لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ | سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ |
رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني | حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ |
ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ | لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ |
وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ | ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ |
يا من بذلتُ له المحبة َ مخلصاً | في كلّ أحوالي وكنتُ حبيبهُ |
ورعيتُ ما يرعى ومِلتُ إلى الذي | وردَتْهُ همتُهُ فكنتُ شَريبَهُ |
شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ | في هزله كُفْوي فكنتُ لعيبَهُ |
أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ | للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ |
وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ | يصف الصفاءُ لوارديه طِيبَهُ |
أَيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ | ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ |
ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ | ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ |
أأقولُ شعراً لا يُعابُ شبِيهُهُ | فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ |
ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغة ٍ | يُنسيهِ من رَعْي الصديقِ نصيبَهُ |
أَنَفِسْتَ أن أمررتُ عند خَصَاصة ٍ | سببَ الثراءِ وما وردتُ قليبَهُ |
إني أَراك لدى الورود مُواثبي | وإذا بدا أمرٌ أراك عقيبَهُ |
ولقد رَعَيْتَ الخِصبَ قبلي برهة ً | ورعيتُ من مرعى المعاشِ جديبَهُ |
فرأيتُ ذلك كلَّه لك تافهاً | وسخطتُ حظَّك واحتقرتُ رغيبَهُ |
شهد الذي أبْديتَ أنك كاشحٌ | لكنَّ معرفتي تَرَى تكذيبَهُ |
وإذا أرابَ الرأيُ من ذي هفوة ٍ | ضمنتْ إنابة ُ رأيهِ تأنيبَهُ |
ولقد عَمِرْتُ أظنُّ أنك لو بدا | منّي مَعيبٌ لم تكن لتعيبَهُ |
نُبِّئْتُ قوماً عابني سفهاؤُهُمْ | وشهدتَ مَحْفِلَهُمْ وكنتَ خطيبَهُ |
عابوا وعبْتَ بغير حقٍ منطقاً | لو طال رميُك لم تكن لتصيبَهُ |
ونَكِرتُمُ أنْ كان صدرُ قصيدة ٍ | ذِكْرَايَ غُصْنَ مُنعَّمٍ وكثيبَهُ |
فكأنكم لم تسمعوا بمُشَبِّهٍ | قبلي ولم تتعودوا تصويبَهُ |
الآنَ حين طلعتُ كلَّ ثَنيَّة ٍ | ووطئتُ أبكارَ الكلامِ وَثيبَهُ |
يتعنتُ المتعنِّتُون قصائدي | جَهِلَ المرتِّبُ منطقي ترتيبَهُ |
الآنَ حين زَأَرْتُ واستمع العدا | زأْري وأَنذرَ كَلْبُ شَرٍّ ذِيبَهُ |
يتعرض المتعرضون عداوتي | حتى يُهِرَّ ليَ المُهِرُّ كَلِيبَهُ |
الآنَ حين سبقتُ كلَّ مسابقٍ | فتركتُ أسرعَ جريهِ تقريبَهُ |
يتكلَّفُ المتكلفون رياضتي | لِيُطِلْ بذاك مُعَجِّبٌ تعجيبَهُ |
وَهَبِ القضاءَ كما قضيتَ ألم يكنْ | في محضِ شِعري ما يجيز ضريبَهُ |
هلاَّ وقد ذُوِّقْتَ دَرَّ قريحتي | فذممتَ حَازِرَهُ حَمَدْتَ حليبَهُ |
بل هبه عيباً لا يجوز ألم يكن | من حق خِلِّكَ أن تحوط مغيَبهُ |
فتكونَ ثَمَّ نصيرَهُ وظهيرَهُ | وخصيم عَائِب شِعْرِهِ ومُجِيبَهُ |
بل ما رضيتَ له بتركِك نصرَهُ | حتى نَعَبْتَ مع السَّفِيهِ نعيبَهُ |
فَثَلَبْتَ معنى محسِّنٍ وكلامَهُ | ثلباً جعلتَ كَبَدْيِهِ تعقيبَهُ |
حتى كأنك قاصدٌ تعويقَهُ | عمَّا ابتغاهُ وطالبٌ تخييبَهُ |
وأمَا وما بيني وبينَكَ إنَّهُ | عهدٌ رعيْتُ بعيدَهُ وقريبَهُ |
لولا كراهة ُ أن أُملِّكَ شهوتي | قهرَ الصديقِ محبتي تلبيبَهُ |
أو أن أجاوزَ بالعتاب حدودَهُ | فأكونَ عائبَ صاحبٍ ومَعيبَهُ |
سيَّرتُ قافية ً إليك غريبة ً | مَنْ سيَّرَتْهُ تضمنتْ تغريبَهُ |