الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه | وإليه إنْ شحطتْ نَواهُ طِماحُه |
يغدو المحب لشأنه وفؤادُهُ | نحوَ الحبيب غُدُّوهُ ورواحُهُ |
عندي حديثُ أخي الصبَّابة عن حَشَا | لي لا تزال كثيرة ً أتراحُهُ |
وبحيث أرْيُ النحل حَدُّ حُمَاتها | وبحيث لذاتُ الهوى أبراحُهُ |
أصبحتُ مملوكاً لأحسن مالك | لو كان كمَّل حُسْنَهُ إسجاحُهُ |
لم يَعْنه أرَقِي وفيه لقيتُهُ | حتى أضرَّ بمقلتي إلحاحُهُ |
كلا ولا دمعي وفيه سفحتُه | حتَّى أضرَّ بوجنتي تَسْفَاحُه |
لا مَسَّه بعقوبة من رَبِّه | إقْلاَقُهُ قلبي ولا إقراحُه |
لولا يُدَالُ من الحبيب مُحبُّهُ | فتُدال من أحزانِهِ أفراحُه |
يا ليت شعري هل يبيتُ مُعانِقِي | ويدايَ من دون الوشاح وشاحه |
ويُشمُّني تُفَّاحَهُ أوْ وَرْدَهُ | ذاك الجَنِيُّ ووردُه تفاحهُ |
ظَبْيٌ أُصِحَّ وأُمْرضَتْ ألحاظُه | والحسن حيث مِراضه وصحاحُه |
يغدو فتكثر باللحاظ جراحُنا | في وجنتيه وفي القلوب جراحُه |
مَنْ قائلٌ عني لمن احبَبْتُهُ | هل يُنقعُ اللَّوْحُ الذي ألتاحُه |
هل أنت مُنْصِفُ عاشِقٍ مُتَظَلِّم | طولُ النَّحيبِ شَكَاتُه وصِياحُه |
قَسَماً لقد خيَّمْتُ منك بِمنزلٍ | ليَ حَزْنُهُ ولمن سِوايَ بطاحُهُ |
ما بال ثغرِك مَشْرَباً لِي سُكْرُهُ | ولِمن سواي فدتك نفسي راحُهُ |
نفسي مُعَذَّبة بِهِ من دونِهِ | ويُبَاحُهُ دوني ولست أُباحُه |
مِن دونِ ما قد سُمْتَنِي نسكَ الهوى | وغدا الصِّبا ولَبُوسه أَمساحُه |
ولكم أَبَيْتُ النصح فيك ولم يكن | مِثلي يَعَاف العذبَ حين يُمَاحُه |
ولقد أَقولِ لِمن ألحَّ يلومني | وإخاله لِحياطتي إلحاحُه |
ولقد أَقول لِعاذِلِي مُتَنَمِّراً | كالمسْتَغِشِّ وحقُّه استِنصاحُه |
يا من يُقَبِّحُ عند نفسي حبَّها | أرِنِي لحاك اللَّه أين قُبَاحُه |
أصدوده أم دَلُّهُ أم بُخلُه | أخطأتَ تِلك مِلاحه وصِباحُه |
لولا التعزُّزُ في الحبيب وملحه | ما حَلَّ للمستملِح استملاحُه |
وجَدا الأحبة ِ طيِّبٌ محظورُهُ | عند المحب ولن يطيب مباحُه |
أكفأتُ لومَك كلَّه ومججتُهُ | يا لائمي فامحِه من يمتاحُه |
وعساك تنصحني وليس لعاشِق | عين ترِيه ما يرى نُصَّاحُهُ |
ما كان أحْذَقَني بِصُرْمِ معذِّبي | لولا مُهَفْهَفُ خلقِهِ وَرَدَاحُه |
لكنه كالعيشِ سائِغُ شُهدِهِ | يُصبى إليه وإن أغصَّ ذُباحُهُ |
