يا ناعيَ ابن رسول الله من البشرِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يا ناعيَ ابن رسول الله من البشرِ | ومُعلناً باسمه في البدو والحضَر |
لقد نعيتَ امرأً ظَلَّتْ لِمَصْرَعِه | قواعدُ الدين والدنيا على خطر |
لقد نعيتَ امرأً لم تَحْيَ مَكْرُمَة ٌ | إلاّ بهوبه سارت إلى الحُفَر |
لقد نعيتَ امرأً ما كنتُ أحسَبُهُ | ينعاهُ إلا هُوِيُّ الشمس والقمر |
لو فات شيء مدى ميقاته انكدرتْ | زُهرُ النجوم. من كل منكدَرِ |
يا ناعي ابن رسول الله مبتهجاً | لقد تفوهتَ بالكبرى من الكُبر |
سمعاً لها وإن سَكَّتْ مسامعنا | إن المسامع للناعين والبُشَر |
لا تَشمتوا واذكروا منجَى طليقكُمُ | وجوهُكُمْ يا بني العباس للعَفَر |
إن السيوف منايا كل معتزِمٍ | يلقى المنايا بعزمٍ غير منتشر |
للهِ همة ُ يحيى أين وجَّهَهَا | لو أنها شيَّعتهُ مُدة َ العُمُر |
بني النبيأما ينفك طاغية ٌ | مُغادِراً جَزَراً منكم على جزر |
بني نُتَيْلة َ ثَلَّ الله عرشَكُمُ | كم للنبي لديكم من دم هَدر |
ني نُتَيْلَة َكُفُّوا غَربَ جهلكُمُ | لا يصبِح السيفُ فيكم غيرَ معتذِر |
إن تَفجعونا بسهمٍ من كِنانتنا | فعندكم من ثَناه أبلغُ الخبرِ |
أو خاننا القدَر المحتوم فيه فقد | بقَّاكُمُ سَمَراً عفَّى على السمر |
ما زال يضربكم بالسيف عن عُرُضٍ | حتى لأَذعنتُمُ بالذل والصَّغَر |
أبقاكُمُ نُهْزة للناس كلِّهِمُ | أذِلَّة لا عدِمتم ذلة النَّفَر |
وكل يومٍ لكم أمثال سورتهِ | منا وسيفٌ أبيٌّ غير مزدجَر |
كذاك ما باخ منا بدرُ مملكة ٍ | إلا تلاهُ نظيرٌ غيرُ منتظر |
نحمي حمانا بأسيافٍ مجردة ٍ | مَقِيلُها قُلَّة ُ المستأسِد الأشِر |
إنا إذا صعَّر الجبار صفحتهُ | شفاءُ صفحتِه من ذلك الصَّعَرِ |
بسيفنا وبنا نلتم مراتبكم | لا بالطليق حليفِ العجز والخور |
إن السيوف التي أردَتْ أوائلَكُم | أسيافُناوبها نُردِي ذوي البطر |
مُعدَّة ٌ لكُمُ ما فُلَّ صارمها | ونحن أبناء تلك العُصبة الصُّبُرِ |
جَلَّى بنا الله تلك الجاهلية َ عن | آبائكم فاستبانوا مَطْرَح البصر |
وهذه جَهلة ٌ طَخْياء ثانية ٌ | بنا تَكشَّفُ بالخَطِّية السُّمُر |
لك الخمولُ وموتُ الذكر ليس لنا | أما سمعتَ بنا في سائر السِّير |
لطفلنا موقف تُغْضى الكُفاة ُ له | وسيفُهُ فيهمُ أمضى من القدر |
ما ضم سيفاً لنا غِمد ولا برحت | ضريبتاه من الأعداء والجَزر |
نأوي إلى بيت مجدٍ لا كِفاءَ له | أوفت به السُّورة العُليا من السُّور |
مدَّ النبيُّ لنا أطنابه فغدت | معلقاتِ العُرَا بالأنجم الزُّهر |
له من القابسين العلمَ آونة | والمعتَفين فناءٌ غير مُهتَجَر |
