أُناديك يا من ليس في سمعه وَقْرُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أُناديك يا من ليس في سمعه وَقْرُ | نداءَ مُحقٍّ لا يُنَهْنههُ الزجرُ |
فهل يَسمع الإحسانُ والحسنُ والحجا | تظلُّمَ مظلومٍ ظُلامتُهُ الهَجر |
ومنعُ الجَدا المبذولِ حتى كأنني | لَقًى لا يُرجَّى فيه حمدٌ ولا أجر |
أَقاسمُدَع قَدْري وما يستحقهُ | وقَدرُك فارفعْهُ فما مثلُه قَدر |
وصِلْني بأعْفَى نائِليكَ مِنَ الجدَا | أو اليأسِ تُمْهَر حرمة ً ما لها مَهْر |
أَأَعدُو وأَمري لا يسوء مُنافسي | وأمرُك أمرٌ لا يعارضه أمر |
وقد أَمَّلتْك النفسُ بعد تحوُّمٍ | لأَبردُ من هذا على قلبيَ الجمر |
وكم رُمتُ صبراً إذا جُفيتُ وما أرى | إليه سبيلاً أو يُفاضحني الجهر |
على أن نفسي جَرَّبَتها فأُلْفِيَتْ | وليْلَتُها دهرٌ وساعتها شهر |
فصرِّحْ فتصريحُ الصريح شبيهُهُ | وحاشاك ضداكالخيانة ُ والغدر |
وصُنْ قدرَ نفسٍ عندها عَصبِيَّة ٌ | تُريها بحقٍّ أنّ تأميلك الوَفْر |
وتُقْنِعُها بالذُّل وهْيَ عزيرة ٌ | يُكانِفها من عزمها الصبر والنصر |
ولكنها مُنَّتْ بِمَنْزورِ حظِّها | لديك وهل شيءٌ تجود به نزرُ |
وطاب لها المعروفُ منكَ كأنما | بدا فيه طعمٌ من سجاياكَ أو نَشر |
وكلُّ غِنى ً في ظلّ غيركَ تافهٌ | ولو أنني كِسرى وداريَ اصْطَخر |
عرضتُ على نفسي الغِنَى منك تارة ً | ومِنِّيَ أُخرى والغِنى مِنَي الصبر |
فمالتْ إلى نيل الغنى منكإنهُ | غنى خالصٌوالصبر قِدْماً غنى فقر |
وأُقْسِمُ إن لم تُغْنِني أهنأَ الغنى | لأمْتَطينَّ الصبر إذْ حَرَن الدَّهْرُ |
ألا فامتعِضْ من قَوْلتي لك عندها | رَوِيتُ بريقي حين أظمأَني البحر |
ويا سوءتا للمجد والفخرِ بعدها | وقد حُقَّ أن يُستحسنً المجدُ والفخرُ |
ويا عَجَبَاًوالدهرُ جمٌّ عجيبهُ | أيُسْكِرُ ماءٌ حين لا تُسكْرُ الخمر |
ويا عجَباًوالدهر جم عجيبهُ | أَيُنْبِتُ طَلٌّ حين لا يُنبت القَطرُ |
ويا عجباَوالدهر جم عجيبهُ | أَيُقمِرُ نَجْمٌ حين لا يُقمِرُ البدرُ |
ويا عجباًوالدهر جم عجيبهُ | أتَبْهَرُ نارٌ حين لا يَبْهر الفجرُ |
أأدعو لِغَوْثي قاسماً وعزيمتي | فتُغْني ولا يُغْني ندَى كفهِ الغمرُ |
دعوتُ فما جاش الندى ودعوتها | فجاش بها قلب يُشَيِّعهُ صبر |
جرى وجرتْ فاستهدَمتْ وهْو واقفٌ | عجبت لهذا الأمرِ بل عَجِبَ الأمر |
ويَعضُدُني صبري ويُغْفِلُ قاسمٌ | مُعاضدَتي والعَقْر من زمني عَقر |
وقد سار مدحي شرقَ أرضٍ وغربها | وغنَّى به القوم المقيمون والسَّفرُ |
وقِيل مُرجِّي قاسمٍ ووليُّه | ونافَسني في ربح صَفْقَتيَ البَحْرُ |
لَعمرِي لقدغَوَّثْتُ غير مُقَصِّرٍ | ليجبر من حالي وقد أمكن الجبر |
وكم قائلٍأبلغتَ فيما تقولهُ | فقلتلقد غَنَّيْتُ إنْ ساعد الزَّمر |
أيُمطَرُ من صُغرَى بنانك جانبي | وقد أَمطرَتْ قوماً أناملُك العشر |
لئن كان نَذْراً منك ظلمُك حُرمتي | ومَدحي وتأميليلقد قُضِيَ النذر |
وإن كان ذنباً صِدقُ وُدِّي فإنني | مُصِرٌّ وإن عافانيَ الصَّفح والغُفر |
حُنُوّاً بني وهب علينافإنه | على ذاك منكم يصلح الناسُ والعصر |
لقد حزَّر الحُزَّار منكم لعبدكم | وفاءً وإفضالاً فلا يخطىء ِ الحَزر |
وماأهَّلوا بَذري لِذاك وإن زكا | ولكن لكم خِيمٌ يُريع به البَذر |
وبايعَ بعد الفتح قومٌ سبقتهم | فلِمْ أنا في نُعماك رِدْفوهُمْ صدر |
ولم يصفَ من شيءٍ صفاءَ طَويتي | فلِمْ شرْبُهم صفو ولِمْ مَشربي كدر |
وما جاش مَدٌّ مثلُ مدحيَ فيكُمُ | فلِمْ كسبُهم مَدٌّ ولِمْ مكسبي جَزْر |
وماليَ لا أنفك أبغي مُسَنَّداً | ولي مثلكُمْ ظَهْرٌ وما مثلكم ظهرُ |
عفاءٌ على الدنيا تفاحَشَ عَكسُها | فخاب بها مثليوفاز بها عمرو |
ألا إنها من صورة لقبيحة ٌ | مَنَ اللائي لا يرضى بها وجهك النضرُ |
وما بيَ إلا أنْ يراها مُمَيِّزٌ | فَيَتْبَعها من رأيه نظرٌ شزر |