مالِي ومالَكَ هل أفوزُ بِلَذَّتي | وعليك وزر قِرافِها وجُنَاحُهُ |
كلا فلا تُكْثرْ مَلامك واطّرِح | عنك الهُذَاءَ فإنني طَرَّاحُهُ |
وأما لقد ظُلِمَ المعذَّل في الهوى | أَإليه مصروفُ الهوى ومُتاحُهُ |
أَنَّى يكون كما يشاء مُدَّبَّرُ | بِيَدَيْ سِواه سَقَامُهُ وصَحَاحُهُ |
مِنِّي اللَّجاجة في الهوى وسبيله | ومن العذولِ هريره ونباحُهُ |
وإلى ابن إسماعيل منه مُهَاجرى | ومِن الزمان إذا أُلِيحَ سِلاحُهُ |
حَسَنٍ أخي الإحسان والخُلق الذي | يبني المكارمَ جِدُّهُ ومُزَاحُهُ |
ومُسَائِل لي عنه قلت فداؤه | فِي عصرِنا سُمحاؤه وشِحاحُهُ |
ذاك امرؤ يلقاك منه فتى الندى | غِطرِيفه كَهْلُ الحجا جَحْجَاحُهُ |
حَسنُ المحيا كاسمه بَسَّامه | ضَحَّاكه لجليسه وضّاحُهُ |
يُمْسي ويُصْبِحُ مِن وَضاءة أمرِهِ | وكأنمَّا إمساؤه إصباحُهُ |
عَادَاتُه في ماله اسْتِفْسَادُهُ | وسبيلُه في مجده استصلاحُهُ |
يُرْجَى فيُوفِي بالمُؤَمَّلِ عنده | لا بل يَفُتُّ وفاءه إرجاحُهُ |
ومتى تعذَّر مطلب في مالِهِ | فبجاهِهِ وبيُمنِهِ استنجاحُهُ |
إن ابن إسماعيلَ مَفْزَعُ هاربٍ | قِدْماً وَمَفْدَى طالِبٍ وَمَراحُهُ |
دفَّاعُ جارِ حِفاظِهِ منَّاعُهُ | نَفَّاحُ ضيفِ سَمَاحِهِ منَّاحُه |
في شِيْمَتَيْهِ صرامة وسلامة | فهناك حَدَّا مُنْصُلٍ وصِفاحُه |
والسيفُ ذو متن يَلذُّ مِسَاسُه | لكنْ له حَدُّ يُهَاب كفاحُه |
لِرجاله منه اثنتانِ تتابعتْ | بهما له وتسايرت أمداحُه |
فَلِرَاهِب ألاَّ يَرِيثَ أمانُهُ | ولراغب ألاّ يريث نجاحُه |
في ظله أمِنَ النَّخِيبُ فؤادُه | وبجوده انجبر الكسيرُ جَنَاحُه |
هذا له إكرامُه ومقامُه | ولذاك عاجلُ رفدِه وسراحُه |
فإليه ينتعل القريبُ حذاءَه | وإليه يمسح سَبْسَبَاً مُسَّاحُه |
كم سائقٍ ساقَ المطيَّ يؤمُّهُ | حتى اقتدى بذلولِهِ ممْراحُه |
ولقد ترانا نَنْتَحِيهِ ودونَه | للعيسِ أغبرُ واسعٌ قِرْواحُهُ |
فيظل يَقْصُرُ للمسير طويلُه | ويبيت يُقْبَضُ للسُّرَى رحراحُه |
يطوي مدى السَّفر المُيَمَّم سَفْرُهُ | حَسَناً فيقرُبُ عندهم طَمَّاحُه |
وأحقُّ مطويٍّ مداه لقاطع | سَفَر تلوح لتاجرٍ أَرْباحُه |
ولكم كَسَتْ ظلماءُ ليلٍ وفدَه | ثوباً جديداً لم يَحِن إمحاحُه |
فهدتْ عيونَهُم له أضواؤه | وهدت أنوفَهمُ له أرواحُه |
