قالوا ابنُ يوسفَ مستوهٌ فقلتُ لهم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قالوا ابنُ يوسفَ مستوهٌ فقلتُ لهم | قُلتم بظنٍّ وبعضُ الظن مكذوبُ |
قالوا ألستَ تراهُ يا أبا حسنٍ | فَحْماً له قَصَبٌ ريانُ خُرعوبُ |
في جثة ِ الفيلِ مَكْنياً بكنيتِهِ | ولا محالة َ أن الفيلَ مركوبُ |
لا سيما وله وجهٌ به قحة ٌ | وعارضٌ كجبين الطير مَهْلوبُ |
وحوله غِلمة ٌ شُقْرٌ طَماطمة ٌ | كلُّ طويلُ قناة ِ الظهر مَعْصوبُ |
فقلت في دون هذا الأمر بيِّنة ٌ | للمُستدِل وعلمُ الغيب محجوبُ |
طولٌ وعرض بلا عقلٍ ولا اذدب | فليس يَحْسنُ إلاَّ وهو مصلوبُ |
وليس ينفع إلاّ وهو منبطحٌ | تحت الغُواة لُحرِّ الوجهِ مكبوبُ |
رمحُ طويل ولكن في جوانبه | شتّى وصُوم فخيرٌ منه أُنبوبُ |
فيلٌ وأَوْزَنُ منه لو يُوازِنهُ | في الحلم والعلم لا في الجسم يَعسوبُ |
وَدَّ ابنُ يوسفَ لوجُبَّتْ مَذاكِرهُ | وأنها باب نيك فيه منقوبُ |
يا ليثَ ثَفْرَ التي أدّتْهُ كان له | وأن أير أبي العباس مجبوبُ |
كيما يكونُ له بابان تدخلُهُ | عُجرُ الفِياشِ من البابين والحوبُ |
سيعلم الفَدمُ أني غيرُ تاركه | إلاّ وخُرْطومُهُ بالشتم معلوبُ |
عرضتُ حمدي عليه فاستخفّ به | وإن حمديَ في قوم لمخطوبُ |
وما المحامدُ ممن جُلُّ همِّتهِ | أيرٌ غليظٌ ومأكولٌ ومشروبُ |
زيدٌ يظل عبيدُ الله يخفضُهُ | أعجبْ بذلك والمفعولُ منصوبُ |
وسائلٍ لي عنهُ قلتُ مختلِقٌ | لكنهُ بهاتٍ فيه مثلوبُ |
يُكْنَى فيرتاع من تمثيل كنيتِهِ | له ابن بسَطام إن الشرّ مرهوبُ |
يُضحي ويمسي قراعاً من قوارعه | كأنه بتراب الخلق مطلوبُ |
ويحَ ابنِ يوسفَ ليت الويحَ عاجَلَهُ | فما يُدانيه في بلواهُ أيوبُ |
الحرُّ يضربُهُ والعبدُ يضربُهُ | إن الشقاءَ على الأشقَيْن مصبوبُ |
مَسَّاه بالضرب عبداهُ وصَحَّبهُ | بالضرب حرَّ من الفتيان مشبوبُ |
لله درُّ ابنِ بسطامٍ وصولتهِ | يومٍ استهلَّ عليه منه شُؤبوبُ |
ما زال يضرب منه يوم صادضفَهُ | زيداً وزيدٌ بحكم النحو مضروبُ |
ضرباً وجيعاً سوى العبيد لهُ | والضرب ضربان مكروه ومحبوبُ |
لا قُدِّستْ من أبي العباس جاعرة ٌ | ماء الفَياشل منها الدهر مسكوبُ |
فاضت مَنياً وسلحاً يوم عزَّرها | سوطُ ابن بسطام حتى السوطُ مخضوبْ |
يا من يُحاذرُ منه فَرْطَ بادرة ٍ | عند الخطاب لها حَرَّ والهوبُ |
إذا تطاوَل يوماً في مُطالبة ٍ | فكَنِّهِ يتطامنْ وهو مرعوبُ |
وذاك أن أبا العباس غادَرَة ُ | وقلُبه أبداً ما عاش منخوبُ |
هل سُبة ٌ يا أبا العباس تعلمُها | إلا وأنت بها في الناس مسبوبُ |
أم نُدبَة ٌ يومَ تلقى اللَّه أنت بها | عند اصطبارك للتطعان مندوبُ |
سُميتَ أحمدَ مظلوماً ولستَ بِهِ | كلاَّ ولكنْ من الأسماء مقلوبُ |