أمكنتِ العاذلَ من قيادها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أمكنتِ العاذلَ من قيادها | فانتزع الرحمة َ من فؤادها |
و لونت أخلاقها فقد غدا | بياضها يشفُّ عن سوادها |
و الغانياتُ عطفة ً وصدفة ً | يجنى َ لك الحنظلُ من شهادها |
لا يملكُ الراقدُ من أحلامهِ | إلا كما يملك من ودادها |
أعلقُ ما كنت بها طماعة ً | أنصلُ ما تكونُ من إسعادها |
متى تكلفْ من وفاء شيمة ً | تعدْ إلى شيمتها وعادها |
آهِ على الرقة ِ في خدودها | لو أنها تسري إلى فؤادها |
بالبان لي دينٌ على ماطلة ٍ | يميس غصنُ البان في أبرادها |
سلطتِ الوجدَ على جوانحي | تسلطَ الخلفِ على ميعادها |
يا طربا لنفحة ٍ نجدية ٍ | أعدلُ حرَّ القلبِ باستبرادها |
و ما الصبا ريحيَ لولا أنها | إذا جرت هبتْ على بلادها |
قل لمخيضِ العيسِ أغباسَ السري | تأكلُ عرضَ البيدِ في إسآدها |
موائرا ترى السلامَ رمضاً | بينَ سلاماها إلى أعضادها |
ذبالها تحت الدجى عيونها | لا تستشير النجمَ في رشادها |
تبغي الندى وأين من مراده | طيُّ الفلا وأين من مرادها |
عندكَ روضٌ وسحابٌ مغدقٌ | إن صدقتْ عينك في ارتيادها |
أيدي بني عبد الرحيم أبحرٌ | أعذبها اللهُ على ورادها |
أيدٍ تساوي الجودُ فيها فاكتفى | أن يسأل المعتامُ عن أجوادها |
سلالة ٌ من طينة ٍ واحدة ٍ | مجموعها يوجدُ في آحادها |
ارمْ بهم على الليالي تنتصفْ | بهمْ على ضعفك من شدادها |
و شمهمُ على الخطوب تنتضلْ | بيضَ السريجياتِ من أغمادها |
انظرْ إليهم في سماواتِ العلا | مرفوعة ً منهم على عمادها |
ترَ النجومَ الزهرَ من وجوههم | ثابتة َ السعودِ في أوتادها |
لهم سناها ثمّ ما ضرهمُ | نقصانُ ما يكثرُ من أعدادها |
أسرة ُ مجدٍ شهدَ الفضلُ لما | عقبَ عنها بعلا أشهادها |
حسبك من آياتها دلالة ً | أن كمالَ الملك من أولادها |
حيَّ وقربْ غرة ً أبية ً | كان النوى يألمُ من بعادها |
ما سكنتْ أرضٌ إلى حضورها | إلا بكتْ أخرى على افتقادها |
تودُّ حباتُ القلوب أنها | ما سافرتْ تكون من أرفادها |
عاد إلى الدولة ظلُّ عزها | و قرت الأرواحُ في أجسادها |
و امتلأتْ من شهبها أفلاكها | و ضمت الغيلُ على آسادها |
يخطبها قومٌ وفي حبالكم | نكاحها وهم بنو سفادها |
يا عجزَ من يطمعُ في قنيصها | و الليثُ جثامٌ على مرصادها |
أنت لها بعدَ أبيك ثغرة ٌ | غيرك لا يكون من سدادها |
وجهك في ظلمائها سراجها | و كفك الذائبُ في جمادها |
صدعت بالفضلِ وكنتَ معجزا | تطيعك النفوسُ باجتهاها |
و أذعنتْ طائعة ً مختارة ً | بميلها إليك وانقيادها |
إن ضلت الآراءُ باجتماعها | كفتك آراؤك بانفرادها |
أو عبدتْ أموالُ قومٍ شرفتْ | نفسكَ أن تكون من عبادها |
