تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَذَكَّرَ أيامَه الخالِية | فما رَقَأَت عَبرة ٌ جَاريه |
أقولُ لمُعتَكِرِ الطُّرَّتَيْنِ | مِنَ الغَيثِ مُلتَهِبِ الحاشِيه |
على الرَّبَضِ المُرتَدِي بالرِّياضِ | سِجالُك والبِيعة ِ الدَّانيه |
على طَلعة ِ الجَدِّ نَغنَى بِها | عن الصُّبحِ في اللَّيلة ِ الدَّاجِيه |
و حَسناءَ لمَّا يَشِن حُسنَها | تَقادمُ أعوامِها الماضيه |
و مأهولة ٍ من تَماثِيلِها | إذا هي يوماً غدَت خَاليه |
و ما منحَ الشمسَ شَمَّاسُها | و ما خَبَأَ القَسُّ في الخابيه |
فسَقياً لملعبِ غِزلانِها | و أَعظُمِ رُهبانِها البَاليه |
و ساحرة ِ الطَّرفِ مَطبوعة ٍ | على الظَّرفِ مُقسِمة ٍ شَافيه |
و نقشِ عَبِيرٍ على وَجنة ٍ | كما نُقِشَ الوَردُ بالغاليه |
رِباعٌ تَقنَّصتُ غِزلانَها | و قَارَعتُ آسادَها الضَّاريه |
إذا غَنَّتِ الطَيرُ فيها ضُحًى | حَسِبْتُ القِيانَ بها شَاديه |
و إن راحَ رُعيانُها أَطْرَبَتْكَ | فَواقِدُ أولادِها الثَّاغيه |
لَقِيتُ سروري بها كاملاً | و صافحْتُ كأسي بها وافِيه |
فإن أرَها سَالِماً أَستَلِم | فَوارِعَ أركانِها العالِيه |
وَأغْشَ بحَانَة َ أُترُجَّة ٍ | أَمُت ثالثَ الدَّنِّ والباطيه |
و يَغْمِزُ كفِّيَ كَفَّ النَّديمِ | و يُومِضُ طَرفي إلى السَّاقِيه |
و أسبُقُ بالشُّكرِ أَولَى الصَّلاة ِ | وَ أَثْنِي العِنانَ إلى الثانيه |
و أَضرِبُ بالفَصِّ وجهَ الثَّرى | فإمَّا عليَّ وإمَّا لِيه |
فإن كُنتَ للخُلدِ رَيحانة ً | فدَعني أكُنْ حَطَبَ الهاويه |
و إن كنتَ تَدعو إلى مَذهبٍ | فإني إلى تَركِه دَاعيه |