ما أنسَ لا أنْسَ هنداً آخرَ الحِقَبِ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
ما أنسَ لا أنْسَ هنداً آخرَ الحِقَبِ | على اختلافِ صُروفِ الدهر والعُقُبِ |
ص | يومَ انتحتْنا بسهميها مُسَالمة ً |
تأتي جُدَيْدَاتُهَا من أوجه اللعبِ | تُدْوي الرجالَ وتَشفيهم بمُبتسمٍ |
كابن الغمامِ وريقٍ كابنة العنبِ | عَيْنَاءُ في وَطَفٍ قَنْوَاءُ في ذَلَفٍ |
لفَّاءُ في هيفٍ عجزاءُ في قَببِ | جاءت تَدَافَعُ في وشي لها حَسَنٍ |
تدافُعَ الماء في وشيٍ من الحببِ | ليستْ من البحتُرياتِ القصارِ بُنى ً |
والشَّاربات مع الرُّعيان بالعُلبِ | ولم تلد كوليدِ اللؤم فالِقَة ً |
عن رَأْس شَرِّ وليدٍ شرَّ ما رَكَبِ | قد قلتُ إذ نحلوهُ الشعرَ حَاشَ لَهُ |
إنَّ البُرُوكَ به أولى من الخبِبِ | البُحْتُريُّ ذَنُوبُ الوجهِ نعرفُهُ |
وما رأينا ذَنُوبَ الوجه ذا أدبِ | أَنَّى يقولُ من الأقوال أَثْقَبَهَا |
من راح يحملُ وجهاً سابغَ الذَنَبِ | أَوْلَى بِمَنْ عظمتْ في الناس لحيتُهُ |
من نِحلة الشعر أن يُدْعَى أبا العجبِ | وحسبُه من حِباءِ القوم أن يهبوا |
له قفاهُ إذا ما مَرَّ بالعُضَبِ | ما كنت أحسِبُ مكسوّاً كَلحيته |
يُعفَى من القَفْدِ أو يُدْعى بلا لقبِ | لهفي على ألفِ مُوسَى في طويلته |
إذا ادَّعى أنه من سادة العربِ | أو قال إني قَريعُ الناسِ كلّهِم |
في الشعر وهو سقيم الشعر والنسبِ | الحظُّ أعمى ولولا ذاك لم نَرَهُ |
للبحتري بلا عقلٍ ولا حسبِ | وَغْدٌ يَعافُ مديحَ الناسِ كلّهم |
ويطلبُ الشَّتْمَ منهم جاهدَ الطلبِ | داءٌ من اللْؤمِ يستشفي الهجاءَ لهُ |
كذلك الحكُّ يستشفيه ذو الجربِ | أراك لم ترضَ ما أهدَى له نفرٌ |
من شتم أُمٍّ لئيم خِيمُها وأبِ | فارضَ الذي أنا مُهديهِ إليه لَهُ |
من مُرْمِضِ القَذْع وارضَ الناس للحطَبِ | قُبْحاً لأشياءَ يأتي البحتريُّ بها |
من شعره الغَثِّ بعد الكدّ والتعبِ | كأنها حين يُصْغي السامعون لها |
ممن يُمَيِّزُ بين النَّبع والغَرَبِ | رُقَى العقاربِ أو هَذْرُ البُناة ِ إذا |
أضحوا على شَعَفِ الجدران في صخبِ | وقد يُجيءُ بِخَلْطٍ فالنُّحاس لَه |
وللأوائلِ صافيه من الذهبِ | سَمِين ما نحلوه من هُنا وهنا |
والغَثُّ منه صَرِيحٌ غير مجتلبِ | يُسيءُ عَفًّا فإن أكْدَتْ وسائلُهُ |
أجاد لِصاً شديدَ البأس والكَلَبِ | إن الوليدَ لمغوارٌ إذا نَكَلتْ |
