(4) واجتمعنا للسفر - شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - أم هانئ
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تقول صاحبتنا:وفي مساء اليوم الموعود، حملنا أمتعتنا إلى المكان المرصود، وكانت أمتعة كثيرة ليست خفيفة، بل على العكس كانت ثقيلة، أعددناها لسفر بعيد، سيستمر إلى ثلاثة أشهر أو يزيد!
اجتمعنا عند السيارة، فكان زحام من الأقارب والرفقاء والجيرة، تكلفوا الحضور -جزاهم الله خيرًا- للوداع، فقد انتشر خبر سفر جمعنا وذاع. كنّا -كما سبق وذكرتُ- واحدًا وعشرين فردًا بالضبط، وهناك كانت المفاجأة: إن السيارة المعدة غير كافية لكامل العدد، ولا لحمل أمتعتنا صالحة أو مهيأة!!
فهاتف بذلك السائق زوج أختنا، الذي تعهد بتنسيق عمرتنا وسفرنا، فأجابه: لا بأس ولا مشاح، سنعد سيارة مناسبة في بكورة الصباح. فلما أخبرنا بذلك السائق، كان أكثر الجمع على هذا القول غير موافق!
- كيف نعود إلى بيوتنا، ألن نتخلف بذلك عن موعد سفرنا، فعاود السائق الاتصال بزوج أختنا، فأعلمه أن العصر من الغد هو موعد سفرنا، فلما أعلم القوم، استنكروا ذلك الأمر، وأجمعوا على السؤال: إذا كان موعد السفينة عصر غد، فلم جمعتمونا في مثل هذا الوقت !
ثم كانت خلافات، ومعارك كلامية، ومناقشات، وفي الأخير: أقسم منا الكثير على عدم العودة وأزمعوا البقاء في الشارع حتى الرحيل، كنا غرقى في خضم ذلك، بينما نسمع صلاة القيام فيما حولنا من المساجد، وتوافق قرب بيت إحدى أخوات الرفقة، فأصرت وأهلها على استضافة جميع أفراد الصحبة!
قالوا: "لم يبق إلا سويعات قليلة، هلموا إلى سحور وراحة يسيرة" فحملنا أمتعتنا إلى بيتهم، وأمضينا ما بقي من وقت عندهم، أما أنا فأكلت لقيمات ثم ذهبت في سبات، وبقي من بقي يصلي ويستغفر ما بقي من ساعات، وأيقظوني قبل أذان الفجر بساعة، وأزمع الذهاب إلى مكان السيارة كل الجماعة.
وكانت السيارة مناسبة بالكاد، وأصر السائق على الرحيل قبل أذان الفجر بلحظات، وهنا هببت مع من كان معي من الأخوات، والله لا نسافر إلا بعد تمام الصلاة، وكانت مناقشات، وعراك ومجادلات، وفي الأخير -بفضل الله- انتصرت الأخوات.
ويتبع.