شملَ التنوفة َ فائحٌ من نشره | قطعَ الفضاءَ إلى الأُنوف مَفَاحُه |
وَجَلا الدُّجُنَّة َ لائحٌ من نوره | كشف الغطاء عن العيون مِلاحُه |
لا تُخْطِئنَّ أبا عليٍّ إنه | بابُ الغنى وسؤاله مفْتاحُه |
عيث أظلَّ فبشَّرتْك برُوقُه | وَمَرَتْ لك النفحاتِ منه رياحُه |
ما زال يتبعُ بشرَهُ معروفُه | والغيثُ يتبعُ بَرْقَهُ تَنْضَاحُهُ |
أصبحتُ أشكره وإن لم يُرضني | إسقاطُه شأوِي ولا إرزاحُه |
وأذيع شكواه وإن لم يُشكِنِي | إنزارُهُ صَفَدِي ولا إيتَاحُه |
ألقى الكسوفَ على المديح وسيْبُهُ | كاسي المديح جَمَالَه فضَّاحُه |
فبما اعتلاه بدا عليه كسوفُه | وبما كساه تَلألأتْ أوضاحُه |
كائنْ لهُ حَزْمٌ إليَّ يروقني | حُسْناً ويَقْبُحُ عندي استقباحُه |
أنشدْته مدحي فأنشد طَوْلَهُ | تَئِقُ السَّمَاح بمالِه نَفَّاحُه |
صبُّ الفؤاد إلى الندى مُشْتَاقُه | طِرب الطِّبَاع إلى الثَّدَى مرتاحُه |
بعثَ الجَدا فجرت اليَّ رِغابه | من بعد ما عَسُرتْ عليَّ وِتَاحُه |
طِرْفٌ يغولُ الجهدَ منِّيَ عفوُه | بحر يُغَرِّقُ لُجَّتي ضَحْضَاحُه |
فكأَنَّ نائله أرادَ فَضِيحتي | مما اعتلى مَتْحِي هناك مِتَاحُه |
وإذا الجدا فضح المديح فَمُقْبِحٌ | يُعْتَدُّ من إحسانه إقباحُه |
يا آل حمَّاد تَقَاعَسَ أمرُكم | عن خَتْمِهِ وتجدَّد استفتاحُهُ |
أنتم حقيقة ُ كلِّ شيء فاضل | وذوو الفضائل غَيْرَكُمْ أَشباحُهُ |
والعلمُ مُقْتَسَمٌ فعندَ سواكُمُ | أفْيَاضُهُ ولديكُم أَمحاحُه |
أصبحتُمُ بيتَ القضاء فنحوَكُمْ | تَهْوِي بطالِب فَيْصَلٍ أطْلاَحُه |
وبِعَدْلِكُمْ أضحى مَراداً واسعَ ال | بُنْيَان فيه سُرُوحه وسَرَاحُه |
أصحابُ مالك الذي لم يَعُدُهُ | من كُلِّ علم محضُه وصُراحُه |
ذاك الذي ما اشتد قُفْلُ قضية | إلاّ ومن أصحابه فُتَّاحُه |
ولكم بحمَّادِ بن زيد مَمْتَحٌ | في العِلم يصدرُ بالرضا مَتَّاحُه |
لا يُخْدَع المتَعَلِّلُونَ ولا يَعُمْ | في البحر إلا الحوتُ أو سُبَّاحُه |
بحديث حمَّادٍ ومَقْبَسِ مالكٍ | يَشْفِي الأُحَاحَ من استَحَرَّ أحَاحُه |
لا يَبْعَدا من حالبَيْن كلاهما | يمْرِي الشفاء فَتَسْتَدِرُّ لِقاحُه |
وكأنما هذا وذاك كلاهما | من في محمَّد استَقَتْ ألواحُه |
ومُخَالِفٍ أضحى بكم مَغْمَودَة ً | أسيافُه مَرْكُوزَة ً أرماحُه |