نفسُ الجبان بعيدُ الهمِّ والسُربِ | عبدٌ يغير على الموتى فيسلبُهُمْ |
حُرَّ الكلامِ بجيشٍ غير ذي لجبِ | ما إن تزالُ تراهُ لابساً حُللاً |
أسلابَ قومٍ مضوا في سالف الحِقَبِ | شِعْرٌ يُغير عليه باسلاً بطلاً |
ويُنشدُ الناسَ إياهُ على رِقَبِ | يقولُ مستمعوهُ الجاهلون به |
أحسنتَ يا أشعر الحُضَّار والغَيبِ | حتى إذا كفَّ عن غاراته فَلَهُ |
شعرٌ يئنُّ مُقاسيه من الوَصَبِ | شعرٌ كنافض حُمى الخيبريِّ لَهُ |
بردٌ وكربٌ فمن يرويه في كُرَبِ | كأنه الغَرِقُ الشَّتْوِيُّ مَصرَدُهُ |
بغير روحٍ وما للرُّوحِ والشَّجبِ | قل للعلاء أبي عيسى الذي نَصَلَتْ |
به الدواهي نُصولَ الألِّ في رجَبِ | وآمنَ اللَّهُ ليلَ الخائفين بهِ |
بَلْهَ النهارَ وضَمَّ الأمر ذا الشعبِ | أيسرِقُ البحتريُّ الناسَ شعرَهُمُ |
جهراً وأنت نَكالُ اللص ذي الريب | وتارة ً يُترِزُ الأرواحَ مَنْطِقُهُ |
بالخَلقِ من بين مقتولٍ ومُغتصبِ | نَكِّلْهُ إن أناساً قبله ركبوا |
بدون ما قد أَتاهُ باسق الخَشبِ | والحكُم فيه مُبينٌ غيرُ ملتبسٍ |
لو رِيمَ فيه خلافُ الحقِ لم يُصَبِ | إذا أجاد فأوجِبْ قطع مقوله |
فقد دهى شعراء الناس بالحَرَبِ | وإن أساء فأوجبْ قتلَهُ قَوَداً |
بمن يُميتُ إذا أبقى على السلبِ | سلِّطْ عليه عُبيد اللَّه إنَّ لَهُ |
سيفين ذو خُطَب تَتْرى وذو شطبن ما زال قِدماً وآباءٌ له سلفوا | أُسداً بها غَلَبٌ معتادة ُ الغلَبِ |
كم فيهمُ من مُقيمٍ كلَّ ذي حَدَبٍ | من الأمور على الإسلام ذي حدَبِ |
قوم يَحلُّون من مجد ومن شرف | ومن عُلوٍ محل البَيْض واليَلَبِ |
حَلُّوا محلَّهما من كلِّ جُمجمة ٍ | دفعاً ونفعاً وإيفاءً على الرُّتَبِ |
وما يكن من حديثٍ صالحٍ لهُمُ | فصادرٌ عن قديمٍ غيرِ مُؤتَشبِ |
لهْفي لهزّ عبيد اللَّه حربتَهُ | لثُغرة ِ الثَّورِ ذي القرنين والغَبَبِ |
وقد رماه بشُؤبوبٍ فأحْصَنَهُ | جَدٌّ وأَنجاه شؤبوبٌ من الهربِ |
يا أيها السائلي عما أحلَّ به | مكروهَ بأسي لقد نقَّرت عن سببِ |
عمى ً من الجهل أدَّاهُ إلى عَطَبٍ | وغيرُ بدْعٍ عمى ً أدى إلى عَطَبِ |
يرى المَوارِطَ ذو عينٍ فيحذَرُها | والعُميُ فيها إلى الأذقان والرُّكبِ |
يعيب شعري وما زلت بصيرتُه | عمياءَ عن كلِّ نورٍ ساطعِ اللّهبِ |
يا عاهرَ الزوجة المخلوف في حِرها | خِلافَة َ السوء والمخلوفَ بالغَيبِ |
فمٌ كمسفى ً ومفسى ً واسعٌ كفمٍ | ومنخرانِ قد اسودَّا من الذَّبَبِ |
