ذهب سعيدا في الموت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هو ذاك | كان صديقي | الذي فتح جسده يستقبل النصل | ليس مجنونا ولا طائشا | كان صديقي | الذي يفتح الكون باللغة | وضع شارة لمسيرة النخل | قال انتهى | ولم يكن يهجس بذلك ولا يستشرف | أسس لكلماته مناخا | وألقى بجسده في طريق الأقدام النحاسية | قال أنتهي مع النخل | سمع المطر في بكاءٍ والأرض تنشج | يهاجم المدينة بالقرية | ويحزم الحجارة بالعشب | أحداقه كالوقت | مزج الحبيبة بالوطن | وأسس لها مجدا من الكلمات | يقتحم يهاجم | حواره لغة تعلم الكلام | هو ذاك | وكان صديقي | مولعا بافتتاح الأفق والفروق | سريعا يصوغ مخلوقاته | سريعا يقول سريعا يفعل | وسريعا يموت | إلتفت يسأل فأدركه النصل | فتح جسده ودخل القتل | كأنه لم يطق الموت بلا موتٍ فمات | هو ذاك | صديقي الذي كان | صغيرا على الحب والشعر والوطن | صغيرا على الموت | لكنه مات | هو ذاك | الذي كنت صديقه | والذي لم أزل | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .