صباح من الغبش الحلو يفتح باب النهار |
نهار من الصحو إلا بقايا الغبار |
مدارس من أمل,و الأمل |
ترجل عن حلم في عيون الكبار |
إلى فرح يرتجل |
فمن أين خوذة هذا المسربل بالبقع السود؟ |
كيف انطوى العشب تحت الفتى و تلون بالزهر؟ |
خل كان يدري اله الجنود, |
بما سوف يدري إذا أطلقوا النار؟ |
اسمع صفارة, و أرى صوت حوامّة في السحابة, |
يرمي الجنود حروف الكتابة بالجمر, |
فالحال في حالة....... و يئن المضارع, |
والشارع الآن جملة حرب, |
دريئتهم كل راس و قلب, |
أصابوا النهار, |
إصابته غير قاتلة, |
فالرصاصة في كتف الفجر, |
و النهر يجري |
و روح العصافير تسري |
و ما هي إلا دقائق, |
ما هي إلا رقائق من شجر الورد و الصبر, |
حتى يطير الجناحان, |
والنهر يجري فلا يملا البحر, |
يصعد من رئة البحر البحر قوسا قزح |
و ما هي إلا حدائق كانت نساء, |
و أزواجهن, و طفلين |
حتى يسيل الصباح دماءً, |
تغذي مجنزرة بالوقود |
فيربض فيها اله الجنود و يضحك |
تبكي ملائكة غادرت قبر يوسف, |
تعجز عن أن ترد الكلام الذي , |
لم يصل, بعد,إسماع تلميذتين |
فأسمع دمع السحابة, |
من رامة الله تسري إلى طولكرم |
ونابلس و الخليل |
إلى خان يونس |
من صخرة القدس حتى رفح |
و تبكي ملائكة جاورت قبر يوسف |
سيدنا الخضر في بئر زيت |
سيدخل في كل موت |
و يخرج من نخلة ضربت موعدا ً للقيامة في عمق دير البلح |
و نعرف جنسية الدمع منذ بكى آ دم, |
يا فلسطين, |
يا دمعة الله، |
للحزن أن يترجل يوما ً, ليدخل,من بيت لحمك,طفل الفرح |
و نعرف ماذا يخبئ, في الدمع,هذا القطار |
ولكن أيرجع من ذهبوا؟ |
لقد ذهبوا ليعيدوا النهار |
و لكنهم ذهبوا |
و لسنا نكابر...بل هدنا التعب |
سنفقدكم كلما هدأ البيت |
هم عودونا:إذا حضروا يزهر الصخب |
سنفقد من يكسر الصحن, |
ينكسر الشر فينا |
ولا ينتهي الشغب الحلو, |
يا روحهم انت... يا شغب |
عزاء,و كيف العزاء بمن ذهبوا؟ |
أنزعم,في غفلة,أنهم هربوا؟ |
وعند المساء يجيئون بالكتب المدرسية, |
و القدس, |
و الفرح و المرتجي... والنهار |
سيبعث أصغرهم بكراريس إخوته.. ويدور الشجار |
و نضحك, |
نفتح نافذة فنرى أفقا ً لا تعكره البقع السود, |
يمضي الجنود و يبقى الصغار |
سنكتشف البحر, |
نسرح في السهل, |
نصغي لنبض الحصاة بقلب الجبل |
و نوقظ,من نومه,جبلا غارقا في الأمل |
سنفعل هذا و اكثر,نضحك ...نبكي |
سيصبح هذا ربابتنا...و سنحكي |
و لكن لماذا يباهتنا الدمع؟ |
يا أملا ذهبوا ليجيئوا به...فلتجئ |
و يا قمرا ذهبوا يقطفون لنا ضوءه..فلتضئ |
ويا غد... |
فلنبتدىء يا غد الغد يا غدنا |
لقد نام عمرا,و آن له أن يفيق الجبل |
وآن لنا..... |