لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لها ناظرٌ بالسحر في القلب نافثُ | ووجهٌ على كسبِ الخطيئات باعثُ |
وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا | تَنُوءُ به كثبانُ رمل أواعِثُ |
يُجاذِبها عند النهوض وينثني | بأعطافها فرعٌ سُخام جُثاجِثُ |
كأن صباحاً واضحاً في قِناعها | أناخَ عليه جُنْحُ ليلٍ مُغالثُ |
وتبسِمُ عن عِقدين من حَب مزنة ٍ | به ماثَ صفوَ الراح بالمسك مائثُ |
يغَصُّ بها الخَلخال والعاجُ والبُرى | وأثوابُها بالخَصْر منها غَوارثُ |
ربيبة أتراب حِسان كأنها | بناتُ أَداحٍ لم يَشْنهنَّ طامثُ |
غرائرٌ كالغِزلان حورٌ عيونُها | رخيماتُ دَلٍّ ناعماتٌ خَوانثُ |
يَعِدْن فما يُنجزنَ وعداً لواعدٍ | وهن لميثاق الخليل نواكثُ |
غَنِيتُ بها فيهنَّ والشملُ جامعٌ | وأغصانُ عيشي مورقاتٌ أَثائثُ |
وللهو مُهتادٌ أنيقٌ وللصبا | مَغانٍ بهِنَّ الغانياتُ لوابثُ |
يُمنِّيننا منهنَّ نجحُ مواعدٍ | أكفٌّ بحباتِ القلوب ضَوابثُ |
وأعيانُ غِزلانٍ مِراض جُفونها | لواحظُها في كل نفسٍ عوائثُ |
إذا هن قرَّبن الظما من نفوسنا | إلى الرِّي تُلقَى دون ذاك الهنَابثُ |
ويلحفنَ لا ينقُصنَ في ذات بيننا | على الدهر معهوداً وهنَّ حوانثُ |
وإن نحن أبرمنا القُوى من حِبالنا | أبى الوصلَ دهرٌ بالمحبين عابثُ |
ومختلفاتٌ بالنمائمِ بيننا | نوابثُ عن أسرارنا وبواحثُ |
يُباكرن فينا نُجعة العَتب بيننا | كما انتجع الوِردَ العِطاشُ اللواهثُ |
فبدَّدَ منّا الشملَ بعد انتظامِهِ | صروفٌ طوتْ أسبابنا وحوادثُ |
وكلُّ جديدٍ لا مَحالة َ مُخلِقٌ | وباعثُ هذا الخَلْقِ للخلقِ وارثُ |
وهنَّ الليالي حاكِماتٌ على الورى | بنقضٍ ولا يبقى عليهن ماكثُ |
وَمَنْ لم ينلْ مُلكَ المكارمِ باللُّهى | فأموالُهُ للشامتينَ مَوارثُ |
يسودُ الفتى ما كان حشوَ ثيابهِ | حِجاً وتُقًى والحلمُ من بعدُ ثالثُ |
وغيثٌ على العافينَ منهمرُ الحيا | وليثٌ هصورٌ للعُداة مُلائِثُ |
وصفحٌ وإكرامٌ وعقلٌ يَزينُهُ | خلائق لا يَخْزَى بهن دمائثُ |
وكَفَّانِ في هذي رَدَى كل ظالمٍ | وفي هذه للمُستغيث مَغَاوثُ |
فكن سيداً ذا نعمة ٍ غيرَ خاملٍ | وصُن منكَ عِرْضاً أن يُسبَّك رافثُ |