قل للأمير إذا مثلتَ له
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قل للأمير إذا مثلتَ له | يا ركن أهل إقامة الخمسِ |
يَهنيك أن الفطر حين بدا | نُشرَ السرور به من الرَّمسِ |
نَطَقتْ بناتُ اللهو فيه معاً | من بعض خفض الصوتِ والهمسِ |
وجرى لنا فَلَك الكؤوس به | فأمات هَمَّ النفسِ ذي الهَجْسِ |
ومن السعادة ِ أن رأيتَ أبا ال | عباسِ ملءَ العينِ والنفسِ |
سَلَّفتَ فيه فراسة ً صَدَقتْ | فحمدتَ ما سلَّفتَ بالأَمسِ |
أجْنى جنًى طابتْ مذاقَتهُ | إذا كان غَرسَ مباركِ الغرسِ |
كم فيه من جدِّية عَذَرتْ | مشتق كُنيْته من العبسِ |
ومحامد نادت مُسمِّيه | تالله ما سمَّيت بالعكِسِ |
فاسعد بطول حياته أبداً | يُفضي به حَرْسٌ إلى حَرسِ |
واشرب على رغم العدو وما | يلقاه من تعسٍ ومن نكسِ |
كأساً كأنك حين تشربها | قمرٌ يُقبِّل عارض الشمسِ |
مشمولة ً كالمسك عاتِقة ً | لطُفتْ عن الإدراك باللمسِ |
لنسيمِها في قلب شاربها | روح الرجاء وراحة اليأسِ |
حياك بالشاهسْفَرَمِّ ضُحى | والجلّسان ونفحة الكأسِ |
فطرٌ ونيروزٌ يُجاوره | طلعاً معاً بالسعد لا النحسِ |
غَدِقَيْن مُخضَّلين شأنهما | إعمال نفي البؤس والبأسِ |
هذا يُبدي الجلد منك وذا | يسقيك من صفراءَ كالوَرْس |
نضْحٌ ونشحٌ يغمسانك في | فرح ونُعم أيَّما غمسِ |
هذا لذاك ورُبَّ قافية ٍ | قد قلتُها كالطعنة الخلسِ |
وأقول عودا قول ذي لسنٍ | لم يُؤتَ من عيٍّ ومن أَلسِ |
لولا كلابٌ غيرُ آلِيتي | نبحاً إذا أسْمعتُها جَرسي |
متعرض للفَرْس نابِحُها | والليثُ لا يرضاه للفرسِ |
يؤذى بتكرار النُّباح وما | من مَنْهسٍ فيه لذي نَهسِ |
فالكفُّ عن أمثاله غَبَنٌ | ومِراسُهُ من أعظم الوكسِ |
كالبيْن بانت عاجلاً يده | والبيهقي كبا من التَّعسِ |
وكصاحبٍ لي غيبُه دِغلٌ | أنا منه في قَرص وفي نخسِ |
لولا أولئك غير مُعتذرٍ | بالعجز عن وَطءٍ ولا ضَرْسِ |
أهديتُ قافية ً مصنَّعة ً | في الخدر قد سميتْ من الحبسِ |
لقريع مجدٍ لا كِفاءَ لَهُ | من مُصعب للرأس فالرأسِ |
ممن يُنيلُ وما استُنيل كما | يُكسَى المدائحَ غير مستَكسِ |
أعني عبيد الله خير فتى | بالحق ما في ذاك من لبَسِ |
ذاك الذي يجزي الجزاء فلا | يُثني عليه الشعر بالبخسِ |
يا من يقولُ بغير مدحتهِ | البدرُ مُمتنعٌ من اللَّمسِ |