للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للحُريثيِّ أبي بكرٍ غَبَبْ | وله قَرنانِ أيضاً وذَنَبْ |
فإذا ما قال إنا عَجمٌ | قال قرناه جميعاً قد كَذَبْ |
وإذا ما قال إنا عربٌ | دفعتْ ذاك ولم ترضَ العربْ |
وإذا ما قال إني شاعرٌ | قيل حُذْ كلَّ شقيٍّ بالطَّرَبْ |
ما ترى لابن حُريثٍ حَسباً | أتُراهُ جاء من بَيْض التُّربْ |
كَتَمَتْهُ أمُّهُ آباءَهُ | فلهذا أنكر القومُ النسبْ |
ليتها أَنبتْهُ عن آبائه | فلقد صُوِّر في خَلقٍ عجبْ |
لك وجهٌ محكمٌ صنعتُهُ | ما تَرى عُقِّب إلا بعَقبْ |
جُثَّة ُ الكَشْخانِ تُنْبي أنها | جُمِعتْ نطفتُها من ألفِ أبْ |
كلُّ يومٍ لك فيهِ نسبٌ | زادك الرحمنُ في هذا التعبْ |
أنت ما تنفكُّ في تصحيحهِ | من عناءٍ واشتغالٍ ونصَبْ |
لستَ من نطفة ِ فحلٍ واحدٍ | أنت من كلّ قريبٍ وجُنُبْ |
عاب أشعاري وفي منزله | كلُّ عيبٍ ومخازٍ ورِيَبْ |
لم تَضِخ قطُّ له نسبتُهُ | كيف والأعراقُ فيه لم تَطِبْ |
أنا لا أشتُم إلاَّ أمَّهُ | فليزدني غضباً فوق غضبْ |
وليقُلْ ما شاء في شتمي له | إن طبعي شيمة ٌ لا مُكتَسبْ |
ما لمن يُغمَزُ في أنسابه | ولِعيبِ الشعرِ من أهل الأدبْ |
إنْ يكُنْ يطلبُ شتمي أمَّهُ | فلقد نال الذي مني طلبْ |
أو يكن بابن عِياضٍ فاخراً | فلعمري فيه فخرٌ وحَسَبْ |
ما ترى فيه لهُ من مَغْمزٍ | لا وأنسابِ حُريثٍ في النَسَبْ |
إنما ناك قديماً أختَهُ | ففَخارُ الوغدِ من هذا السَبَبْ |
كم لها من كربة ٍ فرَّجها | بالعياضيّ إذا الأمرُ كَرَبْ |
كلُكُمْ آلَ حُريثٍ عُرَّة ٌ | لعن اللَّه حريثاً وكَتَبْ |