ليَهْنك لبس المِهرجان وإن غدا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ليَهْنك لبس المِهرجان وإن غدا | تُهنئه الدنيا بأنك لابسُهْ |
وأنك ركنُ الملكوالملِكُ الذي | تطول مقاييسَ الملوك مقَايسُه |
ويَهنيك أنْ لم يبقَ مجدٌ ترومُهُ | يداكوأن لم تبق كفٌّ تُنافسه |
وأنك ذلَّلت الخطوبَ فأذعنتْ | لعزِّك حتى ليس خَطْبٌ يمارسه |
فقد فرَّغتك الشاغلاتُ وحبَّذا | فَراغُك من أحكام ما أنت سائسه |
ألا فالْهُ لهوَ المرء مثلِك إنهُ | مُدارسُ علمٍ لا تُملّ مَدارسه |
تظل له من ذاتِ نفسك قادِحاً | وليس يُداني قادحَ العلم قابسه |
وبذل كريم ليس ينفكُّ مالُهُ | كرائمُهُ مبذولة ٌ ونفائسه |
لكل جليسٍ من يديه ووجهه | يدَ الدهرِ يومٌ غائمُ الجو شامسه |
تَطيب مَجانيه جميعاًوإنما | تطيب مجاني من تطيب مَغارسُهْ |
وأخذٌ بحظٍّ من سماعٍ إذا التقى | وهمُّ الفتى المهمومِ ماتت هَواجِسه |
تسيرُ بك الدنيا إذا ما تَنازَعتْ | نَواطقُهُ ألحانهُ وخوارسه |
وشربُ شَمولٍ أطلق اللهُ شُربَها | تَدين لها بِكر الشباب وعانِسه |
من الكُمت ألواناًولولا اصْطِلاؤها | عَلاها قميصٌ أصفر اللون وارِسه |
وقَتْ شاربيها النارَ عمداً بنفسها | وما كان جسمُ النار جسماً تُلامسه |
فقاست أليمَ الطبخ يوماً مُكَمَّلاً | يخالسُها أجزاءها وتُخالسه |
فلما تجلى حِلُّها من حرامها | وزالت عن المرتاب فيها وساوسه |
ثوتْ في قَرار الدَّنِّ حتى تهلهلت | ملابسُها عن صَفْوها وملابسه |
وزُفت إلى شَربٍ كرامٍ فمهْرجوا | بها مِهْرجاناً غاب عنه مَناحسه |
وحَفَّته في أفقِ السماءِ سُعودُهُ | وفي الأرض خِيرياته ونَراجسه |
لدى ملك يأبَى له الزَّهوَ قَدْرُهُ | ويُزهَى به جُلاّسه ومَجالسه |
له راحة ٌ لو مَسّتِ الصخر أنبعت | جوانبُه ماءوأورق يابسه |
إذا وجهُهُ أو رأيُهُ أو فَعالهُ | تبلَّجن في ليلٍ تجلتْ حَنادِسه |
رأى الراح قدْماً والسَّماعولم تزل | مسددة ً آراؤُهُ ومَحادسه |
شعارِين يهتز الكريمُ عليهما | كما اهتزَّ صَمْصَامٌ جلتْه مَداوِسه |
إذا خامرا نفسَ امرىء ٍ زينا له | سدى أو ندى أو وِرْدَ موتٍ يُغامسه |
فضافاهما للمجد لا أنّ نفسهُ | إذا لم يَهزّاها لمجدٍ تُشاكسه |
وما البحر أضحى والبحارُ شِعابهُ | ولا اليث أمسى والليوثُ فرَائسُهْ |
بأصدقَ جوداً منه في كل أزمة ٍ | وبأساً إذا ما الرَّوْعِ ريعت فَوارسُهْ |
به أعتب الدهرُ المذمَّم أهلَهُ | فأثَّل راجيهوأمّل يائسه |
غدا يَبْتني ما يبتنيولو اكتفى | كفاه من المجد الحديثِ قَدامِسه |
ولكن أبَى إلاّ فعالاً بمثله | إذا ضاع إرثٌ يحرس الإرثُ حارسه |
فيا قائل السُّوءَى لتُطفِيء نورَهُ | وذلك نورٌ لا تبوخُ مَقابسه |
نَلِ النجمَ فاطمسْهوأنَّى تنالُهُ | ولو نلتَه ما خلتُ أنك طامسه |
أبا أحمدٍ.لا زال مجدُك غُصَّة ً | لكل حسودٍ أو يُواريه رامسُه |
حلفتُ لأَنت القائلُ الفاعل الذي | غدا المجدُ محبوساً عليه حَبائسه |
يراك إذا نال النظيرُ نظيرَهُ | نَظيرُك مثلُ النجم عَزّت مَلامسه |
رأستَ بني الدنياوليس بنازلٍ | بمنزلة ِ المرؤوسِ من أنت رائسه |
أَلا رُبَّ قولٍ قلتَهُ يا ابن طاهرٍ | أصاختْ له بعد الهدير قَناعسه |
وفعلٍ رآك الفاعلون فعلتَهُ | فأغضَواوكلٌّ ذلُّه لك عاكسه |
