أطلعَ اللَّهُ وجهَ شهرِكَ هذا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أطلعَ اللَّهُ وجهَ شهرِكَ هذا | يابن يحيى كوجِهكَ الميمونِ |
ثم جلاَّهُ عَنْ عواقبِ صدْقٍ | غَيُبها مثلُ غيبِك المأمون |
فلَعمري لما أظلَّكَ إلا | مُخبِتُ الجهرِ مخلصُ المكنون |
كالذي لم تزلْ عليه قديماً | مِن صيامٍ ومن تَجافي جُفون |
ما تعدَّيتَ فيهِ ما في سواهُ | من سجايا معروفة لك عون |
صمتَ فيه وقمتَ بعدَ صيامٍ | وقيامٍ من قَبْلهِ غيرَ دون |
لَمْ يصُمْ فُوك دون عينيك فيهِ | كصيامِ الأفواهِ دونَ العيون |
بل تغاضيتَ فيه عن حُرم اللَّ | ه فلم ترمِها بطرف شَفون |
وكعَمْتَ اللسانَ عن كلِّ هُجْرٍ | وحميْتَ الضمير رجمَ الظُّنون |
والحكيمُ العليمُ بالله معصو | م وليس المعصوم كالمفتون |
ما شكا منك حاشَ لله ما تش | كوه من ذي تمرُّدٍ ومجُون |
لا ولا كثرة التأفُّفِ منه | مثل ما يفعلُ الرَّغابُ البطون |
فانضُهُ سالِماً عليه موقَّى | بنحورِ العدا سهامَ المنون |
خفّفَ اللَّهُ ثِقله عنك ثقلاً | مع أجرٍ عليه لاممنون |