متشبثٌ بعلائقي متخلصٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
متشبثٌ بعلائقي متخلصٌ | طوراً يماذِقني وطوراً يُخلص |
متخصِّص بالمجد إلا أنه | بفساد ما يسعى له متخصص |
حلو الصداقة مرُّها فصديقه | شرقٌ بماءِ إخائه متغصِّص |
يعدو على الأسد المسالم ظالماً | ويهَرُّ كلبُ سفاهة ٍ فَيُبصبِص |
ما إن يزال على هواي مخالفاً | ومعانداً للحق حين يُحصحِص |
ترضيك جملة أمرهِ في ودِّه | لكنها تُشجيك حين تُلَخَّص |
ما إن يزال مُمَسّحي لكنّه | ممن يمسِّح تارة ويشوِّص |
يتطرفُ اللَّذاتِ دوني خائفاً | مني هناك كأنه متلصِّص |
ويجمُّ عنها تارة ً فكأنه | حتى أكون شريكه متنغِّص |
كم قد عزمتُ على الشخوص بخلَّتي | عنه فذبذبني مُقر مُشخِصُ |
أصبحتُ منه في طريقٍ معوِصٍ | ولشرُّ مارُكبَ الطريقُ المعْوصُ |
ولما تنقَّصْتُ الفتى لكنه | لجميله بقبيحه متنقِّصُ |
مهلاً أخا ودي فإنيَ بالذي | تُسدي إليَّ محدِّثٌ فمفصِّصُ |
ولديّ منكَ متى أثرتَ كوامني | ما لا يُقصِّصُه سواي مقصِّص |
لا تخلطنَّ حلاوة ً بمرارة ٍ | إن المخلِّط في الإخاء منغِّص |
كن ظلّ بيتٍ لا يزولُ ولا تكن | ظلَّ السحابِ يُظِل ثم يُقلِّص |
وارغب بودِّي أن يُذالَ فإنني | في غير ذاك من الأمور أُرخص |
إياك لا تستغل ما أرخصتُهُ | بطراً فأُغلي منه ما لا أُرخِّص |
واعلمْ متى غنَّيتَ بي متهكماً | أني بمن غنَّى بذكريَ مُرقِص |
سترى متى استنفرتني وطلبتني | أنِّي سأزهدُ عند ذاك وتحرصُ |
وأقول فيك مقال طبٍّ صادقٍ | لا ما يقول الجاهل المتخرصُ |
فليعلم المتَقنِّصون بأنه | ما كلُّ حينٍ يُطعمُ المتقنِّصُ |