لك القولُ يستحيي ذوو القول بعدهُ | من القول حتى يترك النبسَ نابسه |
إلى الفعل يَستخذي له كلُّ فاعلٍ | من الناس حتى الأصيد الرأسِ ناكسه |
عجبتُ لمن أهدى لك الشعرَ تحفة ً | ومن قال شعراً وهو دونك خانسه |
أيهدي إليك الشعر بعد سماعِه | بشعرِك إلا غافِلُ القلب ناعسه |
وأنت الذي يدعو الكلامَ بقدرة ٍ | فيأتيه وَحْشي الكلامِ وآنسُه |
أذلك أم يَزويه عنك وقد رأى | عطاياك إلا عاثرُ الجَدِّ ناعِسه |
وأنت الذي سحَّ النوالَ بَنانُهُ | كما سحَّ غيثٌ ضاحك المُزنِ راجسه |
تكاد تعوق الشعرَ عنك عوائقٌ | إذا قاسه يوماً بشعرك قائسه |
فيَحدو به أنْ ليس للحمدِ بائعٌ | يراك وإن أَغْلى عليك تُماكسُهْ |
تقول الذي ينهى عن الشعر أهلَهُ | بكل طِرازٍ لم يَرَوا ما يجانسُه |
وتفعل ما يدعو إليهفكلُّهم | يكرُّ عليه عائداً فيُلابسه |
فتركهُمُ إياه إقرار أنفُسٍ | بأنك دون الإنس والجن فارِسه |
وقولُهُم إياه شكرٌ تقودهم | إليه بفعل لم تَشنْه خَسائسه |
عوائدَ عُرْفٍ يوقظ الشكرَ نخسُهُ | وكيف ينام الشكرُ والعرفُ ناخسه |
على أنهم مَنْ أحسن القول منهمُ | فمنكومن آثارِك امتار هاجسه |
تعلَّم ما قد قلتَهُ وفعلتهُ | فأهدى جنى الغرس الذي أنت غارسه |
لئن نَفِس الأعداءُ حظَّك إنهُ | لحَظٌّ جزيل لا يُعنَّف نافسه |
وإن بخس المُطْرون حقك إنهُ | لحقٌّ ثقيل لا يُظلَّم باخسه |
فعِش أبداً في خَفض عيشٍ وغبطة ٍ | وإن رَعمت من ذي شقاقٍ مَعاطسه |
ولا زلتَ في يومٍ ترنُّ قيانه | فكم لك من يوم أرنت معاجِسه |
ومعتركٍ ضَنْكٍ تلوح زِجاجهُ | وتبرقُ هِنْديّاته وقوانسه |
شهدت فضلَّت تُرّهات أخي المُنى | وقفَّت على آثارِهن بسَابسه |
أتاك مُدِلاًوالحمام يسوقهُ | ولم تنهه من قالِ سوءٍ عَواطسه |
يراني بعينٍ من غرور وباطلٍ | مُنًى من ضلالوالمنايا تشاوسه |
فلا قال والخطيِّ حولك بينه | فوارسُه كالغيل فيه عَنابسه |
بأرعنَ جرارٍعِراضٍ صدورُهُ | كثافٍ نَواحيهضخام كَرادِسه |
فذيدت أمانيه وهن خَوامِسٌ | وقد كان ممّا لا تُذاد خوامسُه |
وأورد حوضاً ظلَّ عقد ورودِه | يجود بماء النفس والبحرُ قالسه |
وكم من مُنًى حال المَنَى دون نيلها | وظنٍّ مُدِلٍّ خاس بالعهد خائسُهْ |
ومَنْ قامَسَ الحوتَ الملجِّج مرة ً | ليقمِسَه فالحوتُ لا شك قامسه |
وكم لك من ضِدٍّ أذاقتْه حتفَهْ | مَناصلُ موتٍ ناجزٍ ومَداعِسُهْ |
وآخر نجّاهُ نجاءٌ مُوائلٌ | إلى عُقر دارٍ أنت لا شك جائِسه |
عُنيتَ بأخلاق الزمان تروضُها | ليبأسَ عاتيهويَنعم بائسه |
مَنَحْتُكَها كالروضِ جادتْه دِيمة ٌ | بكت فوقه حتى تَضاحك عابسه |
غدا بين مفتوقٍ وبين مكمَّمٍ | مُبَرْنَسة ً قُسَّانه وشَمامسُه |
يُصلِّي لقرن الشمس ميلاً رؤوسه | إليها إذا لم يتبع الريحَ مائسُه |
فطوراً تُولِّيه المجوسَ صلاتُهُ | وطوراً توليه النصارى بَرانسُه |
على أنه يُثني على الله نَشْرُهُ | بنُعمى غدٍ إذ لم يزل وهو غارسُه |
حَيَّا جاده وِسميُّه ووليُّه | يُراوحه طوراًوطوراً يُغالسُه |
إذا لم يُصِبه وابلٌ طلَّه الندى | فغادَره خُضراً حِساناً طنافسه |
وكنتَ إذا ما الشعر صينت بناتهُ | حقيقاً بأن تُجلَى عليك عرائسُه |
تقاعس شعري عن سواك فسُقْتُهُ | إليك فأضحى مُعْنِقاً مُتقاعسُه |