أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ | طللاً لسعدا بالمحصَّبِ أو قصا |
تبعَ الرِّياحَ وكان يسألُ مفصحاً | عنْ ساكنيهِ فصارَ ينطقُ معوصا |
دمنٌ إذا شخصتْ لعينكَ أشرفتْ | نزواتُ قلبكَ يقتضيكَ مشخصا |
بعدتْ بآثارِ الأنيسِ عهودها | فوحوشها في نجوة ٍ أنْ تقنصا |
وكأنَّ جائمة َ الثِّغامِ بعقرها | أشياخُ حي جالسينَ القرفصا |
ولقدْ تعدُّ فلا تعدُّ بطالة ً | لكَ في ثراها بدِّدتْ بددَ الحصا |
أيَّامُ عيشكَ باردٌ متلوِّمٌ | وسواكَ ينهشُ عيشهُ مستفرصا |
وعليكَ منْ ظللِ الشَّبابِ وقاية ٌ | ظلٌّ لعمركَ حينَ أسبغَ قلِّصا |
ندمانَ سافرة ِ الجمالِ إذا احتمتْ | عيناً تنقَّبتِ البنانَ الرُّخَّصا |
ريَّاً إذا هزَّتْ لشغلٍ غصنها | أمرَ الكثيبُ وراءها أنْ تنكصا |
سمجتْ فغودرَ كلُّ ذنبٍ عندها | إلاَّ الخيالُ تكذباً وتخرُّصاً |
وعجبتُ منها والموانعُ جمَّة ٌ | منْ أنَّها وجدتْ إليَّ تخلُّصا |
طرقتْ وشملتها الدَّجى فأسرَّها | سيئاً ونمَّ بها الحليُّ فأوبصا |
مالي سمحتُ بحظِّ نفسي ذاهباً | في الغافلينَ وبعتُ حزمي مرخصا |
والدُّهرُ يوسعني إذا عاصيتهُ | لحظاً يسارقني التَّوعُّدَ أخوصا |
ولقدْ كفاني شيبُ رأسي عبرة ً | وعلى الفناءِ دلالة ً أنْ نقِّصا |
فلأركبنَّ إلى السلامة ِ غاربي | عودَ إذا وخدِ المهاري أو قصا |
أنسَ بأشباحِ الفيافي طرفهُ | لا يطبِّيهِ منفِّرُ أنْ يقمصا |
يطسُ الثَّرى ورداً وينصلُ أورقا | ممَّا ارتدى بغبارهِ وتقمَّصا |
متحرياً بهدايتي وأدائهِ | في حيثُ لاتجدَ القطاة ُ المفحصا |
في فتية ٍ يتبادلونَ نفوسهمْ | في الحقِّ أينَ رأوهُ لاحَ محصحصا |
ومسوِّمينَ ضوامرا أعرافها | تفلى بأطرافِ الرِّماحِ وتنتصى |
تبعوا هوايَ مكلفاً أو مؤثراً | وتعلَّقوا بي مازحاً أو مخلصا |
وإذا بلغتَ بناصحٍِ أو مدهنٍ | ما تبتغيهِ فقدْ أطاعكَ منْ عصى |
يشكو ملالي نافرٌ خلقي بهِ | ولقدْ اكونُ على التَّواصلِ أحرصا |
وتصبُّ نفسي غيرَ أنِّي لمْ أجدْ | خلاًّ سقاني الودَّ إلاَّ غصَّصا |
قدْ كنتُ أطلبُ منْ عدوي غرّة ً | فالآنَ أطلبُ منْ صديقي مخلصا |
كمْ صاحبٍ بالأمسِ صادفَ بطنة ً | فترتْ بهِ لمّا رآني مخمصا |
لمْ يلفِ لي عيباً وطالعَ عرضهِ | فرنا إليَّ بعيبهِ وتخرّّصا |
عدِّ بنِ أيّوبٍ ورضْ شيمي ترضْ | متراجعاتٍ عنْ سواهُ حيَّصا |
أنفقتُ كلَّ مودَّة ٍ أحرزتها | سرفاً ورحتُ بودِّهِ متربِّصا |
منْ معشرٍ شرعوا إلى حاجاتهم | أسلا كفتهُ مداهمُ أنْ يخرصا |
منْ كلِّ أرقشَ إنْ تأوّدَ ثقَّفتْ | منهُ البلاغة ُ أو تسدَّدُ أقعصا |
يتوارثونَ بهِ العلاءَ فسابقٌ | يمضي وقافٍ إثرهُ متقصِّصا |
ولدتْ حلومهمْ وهمْ لمْ يولدوا | منْ قبلِ أنْ قرعتْ لذي الحلمِ العصا |
كرماءُ حبَّبهمْ إليَّ كريمهمْ | إنَّ الهوى ما عمَّ حتَّى خصَّصا |
بمحمَّدٍ ردَّتْ على أعقابها | عنْ ساحتي غشمُ الحوادثِ نكَّصا |
أعطى فأغنا مسرفاً متعدّياً | ميسورهُ كرماً وودَّ فأخلصا |
وخبرتُ قوماً قبلهُ وخبرتهُ | فعرفتُ مولى السَّيفِ منْ عبدِ العصا |
تفدي ثرى قدميك قمّة ُ ناقصٍ | حزتَ العلا ملكاً وطرَّ تلصُّصا |
حرمَ السِّيادة ُ يافعاً فاستامها | شيخاً فكانَ كناكحٍ بعدَ الخصا |
لمّا جلستَ وقامَ ينشرُ باعهُ | جهدَ التَّطاولِ لمْ يجدِ لكَ أخمصا |
لو ذمَّ ما ألمِ المذمَّة ِ عرضهُ | ما ينقصُ العوراءُ منْ أنْ تبخصا |
وأنا الّذي سرَّ القلوبَ وساءها | ما حكتهُ لكَ مسهباً وملخِّصا |
وتناذرَ الشُّعراءُ مسَّ لواذعي | والجمرُ يحمي نفسهُ أنْ يقبصا |
واستمتني رقِّي فبعتكَ مرخصا | عنْ رغبة ٍ وكواهبٍ منْ أرخصا |