أقولإذ قال نكنيكي أحاجزَهُ | منْ نيكَويحكَلم يُكرمْ ولم يهبِ |
فقالكم من منيكاً قد بصُرتُ بهِ | مُحيٍ مميتٍ مرجَّى الغوث مُرتَقَب |
هذا السِّنانُ مِنيكاً في استه أبداًوكم نقيذٍ | بهاديهِ ومُنشعب |
لا شيء أَهْيَبُ من زُرقٍ مُؤلّلة ٍ | وهُنَّ يُنكحنَ بالأرماح في الجُنُبِ |
زُرقٌ يُنكنَ بسُمرٍ ذُبّلٍ أبداً | وكلهنَّ بريئاتٌ من السُّيَبِ |
فقلتُ لا زلتَ من غَيِّ على سنينٍ | يُلقيك فيه ومن رُشدٍ على نَكَبِ |
فلستَ تنفكُّ محتجاً لفاحشة ٍ | شنعاءَ تركبُ منها شرَّ مرتَكبِ |
أغرى الوليدَ بكيجي أنهُ رجلٌ | يُريغ ايري فيه من أرَبِ |
وسائل لي عن الأمرِ المجشَّمة ِ | حَرْبي فقلتُ أتاك الصدقُ من كَثَبِ |
بُرهانُ ذلك أَنْ لا شحمَ يعجُبُهُ | وأن شهوتَهُ وَقْفٌ على العَصَبِ |
ما أسمجَ ابنَ عُبيدِ حين تفجؤهُ | والرِّدفُ في صعدٍ والرأسُ في صَبَبِ |
مُجبِّياً لِغَويٍّ قد تجلَّلَهُ | والعرْدُ من ثَفَرٍ منهُ إلى لَببِ |
وقد تعفَّرتِ الشمطاءُ فاكتسبتْ | لونين من غُبرة ٍ فيها ومن شَهَبِ |
والفحلُ يطعَنُ فيهِ غيرَ مُحتشمٍ | ولا مُجِلٍّ مكانَ الشعرِ والخطَبِ |
بلى لَهُ حَبْضة ٌ من خوفِ سلحتهِ | كحبضة ِ الصَّقر يخشى سلحة َ الخَرَبِ |
يا قاتل اللهُ نِسواناً لًهُ مُجُناً | يعدونَ في السبت عدو الناشطِ الشَّبَبِ |
إذا خلونَ بمنْ يهوَينَ خَلْوتَهُ | بذلنَ في ذاك ما أثَّلنَ من نَشَبِ |
وما يزال طَوالَ الدهرِ مُنتخِباً | من كلِّ أمرين أمراً غيرَ مُنتخب |
إني لأعجبُ من قومٍ تروقُهُمُ | ولو نطقَت شفاءَ اللَّوحِ والسَّغبِ |
يا بُحتريُّ لقد أقبلتَ مُنقلباً | يوم اكتسبتَ هجائي شرَّ منقلَبِ |
أقسمت بالمانِحِي وجهاً أضَنُّ به | عن السؤال وعِرضاً غيرَ مُنتهَبِ |
ونُهية ً عصمتْني أن أُرى حَمِقاً | من باعة ِ الرَّوحة ِ الروحاءِ بالنصب |
مامُشْتهٍ قُربَك المكروهَ ذا رَشَدٍ | يا قِرْبة َ النفطِ لا قُدِّستَ في القِربِ |
وأيُّ نفطٍ كرشْح أنت راشحُهُ | سوادَ لونٍ ونَتْناً غيرَ مكتَسبِ |
كم قائلٍ لك إذ مَسّتك قارعتي | دعِ السكونَ فهذا حِينُ مضطرَبِ |
أصبحتَ تُدعى شقي الأشقياءِ لها | وأصبحتْ بك تُدعى ذِربة َ الذِّرَبِ |
أبا عُبادة َ ذَرْ ما كنتَ تَنْسُجُهُ | وخذ لنفسك يامسكينُ في النَّدَبِ |
قد كنتَ تعرفُ مني في الرضا رجلاً | حلو المذاقة ِ فاعرفني لدى الغَضبِ |
تَعرِفْ فتى فيه طوراً مُجتنَى سَلَعٍ | للمُجتنينَ وطوراً مُجتنى رُطَبِ |