للبحر تحولاته .. أفسحوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ضيق ضيق | مثل بؤبؤ العين | أعني من يرى o | رأيت | ويضيق / أصغر بحر رأيت | لا يكاد يتسع لسعلة نورسٍ غريب | ولا تجد الأسماك الصغيرة فسحة | لكي تستدير | أديروا الكلام | وحدها اللغة تخلع الصور وتوزعها | لست / وحدها اللغة | فيدخل البحر في الأروقة | أصغر من غرغرة القواقع | مخنوقة | حتى لكأنه لا يكفي قبعة للجزيرة الوحيدة | في البرد تظل الجزيرة الوحيدة | مكشوفة الرأس وتظل وحيده | ترسل الريح أخبارا لها | والعاصفة بلا معاطف ولا تصل | ضيق | ولا نملك أن نصنع منه قميصا لطفلٍ | أصغر من منديل الوداع | بحر صغير ضيق مثل هذا | ماذا أفعل به | بحر له أظافر وأشرس من العصافير المغدورة | الذي يعرف البحر الصغير الضيق | يحق له أن ينشر قلوع البكاء | فالجزيرة أكبر من البحر | البحر أكبر أكبر | وأكثر اتساعا ومجدا | مفتوحة على سماءٍ وأسماءٍ | وسرائر ليست للعلانية | والبحر أضيق من الكتب والزنازن | ومن لقاءات السجين بالزوجة | هل البحر ميناء | هل هو وتد لخيمة القبيلة | هل دمعة الأرض المسورة بالصحراء | وأين تذهب السفن كيف تبحر | والمسافرون والرسائل | والأشرعة والأسماك القديمة | بحر ؟ | حتى انه لا يغسل الحرف الأول من الكلمة | حتى انه لا يوقظ الجبل | وليست للمآتم حظوة لديه | أخباره له | أخباره له له وحده | أي بحرٍ بخيلٍ هذا | لا يسعف الغريق | ليس يسمع ولا يرى | لسان ولا يفهم اللغات | أديروا الكلام | أعطوا البحر أن يرفضَ | أن ينهضَ | امنحوه سعة | وكثيرا من السواحل | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .