حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ | في ردّ تلك المعاهدِ الدُّرُسِ |
يا أيها السيد المجرِّد لي | سيفَ جفاءٍ ولستُ ذا تُرُس |
حتى متى نحن من إساءَتِنا | وعَتْبِنا في وقائع حُمُس |
لم تُخلني قطُّ من صنائعك ال | غُرِّ ولا من حُروبك الضُّرس |
تصرُّفِ الغيثِ في صواعِقِه | وتارة ً في سِجاله البُجُسِ |
أصبحتُ في مأتمٍ برفضِكَ إيْ | يَاي ومما منحتَ في عُرُس |
لقد تَلَوَّنت لي فدع جُدد ال | أخلاق وارجع بنا إلى اللّبس |
تلك التي لم تزل تخلَّقها | غير المهينات لا ولا الشُرُسِ |
تلك اللواتي حديثُ مُلستِها | زادٌ لركب الصَّحاصح المُلُس |
أيام فوزي بك الضواحك أس | تعدي على مُعْقباتها العُبُس |
لا تُبْدِلنِّي بما اقتنيتُ من ال | آمال هَجَس المخاوف الهُجُس |
يا فرقداً يهتدي السُّراة ُ به | يا قمراً يُستضاءُفي الدُّمُس |
أقسمتُ بالعطف منك حين ترى | مِني شماسَ الخلائِق الشُّمُس |
وإن هَذِي اليمينَ لا كَذِباً | لبعضُ أيمان عَبدِك الغُمُس |
لو أنني ما حَييتُ في منَح | منك وقوفٍ عليَّ أو حُبُس |
ما قُمنَ عندي مَقامَ ذكرك إيْ | يَايَ إذا ما خَلوتَ للأُنس |
لا تحسبني استَعضْتُ منك لُهى | كَفَّيك إنِّي بكم من النُفُس |
والله لا بعتُ باللُّهى أبداً | رُؤْية َ ذاك الجلالِ والقُدُس |
إنِّي إذاً إن فعلت ذلكُم | لَبائع المُثمِنات بالوُكسِ |
أليس في لمحة ٍ لمحتُكها | دفعٌ لنحس الكواعبِ النُحُس |
بلى لعمري فكيف يطمع في | بَخْسي خداعُ المَناحس البُخُس |
لا تَجْعلني لما أرى غَرضاً | تلعبُ فيه مَحادِسُ الحُدُس |
رَضيتُ في نصف مُدتي بمُلا | قاتك بل رُبعها بلِ الخُمُس |
بلْ كل دَوْرٍ يدوره أَحدٌ | ولا رضَّى دون تابع السُّدُسِ |
نصيبُ عينيَّ منك في سُبُع ال | عُمر رِضا لي لا للعِدَى التُّعس |
فابْذلْه مُتِّعتَ بالقِيان وأُع | دمتَ وجوه الحوافظ الشُّكس |
فإن قَضى الله للحوافِظ رز | قاً قَضَاهُ للسُّلُس |
لا زلتَ للحادثاتِ مُهْتضماً | في منْعة ٍ من أكفها الخُلُس |
تعُلك الكرمَ من ذخائرها | على بغام الشوادِن اللُّعُس |
المدْنَفَاتِ العيون لا رمداً | الفاتراتِ الجفونِ لا النُّعس |
مربَّيَاتِ الحجورِ في ترفٍ | ظباءِ فيح القُصور لا الكُنُس |
يا جَبَل الحِرزِ والثمار ألا | تعصمني من سِباعك النُّهسِ |
لي عصبة لا تزال تُدْحس لي | عندك تَعْساً للعصبة الدُّحُس |
ليست كأُسْد الشَّرى مُجاهرة ً | بالبطش لكن كالأذؤبِ الطُلس |
لولا ارتقابيك قد رميْتُهُم | من كَلِمي بالدَّهارِس الدُّبس |
تلك التي لا يزال جَنْدَلُها | يترك شُمَّ الأُنُوف كالفُطُس |
والشعر جَيْشٌ شنَنْتَ غارته | قِدْماً فأي الديار لم يَجُس |
وكم رماني العدى بداهية ٍ | كاستْ على رأسها ولم أكُسِ |
لا يرمني الجاهلون وَيْبَهمُ | فإنني ذو مَلاطسٍ لُطُس |
دعني أَسُسْهُمُ لمعشرٍ عجزوا | عنهم وأيُّ العتاة لم أسُس |
بِشُرَّدٍ تُقْتدى مواقعُها | بألف صينٍ وألف أندلُس |
لو راضت الفحل من بني عُدُسٍ | لأَذعنَ الفحل من بني عُدُسِ |
أنت ابن كسرى وما تَباعَدت الرْ | رُوم بأنسابها عن الفُرُس |
الملكُ إن كنتَ ناظراً نسَبٌ | بين ابن بَهرامَ وابن تَوفُلُس |
دونك رأيي فما كواكبه | في الظُلمِ الداجياتِ بالطُمسِ |
دونك عزمي فما مَعاوِنه | عند قيام الخطوبِ بالجُلُس |
عبدك غرس جَناه مكرمة ٌ | أنتُم لأمثاله من الغُرُس |
فارببهُ واحرسْ جَناه تَحْظَ به | وصُنهُ عن مَسِّ معشرٍ نُجُس |