دارُ أمنٍ وقِرارِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
دارُ أمنٍ وقِرارِ | واعتلاء واقتدارِ |
ومعافاة وشكر | لا ابتلاء واصطبارِ |
أُسِست والطير بال | يمن وبالسعد جواري |
حلَّها بحر وأوفت | فوق بحر ذي غِمار |
وعليٌّ أشبه البح | رين حقاً بالبحار |
مَنْزل يشهد بالنْ | نُبل كُبارٌ لِكُبار |
لم يزل يبنَى بناء ال | مجد مرفوعَ المنار |
سبقَ السُّبّاق عفواً | غير مشقوق الغبار |
سَبْقَ وثاب الجراثي | م سبوحٍ في الخَبار |
سيد الكتّاب طُرّاً | ليس في ذاك تماري |
خيرُ دارٍ حلَّ فيها | خيرُ أرباب الديار |
وقديماً وفّق الل | هُ خِياراً لخيار |
بُنِيْتَ بالمرمر المس | نون والتبر النُّضار |
ولُباب الساج لابل | بِيَلَنْجوج القَماري |
واكتست ثوبَ بياضٍ | ليلُهُ مثل النهار |
فأتت زهراءَ تُعشى | بائتلاقٍ واستعار |
ذات لمعٍ واتضاحٍ | فهْي من نور ونار |
قُسِم الإشراقُ منها | بين سقف وجدار |
ألبِسَ الزّرّين والجِب | سين من بعد اختيارِ |
حين لم يرض شعاراً | لهما دون دثار |
عُلِّيَا الزَّينَ مراراً | كُرِّرتْ بعد مرار |
جنة تُذْكِرُ بالجنْ | نَة قلباً ذا اعتبار |
ذاتُ بُستانين قد زِي | نا بنَوْر وثمار |
في غصونٍ ناعماتٍ | مثل أوصال العَذارِي |
تتقي من يجتني من | ها بلين واهتصار |
في بقاع دَمثاتٍ | عطراتِ المستثار |
تتداعى الغُنُّ فيها | من قيان وقَمَار |
وتَراعَى الوحش فيها | من ألوف ونَوار |
جمعتْ وحش المقا | صير إلى وحش القفار |
كم بها سرباً من ال | وحش كحيلاً باحورار |
ذا رقابٍ كالمضاحي | وقرون كالمَداري |
كم بها سرباً من الإن | س له فيها تباري |
ذا وجوهٍ كالمرايا | وقدودٍ كالسواري |
تصرع الفارس منه | نّ عن الطِّرف المُطار |
أعينٌ فيهنَّ سكرٌ | دونه سكر العُقار |
وقديماً عجز الأس | وار عن ذات السوارِ |
يا لهاتيك وجوهاً | في ثياب الكَيْمُخار |
و الحريرِ الحرّ والعُصْ | فر مرفضِّ الشرار |
منظرٌ لا يسأل النْ | ناظر جوداً باغتفار |
من جميع الزَّين كاسٍ | من جميع الشَّين عاري |
كم بها من صُدُغ أسْ | وَدَ معشوقِ المَدار |
حول خدٍّ فيه ماءٌ | واقفٌ للعين جاري |
فيه لوعاتٌ وفيه | ريُّ أكبادٍ حِرار |
ذي عِذار يترك النْ | ناسك مخلوعَ العذار |
كم بها من شاربٍ أخ | ضرَ حلو المُسْتدار |
كسَرار الشهر بل أخ | فى مَخَطَّا من سرار |
تحته ثغرٌ يباهي | ه لدَى كلِّ افترار |
في فمٍ يَنْفح مسكاً | حين يدنو للسِّرار |
ملك عفٌّ تلقّى | كل فحش بازورار |
ما اكتسى مَلْبس شينٍ | لا ولا ملبس عار |
أنشأ الدار التي أن | شأ لإفراط اغترار |
بل بِنًى تُذْكِرهُ الجن | نة في خير عَقَار |
مَثَّل الفردوس في الدنْ | يا بليغاً ذا اختصار |
بمبان كالرَّواسي | وصِحانٍ كالصَّحاري |
وحَكاها في سناءٍ | ما اكتستْه من شَوارِ |
نُجِّدَتْ من خير نجدٍ | ملكتْ أيدي التِّجار |
ذا تماثيلٍ حسان | من صغار وكبار |
نشرتْ أسرة َ كسرى | دَسْتبْدا في دَوار |
أو رماة في طِرادٍ | خلف سربٍ أو صُوار |
أو رعيلٍ من حمير ال | وحش مشبوبِ الحِضار |
خلفَه كل حثيث الرْ | رَكض في نقعٍ مُثارِ |
كلهم مُشليٍ كلابٍ | مُسْلَهمّاتٍ ضَواري |
قد نحا سهماً لظبيٍ | أو لثور أو حمار |
مُتِّعتْ بالسيد المذ | كور في يوم الفخار |
وَلْينَم فيها خَليّاً | من همومِ وحِذار |
إنها من شكل دار ال | فوز لا دار البوارِ |
كعبة يعمُرها النْ | ناس بحج واعتمار |
طالبي فضل عليٍّ | وعطاياهُ الغِزار |
فهمُ بين أيادي | مُستماحٍ مُستجار |
مستماحِ المال في المع | روف محميِّ الذِّمار |
مستشارٍ حين تُخشَى | عَثراتُ المتشار |
أيها الجار الذي أص | بح مأمولَ الجوارِ |
والذي لا يصرف الآ | مِلُ عنه باعتذار |
أنزل الدار المُبَنّا | ة َ على سُقْيا القطار |
وعلى استقبال وجهٍ | من ربيع ذي اخضرار |
مُتوشٍّ باصفرار | وبياض واحمرار |
ذي نجوم من خُزَامَى | وشموس من بَهار |
وتَسربل ثوب عيشٍ | ليس بالثوب المُعار |
أخْلِق الدار التي أن | شأْتَ إخلاق الإزار |
أبْلِها في طاعة اللَّ | ه وجدِّد ألف دار |
ولْيطُل عمرك مسرو | راً بأيامٍ قصار |
يصِل الله بها خل | دك في دار القرار |
حيث لا تعدم في الدا | رين منه خير جار |
ليت شعري عنك هل أهْ | هَلت أمري لادّكار |
نظراً يُحسن أني | لم أدعْ حُسن انتظاري |