خاطَبْتُمُوه بالجليَّة ِ فاتَّقَى | بيَدِ السَّلام وقد أظلَّ شِيَاحُه |
قسماً لقد نظر الخليفة ُ نَظْرَة ً | فرأى بنور اللَّه أين صلاحُه |
وإذا امرؤٌ وصل الفلاحَ بسعيكم | فهو الخليق لأن يَتمَّ فلاحُه |
أنَّى يخيبُ ولا يفوزُ مُسَاهِمٌ | والحاكمون الفاصلون قِداحُه |
علماءُ دين محمَّدٍ فقهاؤُه | صلحاؤه صُرحاؤه أقحاحُه |
واللَّه أعلم حيث يجعل حكمه | وإن امترى شَغِبُ المراء وقَاحُه |
ولئن مَحَضْتُمْ للخليفة نصحكم | ولَشرُّ ما يَقري النَّصيحَ ضَياحُه |
فلقد قدحتم لابن ليث قَدْحَكُمْ | حتى توقَّد في الدجى مصباحُه |
فرأت به عيناه أين خساره | ورأت به عيناه أين رَبَاحُه |
لمَّا استضاء بنوركم في أمره | عَمْروٌ أضاء مساؤه وصباحُه |
لولا مشورتكم لَنَاطَحَ جَدَّه | جَدٌّ يُبِيرُ مُنَاطِحِيه نِطاحه |
يا ليت شعري حين يُمْدَحُ مِثْلُكُمْ | ماذا تَراه يزيده مُدَّاحُه |
لكنكم كالمسك طاب لعينه | ويزيد حين تخوضه جُدَّاحُه |
لا زلتُمُ من كل عيشٍ صالحٍ | أبداً بحيث دِماثُهُ وفِسَاحُه |
بأَبي يَدٌ لَكُمُ صَنَاعٌ أصلحتْ | دهري وقد أعيا يدي إصلاحُهُ |
بيضاءُ وَادَعَني بها وثَّابُه | عمري وضاحكني بها مِكْلاحُهُ |
تاللَّه لا أنسى دفاع أكُفِّكُم | عنِّي البوارَ وقد هوى مِرْضَاحُه |
وإذا أظلَّني البلاءُ دعوتكم | فَبِكُمْ يكون زواله ورواحُه |
وشريدِ مدحٍ لا يزال مبارياً | سَيّاحُ سَيْبِ أكفِّكم سَيَّاحُه |
قدْ قُلْتُهُ فيكم ولم أر قائلاً | أنْبَأتَ عن غيب فما إيضاحُه |
والشكر مَنْتُوجٌ عليَّ نَتَاجُه | وعليكُمْ بالعارفاتِ لِقَاحُه |
والعرفُ أعجمُ حين يُولَى مُفْحَماً | وبأن يُضَمَّنَ شَاعِراً إفصاحُهُ |
أَسْمَعْت يا حَسنَ المكارم فاستمعْ | واكبِتْ عدوَّك أُسْمِعَتْ انواحُه |
أرِهِ مكارمَكَ اللواتي لم تزل | منها يطول ضُغاؤُهُ وضُباحُه |
خُذْهَا هدية َ شاعرٍ لك شاكرٍ | نطقت بمدحك عُجْمُهُ وفِصَاحُه |
نحوَ المُعَشَّقِ من حديِثك سَمْعُهُ | أبداً ونحو نسيمِكِ اسْتِرْواحُه |
أهدى إليك عقيلة ً من شعره | بِكْراً يَقِلُّ بمثلها إسماحُه |
فَامْهَرْ كريمَتَه التي أُنْكِحْتَهَا | كَيْمَا يطيبَ لدى النِّكاحِ نِكَاحُه |
لا تمنعنَّ مَهيرَة ً من مَهْرِها | إن السَّرِيَّ من الفِريِّ سِفَاحُهُ |
بَكَرَتْ عليك سلامة ٌ وكرامة ٌ | وعلى عدوِّك آفة ٌ تجتاحُه |