كفتكَ كسبَ العزّ نفسٌ حرة ٌ | أحرزتِ العزة َ من ميلادها |
و قدمتك فاجتبيتَ سيدا | أرومة ٌ طرفك من تلادها |
تعدي معاليها إلى أبنائها | على زمان هودها و عادها |
لكم قداميَ الأرض أو سلافها | كنتم رباً والناسُ في وهادها |
و جمة ُ الملك تجمُّ لكمُ | ما طاب واستغزرَ من أورادها |
إذا نطقتم سكتَ الناسُ لكم | على قوى الأنفاسِ وامتدادها |
كأنما ألسنكم لهاذمٌ | على القنا تشرع في صعادها |
ميمونة ٌ النقبة أين وجهتْ | حللتِ المزنُ عرى مزادها |
و إن سئلتم لم تروا أموالكم | نامية ً إلا على نفادها |
هنا المعالي منك يا خيرَ أبٍ | يكنى بها جمعك من بدادها |
ذاك وسلْ مذ غبتَ عن نفسي وعن | ضراعة ٍ لم تكُ في اعتيادها |
و نبوة ِ الأعين عنيّ فيكمُ | كأنني صيرتُ من سهادها |
أخرتُ نفسي بل قعدتُ حجرة ً | مزملا بالذلّ في بجادها |
مخفضا قولي متى قيل صهٍ | خشعتُ بينَ هائها وصادها |
بينَ رجال كمنتْ فضائلي | عنهمْ كمون النار في زنادها |
لم أرجهم وليتني لم أخشهم | قلوبهم تئنُّ من أحقادها |
تسلقني باللوم فيكم ألسنٌ | أقوالها تصغرُ في اعتقادها |
فكيفَ معْ قناعتي ظنك بي | هل كان إلا المصُّ من ثمادها |
خلفتني جوهرة ً ضائعة ً | بقلة ِ الخبرة ِ من نقادها |
لا حظَّ لي أرجوه عند غيركم | من عدة ِ الدنيا ولا عتادها |
تسكنُ أحشائي إلى حفاظكم | سكونَ أجفاني إلى رقادها |
أنتم لنفسي في الحياة وبكم | أنتظر العونَ على معادها |
فأين كان صبركم على النوى | من عركها الصبرَ ومن جهادها |
و هل وقد أمرضها بعادكم | كنتم بعطفِ الذكر من عوادها |
بلى . لقد واصلها ما بلها | من عون أيديكم ومن إرفادها |
و قمتمُ على النوى بلفتة ٍ | من نصرها شيئا ومن إنجادها |
فاغتنموا الآنَ تلافي نقصها | في سعة ِ الأيام وازديادها |
و عند نعماك لها إن قضيتْ | دينٌ عليه جملة ُ اعتمادها |
مؤجلا قبل النوى وبعدها | من طارف الرسوم أو تلادها |
فوكل الجودَ على نفسك في | قضائها ومرهُ بافتقادها |
و اعلم بأن الحالَ في تسويفها | تضيقُ حتى الوعد في إبعادها |
و اسلم لها واسع بها سوائرا | بعفوها منك وباجتهادها |
لك الطويلُ الشوطِ من خيولها | فليس ترضى َ لك باقتصادها |
لها بطونُ الأرض بل ظهورها | تصوبتْ أو هي في إصعادها |
رجليَ ولا يعلقها ركبُ الفلا | بإبلِ البيدِ ولا جيادها |
تسترقصُ الأسماعً أو تخالني | أستخلفُ الغريضَ في إنشادها |
كأنها على الطروس أنجمٌ | لألأتِ الخضراء باتقادها |
يكاد أن يبضَّ من نصوعها | ما سودَّ الكاتبُ من مدادها |
تنفسُ الأيامُ عن صوابها | في وصف نعماكم وفي رشادها |
ما دمتمُ حليا لمهرجانها | فينا وتيجانا على أعيادها |