ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما | و أعادَ عِرفانَ السُّلُوِّ تَوَهُّما |
فعَلامَ يَعْصِي الشَّوقَ مُشتاقٌ غَدا | طَوْعَ الصَّبابَة ِأو يُطيعَ اللُّوَّما |
يا دارُ لو تَرَكوا الفؤادَ مُسَلَّماً | من حُبِّهِم ما عُجْتُ فيكَ مُسلِّما |
بل لو أطاعَ اللَّومَ فيك مُتَيَّمٌ | ما كانَ فيكِ على الهَوى مُتَلوِّما |
لم يَبْكِ من حَذَرِ الوُشاة ِو طالما | وَشَّى بأَدْمُعِه رُباكِ ونَمنَما |
أيامَ يَنأَى القلبُ من حُرَقِ الهَوى | فإذا دَنَتْ منه خِيامُكِ خَيَّما |
ما شَيَّعَتْهُ بدَمْعِها مُقَلُ الدُّمَى | إلا وقد أبكَيْنَ مُقلَتَه دَما |
قُضْبٌ تَميلُ قتستَميلُ متَيَّماً | و نواظِرٌ تَسجُوفتَشجُو مُغرَما |
و مَهاً تُريكَ اللَّيلَ صُبْحاً مُشْرِقاً | بجمالِهاو الصُّبحَ ليلاً مُظْلِما |
لمّا بَدا وجديو كان مُكتَّماً | أَبْدَيْنَ وَجْداً كان فيَّ مُكَتَّما |
و نَشَرْنَ مَطْوِيَّ المحاسنِ للنَّوى | فأَرَيْنَنا عُرْساً بذاك ومَأتَما |
شرفاً بني فَهْدِ بن أحمَدَإنَّكم | أوفى الملوكِ سماحة ً وتكرُّما |
حَكَّمْتُمُ المعروفَ في أموالِكُمْ | و الخوفَ في أعدائِكُمفَتَحَكَّما |
و عَلِمْتُمُ أنَّ المَكارِمَ رُتبَة ٌ | مَنْ نالَها كانَ الكريمَ المُعلَما |
فحذَتْ بها صِيدُ المُلوكِو فاخرَتْ | بأبي الفوارسِفانتَمَتْ حيثُ انتَمَى |
بِمُشَهَّرٍ في الجُودِ يَظْلِمُ مالَه | بنَوالِهفلو استطاعَ تَظَلَّما |
و مُقَدَّمٍ جارَى الملوكَ إلى العُلى | فتأخَّرُوا عن شأوِهِ وتقدَّما |
بأسٌ كَصَرْفِ الدَّهرِ أشرفَ فاغتدَى | و ندى ً كَصَوْبِ المُزْنِ صُوِّبَ فانهمَى |
و إذا ارتدى بالسَّيفِ خَفَّ مَضاؤُه ؛ | و إذا ارتدى بالحِلمِ كان يَرَمْرَما |
و إذا وَعى مدحاً تَبَسَّمَ ضاحِكاً | و اهتزَّ كالرّمحِ انثَنى وتَقَوَّما |
أَعدى الزَّمانَ صَنيعة ًفأعادَه | جَذلانَ بعدَ عُبوسِه مُتَبَسِّما |
و غدا أحقَّ بلُبْسِ أَثوابِ العُلَى | و المَجدُ قد تركَ المُهنَّدَ مُحْرِما |
فَلْيَهْنَه البُرْءُ الذي أَبرى النَّدى | من دائِه وأراه سَعْداً مُنْجِما |
و قصائدٍ يُهْدى إليكَ بِقَصْدِها | فَرَحاًيَكونُ إلى السَّلامَة ِ سُلَّما |
يا أيها الملكُ الذي حازَ العُلى | لمّا تَقَسَّمَها الملوكُ تَقَسُّما |
ألحَقْتَ بي في الشِّعْرِ خِدْنَيْ لُكْنَة ٍ | بَكَرا ورَاحا في البَلادَة ِ تَوأَما |
و أنا الذي دَبَّجْتُ لمّا سبَّجا | و عُرِفْتُ بالإفْصاحِ لمّا استعجَما |
أثريتُ في الشّرفِ القديمِو أَعدَما | و نَطَقْتُ بالمَدْحِ الرَّصينِو أُفْحِما |
هذاو مَنْ أخَّرْتَ كان مُؤَخَّراً | مناومَنْ قدَّمْتَ كان مُقَدَّما |
ما الناسُ إلا شاكراً لكَ نِعْمَة ً | جادَتْ يداك بهافجادَ وأنعَما |
أو مادحاًوجدَ المديحَ مُسَيَّراً | ورأى الكلامَ مُصَدِّقاًفتكلَّما |