للناس عيدٌ ولي عيدانِ في العيدِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
للناس عيدٌ ولي عيدانِ في العيدِ | إذا رأيتُكَ يابن السَّادَة ِ الصَّيدِ |
إذا هُمُ عيّدُوا عيدين في سَنَة ٍ | كانت بوجهك لي أيامُ تَعْييدِ |
قالوااستهلَّ هلالُ الفطرقلتُ لهم | وجهُ الأمير هلالٌ غيرُ مفقودِ |
بدا الهلالُ الذي استقبلتُ طلعَته | مقابلاً بهلالٍ منك مسعودِ |
أجْدِدْ وأخلقْ كلا العيدينِ في نِعمٍ | تأبى لهنَّ الليالي غير تجديدِ |
إن قاد صِنُوكَ جيشَ العيدِ عُقبَتَهُ | فما اختَللتَ لفقدِ الجيش في العيدِ |
بلْ لوْ تَوحَّدْتَ دونَ النَّاسِ كُلّهمُ | كنتَ الجميع وكانوا كالمواحيدِ |
عليك أُبَّهة ُ التأميرِ واقعة ٌ | لا بالجنود ولا بالضُّمِّرِ القُودِ |
أنتَ الأميرُ الذي ولّتْهُ همَّتُهُ | بغير عهدٍ من السلطان معهودِ |
ولاية ً ليس يجبي المالَ صاحِبُها | بل الرَّغيبينِ من حَمدٍ وتَمجيدِ |
هل الأميرُ سوى المُعدى بنائله | على عَداءِ صُروفِ البيض والسُّودِ |
وأنتَ تُعدي عليها كلَّما ظَلمَتْ | يا بنَ الكرام بِرِفدٍ منك مَرفُودِ |
فَليصنع العَزْلُ والتَّأميرُ ما صنعا | فأنت ما عشْتَ والي إمْرَة ِ الجُودِ |
تلكَ الإمارة ُ أعلاها مُؤَمِّرُها | أنْ يملكَ الناسُ منها حلَّ معقودِ |
عطَّية ُ الله لا يبتَزُّها أحدٌ | ليستْ كشيء مُعادٍ ثمَّ مَردُودِ |
لو كنت أزمانَ وأدِ الناسِ ما وأَدُوا | أحْيا سَماحُك فيهمْ كُلَّ مَوؤودِ |
فما يضرُّك ما دار الزمانُ به | وأنت حَالَيْكَ في سِربالِ مَحسُودِ |
هذا على أنه لافرقَ بينكما | وحُقَّ ذلك والعُودانِ من عُودِ |
أضحى أخوكَ على رَغمِ العِدا جَبلاً | ينوءُ منك بركْنٍ غير مَهدودِ |
تَظاهرانِ على تَقوَى إلهكُما | كلا الظَّهِيرينِ مَعضُودٌ بمعضُودِ |
فالشَّملُ مُجَتمِعٌ والشَّكلُ مؤْتَلِفٌ | والأزْرُ بالأزر مَشدُود بمشدودِ |
والمِرتَّانِ إذا ما الْتَفَّتا وفَتا | بمُسْتمرٍّ من الأمْراسِ مَمسُودِ |
ما زادَ كلُّ ظَهيرٍ أمرَ صاحبهِ | بأمرهِ غير تَثْبِيتٍ وتأييدِ |
كَلاّولا زاد كلٌّ مَجْدَ صاحبه | بمجدهِ غير تَوطيدٍ وتشييدِ |
فالعزُّ عزُّكما والمجدُ مَجدُكما | ومنْ أَبى ذاك مَوطُوءُ اللَّغَاديدِ |
كُلٌّ يرى لأخيه فضل سؤددهِ | وكنتما أهل تفضيلٍ وتسويدِ |
مات التحاسدُ والأضغانُ بينكما | فمات كلُّ حَسُودٍ موْتَ مَكمودِ |
وَرُدَّ كلُّ تَميمٍ كان ينفثُهُ | راقي الوشاة ِ فعَضُّوا بالجلاميدِ |
لا زال شَمْلَ اجتماع شَملُ أمركما | وشملُ أمر الأعادي شَملَ تَبديدِ |
إن قيل سفيان يأبى الغمدُ جَمعهما | فأنتما مُنصلا سلٍّ وتجريدِ |
لا تحوجانِ إلى غمدٍ يضمُّكما | كلاكما الدَّهرَ سيفٌ غير مغمودِ |
مُجرَّدانِ على الأعداءِ قد رَغبا | عن الجفون إلى هامِ الصَّناديدِ |
مؤلَّفان لنصر الله قد شُغلا | عن التَّباغي بطاغوتٍ ومرِّيدِ |
ما في الحسامين مأمورٌ بصاحبه | عليكما بِرِقاب العُنَّد الحِيدِ |
للسِّيفِ عن قَطع سَيفٍ مثلِهِ ذَكرٍ | مندوحة ٌ في رقاب ذات بأويدِ |
فليُعنَ بالمثلِ المضروب غيركما | فليس معناكُما فيه بموجودِ |
