لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ | وطولُ بقاء ليس من بعده بَعدُ |
تأمَّلْ وأنتَ المرءُ ينظر نظرة | فلا غَورَ إلا وهو في عينه نجدُ |
ذكاءً وإشرافاً على كل غامضٍ | يقصّرُ قِدماً دون عفوهما الجُهد |
ألم تر أن الجدَّ مذ كان سيِّد | وأن الوَنَى في كل عارفة عبْدُ |
وتكميلُ معروف الكريم بحشده | وأسديتَ معروفاً وقد بقي الحشْدُ |
ولستُ براضٍ منك ما لستَ راضياً | ولستَ براضٍ غير ما يرتضي المجد |
إذا ما قصدتَ الأمرَ أول قصْدِه | ولم تَتْلُها أخرى فما حَصْحَصَ القصد |
ولا عمدَ لم يحفزهُ عمدٌ مؤكَّدٌ | من المرءِ إلا أشبهَ الخطأَ العمدُ |
وعنديَ أمثالٌ لذاك كثيرة | سَيَحْدُو بها في البر والبحر من يحدُو |
إذا ما عقدتَ العَقد ثم تركته | ولم يَثْنِهِ عِقْدٌ وهى ذلك العَقْد |
وما النّهْلُ دون العَلِّ شافي غُلَّة ٍ | وإن ساعدَ الماءَ العُذُوبة ُ والبردُ |
ولا البرقُ دون الرعدِ ضامن مَطْرة | ولكن إذا ما البرقُ عاضده الرعدُ |
وما العينُ عيناً حين تفقد أختَها | ولا الأذنُ أذُناً ما طوى أختَها الفقْدُ |
وما اليدُ لولا أختُها بقويَّة ٍ | ولا الرجل لولا الرجل تمشي ولا تعدو |
ولا كلُّ محتاج إلى ما يشدُّه | يُسَفْسِفُ إلا والوهاءُ له وكدُ |
فعزِّز كتاباً منك وتراً بَشْفعه | فما عزَّ إلا الله مُستنجَدٌ فردُ |
ترفَّعْ عن التعذير غير مُذمّم | إلى شرف الإعذار يخلصُ لك الحمدُ |
وزدنا من الفعل الجميل فلم تزلْ | تَكرَّمُ حتى يعشق الكَرمَ الوغدُ |
وبعدُ فإني يا قَريعيْ زماننا | مُبِثُّكُما وجدي فما مثله وجدُ |
ألا فاسمعا لي إن شكوتُ فطال ما | شدوتُ بمدحي فيكما فوق من يشدو |
عَميدَيَّ ما بالي حُرمت جَداكما | ورأيُكما رأيٌ وعهدكما عهْدُ |
أعندي مُنقضُّ الصواعق منكما | وعند ذوي الكفر الحيا والثرى الجعدُ |
وتحتيَ نعلي تخبطُ الأرضَ جُهدَها | وتحت سِوايَ السَّرجُ والسابح النهدُ |
ولا غَروَ أن تحظى عَليَّ عصابة | لوت حمدها والحمدُ عندي والحقد |
كذا والوهد تحظى بالسُّيول على الرُّبا | ويُعشبن بَدءاً قبل أن يُعشِبَ الوهدُ |
متى أنصرفْ بالوجه والقلبِ عنكما | وأغدُ على حرٍ فحُقَّ ليَ الحردُ |
شهدتُ لقد أشقيتماني وإنما | تقدم لي بالحظِّ لا الشّقوة ِ الوعدُ |
أُرجِّي فما أرجو ضمانٌ لديكما | وأخشى فما أخشاه عندكما نقدُ |
وماهو إلا واقع العتبِ منكما | وهل مثلهُ حبسٌ وهل مثلهُ جلدُ |
وما لي من ذنب وإن براءتي | وعذريَ مما لا يغيبهُ الجَحدُ |
أتنُبو بي الدنيا على حين لينها | وقد سكن الزلزال وامتهدَ المهدُ |
وقد ضم عَنَزَ الأهل والذئبَ مرتعٌ | وأصبح ظبيالرَّملِ صالحهُ الفهدُ |
أمالي إلى أن تجمعا لي رضاكما | سبيلٌ ولا يجري بذلك لي سعدُ |
أمالي إلى أن تغدوا صدرَ مجلس | مساغٌ فلا يغدوا ابن حظ كما أغدوُ |
هنالكَ تجري لي سعوديَ كلها | فيحيا الشباب اللدنُ والزمن الرغدُ |
تعاديتما والحسنُ والطيب فيكما | كما يتعادى النرجس الغضُّ والوردُ |
وما الحسنُ والطيب الذي قد حويتما | سوى فضل أخلاق محامدها سردُ |
وعلمٍ وحلم لا يوازن بعضهُ | شَرَورى ولا رضْوَى وعروى ولا رقدُ |
عذلتكما عذلي وليس بجارح | فإن كان عذلاً جارحاً فهو القصدُ |
له النخسة ُ الأولى وينفع غبُّهُ | وما زالَ مني نحو نفعكما صمدُ |
بذوركما فاستصلحاها لتجنيا | صلاحًا إذا ما الرَّيعُ حصَّلهُ الحصدُ |
وإياكما والبغيَ خدناً فإنهُ | ذميم دميم في أحاديث من يندو |
وعلمكُما بالرشدِ ما قد علمتما | ونحوكما نصُّ المشاورِ والوخدُ |
وبالله ما مقدار دنيا تُنُوفستْ | بمثلٍ ولا عدلٍ لبعض الذي يبدو |
وما أنا إلا ناصح متحرِّقٌ | بحبكما حتى يشقَّ له اللحدُ |
وما زُلتُ عن رأيٍ ولا حُلتُ عن هوى | ولا قلتُ حتى قيل لي حجر صلدُ |
وفدتُ وآمالي ومدحي عليكما | ولا عذرَ مالم يغش وفدكما وفدُ |