أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا جعفرٍ لا زلت مُعطى ً وواهبا | ومُكْسِبَ أموالٍ رِغابٍ وكاسبا |
طلبتُ كساءً منك إذ أنت عاملٌ | على قرية ِ النعمان تُعطى الرغائبا |
فأوسعتَني منعاً إخالُك نادماً | عليه وفي تمحيصه الآن راغبا |
فإن حَقَّ ظني فاستقِلْني بمُتْرَصٍ | يقيني إذا ما القُرُّ أبدى المخالبا |
وإن كان ظنِّي كاذباً فهْي هفوة ٌ | وما خلتُ ظني فيْئة َ الحُرِّ كاذبا |
وما كان مَنْ آباؤك الخيرُ أصلهُ | ولُبُّكَ مَجْناهُ ليمنعَ واجبا |
فعجِّل كسائي طيِّباً نحو شاكرٍ | سيُجنيك من حُرِّ الثناء الأطايبا |
وسلِّم من التخسيسِ والمطلِ بُغيتي | تكنْ تائباً لم يُضحِ راجيه تائبا |
أجِبْ راغباً لبَّى رجاءَك إذ دعا | إليك وعاصَى فيك تلك التجاربا |
ولا تَرجِعنَّ الشِعرَ أخيبَ خائبٍ | فما حَقُّ مَنْ رجَّاك رُجعاهُ خائبا |
ويا سَوْأتا إن أنت سوَّدتَ وجهَهُ | فأصبحَ معتوباً عليه وعاتبا |
يذُمُّك مظلوماً وتلحاهُ ظالماً | هناك فيستعدي عليه الأقاربا |
فإنَّ احتمالَ الحُرِّ غُرماً يُطيقه | لأَهونُ من تحويلِ سِلْمِ مُحارِبا |
عجائبُ هذا الدهر عندي كثيرة ٌ | فيابن عليٍّ لا تَزْدني عجائبا |
وإنّ اعتذاراً منكَ تِلقاءَ حاجتي | لأَعجبُ من أن يصبح البحرُ ناضبا |
ودَعْنيَ من ذكر الكساءِ فإنه | حقيرٌ ودع عنك المعاذيرَ جانبا |
نصيبيَ لا يذهب عليك مكانُهُ | فتَلْقى غداً نَصْباً من اللَّوم ناصبا |
رَزئنا جسيماً من لِقائك شاهداً | فعوِّض جسيماً من حِبائك غائباً |
رأيتُ مواعيدَ الرجال مواهِباً | وما حَسَنٌ أن تَسْترِدَّ المواهبا |
رجاءٌ وأَى عنك الرجاءَ فلا يكن | رَخاءٌ من الأرواح تَقْرو السباسبا |
علينا بنُعماكُمْ منّ الله أنعُمٌ | فلا تجعلوها بالجفاءِ مصائبا |
وَلاَتَكُ أُلهوباً من البرق خُلَّباً | فما زِلتَ شُؤْبوباً من الودْق صائبا |