لا تعجَبَا من خصَامي عنكُما مثلاً | قد سارَ ما سار في العمران والبيدِ |
فكم خَصَمْتُ بِحُكْم الحقِّ من مَثَلٍ | قدْ أبَّدَتْهُ الليالي أيَّ تأبيدِ |
هَذا لِذاك وَهذا بْعدَهُ قسَمٌ | بِمشهدٍ من جَلال الله مشهودِ |
ما اليومُ يمضي وعيني غَيرُ فائزة ٍ | بِحَظِّهَا منك في عُمري بمعدودِ |
لكن تطاولتِ الشكوى بِقائدَتي | فكنتُ شهراً وحالي حالُمصفُودِ |
شُغِلتُ عنك بعُوَّارٍ أكابدُهُ | لا بالملاهي ولا ماءِ العَناقيدِ |
ولو قَعَدتُ بلا عذْرٍ لَمَهَّدَ لي | جميلُ رأيك عُذري أيَّ تمهيدِ |
قاسيتُ بعدَك لا قاسيتَ مثلهُما | نهارَ شكوى يُبارِي ليلَ تسهِيدِ |
أمسي وأصبحُ في ظلماءَ من بَصَري | فما نهاريَ من لَيلي بمحدودِ |
كأنَّني من كلا يومي وليلته | في سرمدٍ من ظلام الليل ممدودِ |
إذا سمعتُ بذِكرِ الشمسِ اسفنِي | فَصَعَّدَتْ زفراتي أيَّ تصعيدِ |
وليس فقدُ ضياء الشمس أجزعني | بل فقدُ وجهك أوهى رُكنَ مجلودي |
لا يطمئنُّ بجنبي لينُ مُضطجع | وما فراشُ أخي شكوى بممهودِ |
أرعى النُّجومَ وأَنَّى لي برِعيتهَا | وطرفُ عينيَ في أسرٍ وتقييدِ |
وإنَّ من يتمنَّى أن يواتيهُ | رعيُ النُّجوم لمجهُودُ المجاهيدِ |
وضاقَت الأرضُ بي طُرّاً بَما رَحبتْ | فصارَ حَظِّيَ منْها مِثلَ ملحودي |
فلم تكنْ راحتي إلا مُلاحظتي | إيَّاكَ عن فكر قلب جدِّمجهودِ |
وكمْ دعوتُك والعزاءُ تعصبُني | وأنتَ غاية ُ مَدعى كلِّ منجودِ |
وقد تبدلت من بلواي عافية ً | بحمد رَبٍّ على الحاليْنِ محُمودِ |
فافتح لعبدك بابَ العُذر إنَّ لهُ | قدماً بلطفكَ باباً غير مسدودِ |
يا من إذا البابُ أعيا فتحُ مُقفلهِ | ألقى الدُّهاة ُ إليه بالمقاليدِ |
بنجم رأيك تُجْلَى كُلُّ داجية ٍ | يُبَلَّدُ النجْمُ فيها كُلَّ تبليدِ |
فإن تماريتَ في عُذري وصحَّتِه | فاجعلهُ غفرانَ ذنب غير مجحودِ |
وما تعاقبُ إن عاقبتُ من رجلٍ | بسوطه دون سوط النَّقْم مَجْلُود |
حْبي بجُرمي إلى نفسي مُعاقبة ً | إن كنتُ أطردتْ نفسي غير مطرودِ |
فإن عفوتَفما تنفكُّ مُرتَهناً | شكراً بتقليد نُعمَى بعدَ تقليدِ |
تُطَوِّقُ المَنَّ يُوهي الطَّوْدَ مَحمَلُهُ | وإنَّهُ لخفيفُ الطوق في الجيدِ |
تَمُنَّ ثم تَفُكُّ المنَّ مجتَهداً | عن الرقابِ فيأبى غَيرَ تَوكيدِ |
وإن سطوتَ فكمْ قوَّمتَ ذا أودٍ | تَقويم لَدنٍ من الخطِّيِّ أملودِ |
يابنَ الأكارِم خذْها مِدْحة ً صدرتْ | عن موردٍ لك صافٍ غيرِ مورودِ |
لا فضل فيه سوى ما أنت مُفضلهُ | فَشُربُ غيرك منه شُربُ تَصرِيدِ |
مكنونُ وُدٍّ توخَّاك الضَّميرُ به | ولم يزاحمكَ فيه شِركُ مودودِ |
تَوحيدُ مديحك دون الناس كلِّهمُ | سِيَّانِ عندي وإخلاصي وتوحيدي |
وما قصدتُ سوى حظِّي ومسعدتي | ولست في ذاك محفوفاً بتفنيدِ |
أنت الذي كلَّما رُمتُ المديح له | أجابني وضميري غيرُ مكدودِ |
بحري ببحرِك ممدودٌ فحقَّ له | أن لا يرى الدَّهر إلا غير مَثُمودِ |
أمددتَ شِعري بأمدادٍ مظاهرة ٍ | من المناقب لا تُحصى بتعديدِ |
وما رميتُكَ من وُدِّي بخاطئة ٍ | منِّي ولا فلتة ٍ عن غير تسديدِ |