نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم | ولا مُفَتَّش صِدقٍ عند تَفتيشِ |
مُسلطين على الأحرار فحشُهمُ | وناكلين عن القومِ المفاحيشِ |
من كل مقبوح غيبِ الودّ ظاهرهُ | ما شئت من حُسن تزويقِ وترقيش |
يُنفِّشون حقيراً من أمورهمُ | ولا ترى قدرهم في وزن تنفيش |
ويقرصون بجدٍّ في ممازحة ٍ | وإن قرصْتُ فما قرصي بتجميش |
وَالمليكِ لئن دبّت عقاربهُ | لَيَمَنُونَّ بحيَّاتٍ مناهيش |
عابوا قريضي وما عابوا بمعرفة ٍ | ولن ترى الشمس أبصارُ الخفافيش |
وفي عَماها لها شغلٌ وإن طمحتْ | في الجو حتى تُرَى فوقَ المراعيش |
فلا تَرُمْ أن ترى شمسي كهيئتها | بلا عيونٍ كما طارت بلا رِيش |
لا يحسبنّي امرؤ ثمراً ولا أقِطاً | فإنني الصبرُ المأدومُ بالبيش |
لا يخدشنّ سفيه القوم في أدمي | فما مواقع أظفاري بتخديش |
إني امرؤ من أبى عفوي وعافيتي | أرشتْ شرِّي عليه أي تأريش |
فليقذف النّابشون الشر ما نبشوا | فمُدية العنز في تلك الأنابيش |
وقد كُفوا لو أراهمُ رأيهم سَدداً | خَرط القَتاد وإعمال المناقيشِ |
يشكو عُرام الأفاعي من يُمسحُها | فاسأله كيف يراها بعد تحريش |
أبعْدَ ما اقتطعوا الأموال واتخذوا | حدائقاً وكروماً ذاتَ تعريش |
يُحاسدوني وبيتي بيتُ مسكنة ٍ | قد عَشَّش الفقر فيه أيَّ تعشيش |
فليسحبُوا لي ذيول السَّلم ويبهمُ | ولم أُكمش ذُيُولي كل تكميشِ |