مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ | مُسْتَقْبِلٌ آمِنَهُ المنْحُ |
خِرْقٌ إذا استَنْجَدْتَ معروفه | جاءك نصرُ اللَّه والفتحُ |
شاركَ فيه الحُسْنُ إحْسَانَهُ | وزال عنه القُبْحُ والقَبْحُ |
شُؤَبُوبُ غيثٍ مُصْعِقٍ مُغْدِقٍ | تَهْتَانُهُ الوابِلُ لا الرَّشْحُ |
أُلهُوبُ نارٍ فاستِنرْ واسْتَتِرْ | منه فقد أنذرك اللَّفْحُ |
في بَذْلِه وشْكٌ وفي بطشه | بُطْءٌ ولكنْ أمْرُهُ لَمْحُ |
ليس تَأَنِّيهِ وَنَى فَتْرَة ٍ | كلا ولا جِرْيَتُهُ جَمْحُ |
الخيرُ في مَرْضاتِهِ كُلُّهُ | وإنَّمَا سَخْطَتُهُ بَرْحُ |
كالسَّيف ذو لين لمن مسَّه | صَفْحاً وفي شفرته الذبْحُ |
فإنْ تَأتَّى لِلَظَى ناره | ذو نُهْيَة ٍ أطفأَها النَّضْحُ |
وإنْ قَدَحْتَ النارَ من فِكْرِهِ | في ليلٍ خَطْبٍ أثْقَبَ القَدْحُ |
أصبح مِنْ حِلْم ومِنْ عِزَّة | لم يَخْلُ من هَيْبَتِهِ كَشْحُ |
كالطَّوْدِ لا يَنْطِحُ لكنه | يُوهِي رُؤوساً شَأنُهَا النطحُ |
مَنْ ذَاكَ ذَاكَ الوائلي الذي | للشِّعْر في أوصافه سَبْحُ |
تَبْجَحُ عدنانُ بأيامه | طُرّاً وما مِنْ شأنِهِ البجْحُ |
ممن إذا قَرَّظَهُ مادحٌ | ساعدَه الإجْمَالُ والشَّرْحُ |
مرهوبُ شَيْبَانَ ومأْمُولُها | والجبل الشامِخُ والسَّفْحُ |
ذو الجود والبأسِ الذي باسمِهِ | جاد الْحَيَا وانْتشر السَّرْحُ |
ذو الرفْق واليُمْنِ الذي باسمه | فُلَّ الشَّبَا وانْدَمَلَ القَرْحُ |
مَنْ مَزْحُهُ جِدٌّ بِمعرُوفِهِ | يَفْدِيهِ قَوْمٌ جِدُّهُمْ مَزْحُ |
كم عائلٍ ليست له ضَيْعَة ٌ | وَلاَ بِهِ سعْيٌ ولا كدحُ |
أضحى أبو الصَّقْر له ضَيْعة ٌ | عُمْرَانُها التَّقْرِيظُ والمدحُ |
لوْلا نداه هلكتْ أُمَّة ٌ | لكنْ لها مِنْ رُوحِهِ نَفْحُ |
يُعْطِي ويُنْمِي اللَّه أموالَهُ | والبحْرُ لا يُنْضِبْهُ النَّزْحُ |
لا برحَتْ آلاؤُهُ في الورى | مَزْرُوعَة ً ما زُرعَ القمحُ |
أصْبَحَ سَمْحاً باللُّهَا في العُلاَ | فالشِّعْرُ فيهِ مِثْلُهُ سَمْحُ |
لَهُ نَثا ينْشُر أرْواحَهُ | مَدْحٌ له في مَالِهِ مَتْحُ |
كالمسْكِ مَجَّ الوردُ من مائِهِ | فيه وأذكاهُ به الجَدْحُ |