ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماعلى الأحرار من رِقٍّ إذا | نَقَدوا شكرهم مَوْلى أيادِي |
إنَّما الرقُّ سِخابٌ لامرىء | لبس النعماء والكفرانُ بادي |
وكذا رقّ الأيادي لازم | جِيدَ من أنكره حتى التنادي |
والمقرُّونَ به قد خلعوا | طوْقَه عنهم بحكم غيْرِ عادي |
إنما النُّعْمَى صِفادٌ فإذا | لَقِيت شكراً فليست بصِفادِ |
ولقد كافأ بالنعمى امْرُوٌ | كافأ النعمى بإخلاص الودادِ |
إن يكن نُوِّلَ نيْلاً من يد | فلقد نَوَّلَ نيْلاً من فؤادِ |
فاغدُ في أمنٍ من الرقِّ ومن | سطوة الدهر وذل الاضطهادِ |
قد أوى جار الذي جاورته | خير مأْوى ورعى في خير وادِ |
العلاءُ المبتَني شُمَّ العُلا | مُنْجِد المنجود طَلاَّع النِّجادِ |
يَمَمَتْ همتُه قصوْى المَدى | فجرى جَرْيَ جواد لجوادِ |
تَجدُ المُتلَفَ من أمواله | واقعاً منه وقوع المستفادِ |
فهولا يفترُ من سَحِّ الندى | ببنانٍ سَبِطاتٍ لا جِعاد |
غيرُ لاهٍ باللُّهى بل عالماً | أنّ بذل العُرف من خير عتادِ |
مستزيداً في مَعَالٍ جمَّة | ليس فيها لامرىء من مستزادِ |
لاترى استطراف علْقٍ طارفٍ | شيمة ً منه ولا إلْفَ تلادِ |
كُلُّ ذخرٍ لمعاشٍ عنده | مُقْتنى ً من فضل زادٍ لمعاد |
بذل الدنيا بكفٍّ سمحة ٍ | مثلُها ضُمِّن أرزاق العبادِ |
وتولاَّها بعقلٍ راجحٍ | مثله قُلِّد إصلاحَ البلادِ |
سالكاً في كل فَجٍّ وحْدَه | حين لا يُوحشه طولُ انفرادِ |
غانياً عن كل إرشادٍ بما | فيه من فضل رشاد وسدادِ |
وكذاك البدر يسري في الدجى | وله من نفسه نورٌ وهادي |
لم يُكانفْهُ على الأمر امرؤ | إنه أوْحَدُ من قوْمٍ وحادِ |
حسْبه من كلِّ رأي رأيه | مُستشاراً في الملمَّات الشِّدادِ |
أصبح الناس سواداً حالكاً | وهُوَ الغُرَّة ُ في ذاك السوادِ |
فليعشْ مابقيتْ آثارُه | وهي أبقى من شَرَوْرَى ونَضَاد |