لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا زلتَ أبيضَ غُرَّة ٍ وأيادِ | تبدو لنا في سُؤدد وسوادِ |
خلعٌ عليكَ جمالُها وجلالُها | أيامُها للناس كالأعيادِ |
قسماً لقد رضيتك أعينُ معشر | من وامقين وشانئين أعادي |
أقبلتَ في جيشٍ يُظلُّك ليلُهُ | وإليكَ منك لكل عينٍ هادِي |
متدِّرعاً خلعاً أنستَ بلُبسها | أنس المعوَّد لبسها المعتادِ |
طُرفاً علت شرفاً تليداً لم تزل | متعهِّداً من مثلها بتلادِ |
خلع الإلهُ عليكَ يومَ لبستها | هديَ الشَّكور وبهجة المزدادِ |
وكساك من خلعِ القلوب محبة ً | كمحبة ِ اللآباءِ للأولادِ |
فظللت في خلع تفاوت نجرُها | خافٍ تلاحظه العقول وبادِ |
عُمِّرتَ تنهض في مراقٍ عفوها | عفوُ الحدور وأنتَ في إصعادِ |
تغدو وأنت جوى ً لأكباد العدا | وقلوبهم وندى على أكبادِ |
وإخال أن عِداك قد عطفتهم | كفَّاك بالإرفاد فالإرفادِ |
ولقد أردتُ جزاءهم بفعالهم | فعلمت أن العرف بالمرصادِ |
يا من أرى حساده استحقاقه | للحظِّ فاستدعى هوى الحسادِ |
حسنٌ وإحسان إذا ما عُوينا | ردّا عليكَ ولاء كلَّ مُعادي |
من ذا يُعادي البدر أمسى منعماً | نُعمى عفوٍّ للذُّنوبِ جوادِ |
كم من يدٍ بيضاء قد أوليتها | تثني إليكَعنانَ كلَّ ودادِ |
شكر الإلهُ صنائعاً أسديتُها | سُلكت مع الأرواحِ في الأجسادِ |
وعفا نُبوُّك عن وَلِّيكَ إنهُ | أحدوثة ٌ في جانبِي بغدادِ |
ومن الزيادة في البلية أنني | أصبحت في البلوى من الأفرادِ |
أرني سواي من الذين صنعتهم | رجُلاً نسخَت صلاحه بفسادِ |
إني أعوذ بيُمن جدِّك أن أرى | بعد الدنوِّ رهينة َ الإبعادِ |