَّى من عَواذلِه |
إن الوزيرَ غدا وَصّالَ قاطِعِه | فاعمدْ إليه ودعْ قطّاع واصلِهِ |
يَمَّمَ أبا الصقرِ إن اللَّه فَضَّلَهُ | وفات كل نظيرٍ في فضائله |
من كُلّ طُولٍ وطَوْلٍ في شمائله | وكلّ جودٍ وجَوْدٍ في أناملهِ |
إذا ارتدى السيف لم يُمسكْ بقائمهِ | ليستقلَّ ولم يخططْ بسافلهِ |
سيفٌ تردّ سيفٌ غيرُ ذي طَبَعٍ | كأنما الرمحُ يمشي في حمائلهِ |
لاشيءَ أقربُ حيناً من مُناضِلِه | أو من مُطاعنه أو من منازلهِ |
من لا يرى المال إلا هَمَّ خازنهِ | ولايرى الزادَ إلا ثِقْل آكلهِ |
مما حفظناه من أمثال حكمتِه | لن يملكَ المال إلا كفُّ باذله |
مِنْ كُلّ كُفءٍ فقير من فضائلهِ | وكل عافٍ غنيٌ من فواضلهِ |
خِرْقٌ يشحُّ على صُغَرى محامِدِهِ | كيما يشح على كُبرى طوائله |
غيرانُ حينَ يحامي عن مكارمهِ | كالليث كادحَ ليثاً عن حلائلهِ |
تلقاه عند مُباراة النظير له | كالسّيلِ دافعَ سيلاً عن مَسايلهِ |
مُنابذٌ لأعاديه وثروتِه | كلا الفريقين يرمي في مَقاتلهِ |
يُكشّفُ الدهرَ عنه في تصرفِه | عن نُصلٍ قَلَعيّ من مناصِلِه |
كأنه بين أحوالٍ تَدَاوَلُه | بدرٌ تهاداه شتى ً من مَغازله |
أحيا به اللَّهُ قوماً بعد هُلكهمُ | وأهلك الله قوماً في غوائلهِ |
كالبحرِ أروى بني الدنيا وأغرقهم | فهم رِواءٌ وغَرْقى في سواحلهِ |
أضحى الملوكُ وأضحينا نحمّلُه | تحميل منْ ليس يُخشى وهْيُ كاهلهِ |
عليه أثقالُ أمرِ اللهِ يحملُها | والناس يالك من عبءٍ وحاملهِ |
كأنه وحدَه جيشٌ له لَجَبٌ | صواهل الأرض شتى من صواهله |
فللرعاة أحاظٍ من نصائحِهِ | وللرعايا أَحاظٍ من نوافِلهِ |
ترى دعاوَى قومٍ فوق حاصلِهِم | وما دعاويه إلا دونَ حاصلهِ |
للأريحية مشيٌ في مفاصلِه | وليس للراح مشيٌ في مفاصله |
ذو الفضلِ في دهرِه لا عند ناقصهِ | بل عندَ كاملِه بل عندَ فاضلهِ |
ياكوكبَ الدهر قِدْماً في غياهبه | يامَعْلمَ الدهر قدْماً في مَجاهله |
أصبحتَ في الذروة ِ العليا من شرف | منازلُ الناسِ شتًّى في أَسافله |
فهم أنابيبُ رُمحٍ أنت عاملُهُ | لابل سنانُ طرسٍ فوقَ عاملهِ |
يامَعْقِلاً غيرَ مخشيٍّ غوائلُهُ | لمنْ أتته الدواهي من معاقلهِ |
أنت المخاطبُ لا يُهدَى لسائلهِ | سُوءَ استماع ولا يصغى لعاذله |
أماترى الدهرَ قد ألقى كلاكله | على امرىء بينكم مُلْقى ً كلاكله |
يا آلَ هَمّامِهِ يا آلَ مُرَّته | يا شيبانه يا آل وائله |
مالي حُرِمتُ وحُظَّ الناسُ كلهُمُ | ممن ذنوبيَ خيرٌ من وسائله |
أعيذُ عدلك أن يُلفَى بحضرتِه | خصمي وحقي مغلوبٌ بباطله |
ماحَقُّ ميدانِ مجدٍ أنتَ صاحبهُ | إجراءُ ناهقِة ِ قُدّامَ صاهِلِه |
سائلْ بيَ الشعرَ إني من مَصاعبهِ | فإن أبيتَ فهبني من أَزامِله |
أُعيذُ مُزنك أن يشقَى ببارقهِ | شَيْمي وتسعدُ أقوامٌ بوابِله |