من زارنا فيه ألقى اللهُ حاضرهُ | ناهيك من حاضر فيه ومحتضَر |
من تعتصمْ يده يوماً بعصمتنا | يمسكْ بحبل متين غير ذي غَررِ |
لنا الشفاعة والحوض الرويُّ لنا | ونحن من خُصّ بالتقديس والطُّهُر |
يا يوم يحيى لقد أحييت داهية ً | دهياءَ للناس تبقى آخر العُصُر |
لقد أنخت على الأحياء من يمنٍ | ومن ربيعة َوالأحياءِ من مضر |
وعمّ فقدك أهلَ الأرض كلهمُ | لم يُبقِ ذا نفس منهم ولم يَذر |
إلا أناساً فسادُ الناسِ يُصلحهم | مثلَ الكلاب حياها مُمسَكُ المطر |
تالله لو أن مولاهُ أُقيد به | هذا الأنامُ لأَمسَى غير مثَّئرِ |
أيا قتيلَ رسول الله في رجب | يا أكرم الناس مخبوراً لمختبر |
ما خانك السيف إذ خانتك نصرتهُ | وفيه منتصَر يوماً لمنتصِرِ |
لئن تحكمتِ الأعداء فيك لقد | حَكّمتَ فيهم ظُبا الهندية البُتُرُ |
قلقلت جبارهم عن لعين مضجعه | رعباً ووكلته بالخوف والحذر |
أولغت في مُهَج الأعداء مرهَفة ً | من كل أزرَق نظّارٍ بلا نظر |
يا قاتل ابن علي وابن فاطمة ٍ | تَبّاً لسعيك في الإيراد والصدر |
يا قاتل ابن علي إن قتلَكَهُ | سيجني لك مرّاً من الثمر |
بأيِّ وجهٍ تلاقي الله معتذِراً | جلت خطيئتك العظمى عن العُذر |
خصيمُك الله فانظر كيف تخصمهُ | بل أنت أدحض خصمٍفوك للحجر |
لو شاركتْك بنو حواءَ في دمه | لكُبكبوا يا بن بنت النار في سقر |
ما بعدكم من يزيد في عداوته | آل النبي وقتلِ السادة الغرر |
عليكم لعنة الرحمن واقعة | في السر والجهر والآصال والبُكَر |
ومن سرى نحوه أو من أشار به | ومن نوى ذاك من أنثى ومن ذكر |
ومن رآه فلم يسمح بمهجته | ومن تخلف عنه غير مقتسَرِ |
خسراً لقوم أقاموا دينهم سفهاً | فيمن يزيد بوَكْس البيع محتقر |
وبارزوا الله في قربى النبي ولم | يرعوا له حرمة القربى ولا الإصر |
برّوا ذليلاُوعَقّوا الله واعتصموا | منه بحبلٍ ضعيف واهن المِرر |
سرى إليه عُداة الله فانْصَلتوا | مستأسِدين عليهم جلدة النمر |
مجاهدين بأسيافٍ مجردة ٍ | كأنما قصدوا للروم والخزرِ |
يا عصبة الشركما أعلى جدودكُمُ | لقد ظفرتم برب النصر والظفر |
لقد ظفرتم بمن ما هزّ مُنصلَهُ | إلا تَحكَّم في الهامات والقَصَر |
لقد ظفرتم بمن كانت أناملهُ | تقوم فينا مقام الرزق في البشر |
مهذب من رسول الله نسبتُهُ | بين الوصيِّ وسِبْطيه إلى عمر |
لهفي على خير مَيْتٍ بعد والده | وخيرِ منتسِب يوماً ومفتخِر |
إني لأعذل نفسي في الحياة وقد | قام النعيُّ به جذلانَ ذا أشر |
لأَفنين أفانينَ المديح له | مجاهِراً للأعادي غير مستتر |
وأمنح الود أهل البيت إنهُمُ | خير البرية لا بل خِيرة الخِير |
يا ليتني كنت فيمن كان شاهدَهُ | حياًوقفيت إذ قفى على الأثر |