نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نظرتُ إلى الرغيفِ فردّ رُوحِي | لدى حجرٍ يرُضُّ ولا يُرَضُّ |
فتًى ما زالَ ينهضُ للمخازي | وليس له إلى العَلياءِ نَهْضُ |
سجيَّتُهُ طِوالَ الدهر قبضٌ | وكلُّ سجيَّة ٍ بسطٌ وقبضُ |
ولؤمُ الناسِ طولٌ دون عَرضٍ | ولكن لؤمُهُ طُولٌ وعَرض |
تعادى كُلُّ شيء منه لؤما | فبعضٌ منه يهرُبُ منه بعض |
يُخَفِّضُهُ المناذِل وهو نَصْبٌ | وينْصِبُهُ الفواعلُ وهو خَفضُ |
أراني عنده يوماً رغيفاً | يُقاتِلُ عنه جيشٌ لا يُفضُّ |
فقبَّلتُه الرَّغيف وقلتُ خيراً | وشُكرُ المحسنِ المأمولِ فرض |
فلما أن فغرتُ فمِي عليه | لأكْدمَهُ وفي الأحشاءِ مضٌّ |
إذا رجلٌ يقول وليس يَكنى | ألا ترضى تُقَبِّل أو تَعَضُّ |
فقلتُ وما سبيلُ الخبزُ فيكم | فقال سبيلُه بيْعٌ وقرضُ |
ولستُ أقول من هو فاعرفوهُ | وهل في الأرض غيرُ الأرضِ أرضُ |
سرى في عِرضهِ دنَسٌ قديمٌ | وتأْنيثٌ فما يَنْفيه رحضُ |
فليس لرأيه في الخيرِ فتلٌ | ولا لدهائهِ في الشرّ نَقْض |
تراهُ وكلُّ شيءٍ فيه مذْقٌ | ولكن لؤْمُهُ مذ كان مَحْضُ |
مَخضتُ فما اتّقى مخضِي بزبدٍ | وهل يُعطيكَ زُبدَ الماءِ مخض |
أريْناه الطبيبَ فجسّ مِنه | فأقسم ما لجودٍ فيه نبضُ |