أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً | لك المدحَ غيريَ إلا مُثابا |
وقد كدتُ من فَرْط ما شَفَّني | جفاؤُك ألاَّ أُسيغَ الشرابا |
ولو كنتُ أعرفُ لي إسوة ً | صبرتُ وعزَّيتُ قلباً مصابا |
ولكنْ مُنِعتُ الأَسا مثلما | حُرمتُ اللُّهى من يديك الرِّغابا |
وكنت قليلَ إسا المُرتجِي | إذا فاته صيِّبٌ منك صابا |
وأين إسا من عَمَمْتَ الورى | سواهُ بسيبٍ يفوتُ السحابا |
فلا زلتَ لا يجِدُ الحاسدو | نَ فيك سوى ذلك العابِ عابا |
بل اللَّه يفديك بالحاسدي | نَ من كل عابٍ دعاءً مجابا |
وإن كنتَ حَلأَّتني صادياً | وأوردتَ غيري حِياضاً عِذاباً |
تُجَأجِىء ُ بالوارديها سِوا | يَ ظلما وتُفرغ فيها الذِّنابا |
وإني لأرأفُهُم مَنسِماً | بساقٍ وأعفاهُمُ عنه نابا |
وأغزرُهم دِرَّة ً بعد ذا | كَ عَفْواً إذا الدَّر عاصَى العِصابا |
فما لعطاياكَ أضحت حِمى ً | عليَّ وأضحت لغيري نِهابا |
أظنُّك خُبِّرتَ أنّي امرؤٌ | أبَرُّ الرجالَ بشعري احتسابا |
وذلك أحسنُ ما في الظنون | إذا ما أخٌ بأخيه استرابا |
ولو غيرُك السائِمي ما أَرى | لشعَّبتُ للظن فيه شِعابا |
فقلتُ غبيٌّ كسا جهلُهُ | نواظرَهُ دون شمسي ضبابا |
ورانَ على قلبه رَيْنُهُ | فليس يُريه صوابي صوابا |
أذلك أو قلتٌ كان امرأً | رأى الجودَ ذنباً عظيماً فتابا |
هفا هفوة ً بالندى ثم قال | أنبتُ إلى اللَّه فيمن أنابا |
أذلك أو قلتُ بل لم يزلْ | أخا البخل إلا عِداتٍ كِذابا |
يُريغُ ثناءً بلا نائل | يُمنِّي أمانيَّ تُلْفَى سرابا |
إلى كل ذاك تميلُ النفو | س أخطأ ظنٌّ بها أم أصابا |
ولكن تنخَّلْتُ فيك الظنونَ | تَنَخُّليَ المدحَ فيك اللُّبابا |
وما ظنَّ من حَسَّنَ الظن فيك | فأنت الحقيقُ به لا المُحابى |
على أنني رجلٌ عاتبٌ | وعتبيَ أَهدى إليك العتابا |
سأبدي مَعَاتِبَ مكنونة ً | إذا هي لم تَبْدُ عادت ضِبَابَا |
قبلتَ مديحي وأَنشدتَهُ | أُناساً وأمسكت عني الثوابا |
وفيه سَرائر أُفشيتُهنْ | نَ إليك وكاتمتُهنَّ الحِجابا |
فللَّه أنتَ وما جئتَهُ | إليَّ لقد جئت شيئاً عُجابا |
أتهتك ستريَ عن خَلَّتي | وتُغْلق دون عطاياك بابا |
فلو كنتَ إمَّا أنلتَ امرأً | وإما سترت عليه وخَابا |
عُذِرْتَ ولكن كشفتَ الغطا | ء عنه ولَمَّا تُنِلْهُ الثوابا |
سوى أنَّ خالك لي مُبرِقٌ | بوارقَ يخطفنَ طرفي التهابا |
يشير إليَّ بإيماضه | ويعمد غير جنابي مَصَابَا |
وإنَّ جنابيَ لو جاده | لأزكى نباتاً وأزكى ترابا |
جناب إذا راده رائد | رأى المسك عند ثراه مَلاَبا |
وإن جادَهُ العُرْفُ أجْنَى جنى ً | من الشكر مستعذباً مستطابا |
فَحَتَّامَ تَخْطَفُ تلك البرو | قُ طرفي ويسقين غيري الذِّهابا |
رضيتَ بوعدك لي نائلاً | إذا شِمْتُ في أفقَيْك السحابا |
وما كنتُ بعتُك سترَ القُنُوع | لِتَنْقُدَني منه وعداً خِلابا |
ومن باع ستراً على خلَّة ٍ | بوعدٍ فأخْسِرْ به حين آبا |
ومن عَجَبٍ كدتَ تَجني به | عليَّ مشيباً يُعَفِّي الشّبابا |
دوام احتجابك عن رائدي | ولولاي لم يَرَ منك احتجابا |
وقد كان من قبلِ إيصالِهِ | هداياي أدنى جليسَيْك قابا |
فأقصاه ما كان يرجو به | إليك دُنُواً ومنك اقترابا |
فاعجِبْ بهاتيك من خطة ٍ | واعجبْ بألاَّ تُشيبَ الغرابا |
حلفتُ لَئِنْ أنتَ لم تُرضِني | لتنصرفَنَّ القوافي غضابا |